على رغم كونه ممثلاً ينتمي إلى جيل الوسط، إذا جاز التعبير، وهو جيل هشام سليم وممدوح عبد العليم فإن توفيق عبدالحميد لم يقترب من النجومية إلا أخيراً، وبعد تقديمه، أدواراً متميزة في مسلسلات عدة كان من ابرزها "أميرة في عابدين" و"قاسم أمين" و"أين قلبي" التي عرضت في وقت واحد خلال شهر رمضان قبل الماضي فأعادت اكتشافه من جديد كممثل متميز. كما شارك في بطولة مسرحية "في عز الضهر" إضافة إلى عدد من المسلسلات خلال رمضان الماضي ابرزها "قمر سبتمبر" و"كناريا وشركاه". معه كان هذا الحوار: على رغم انتمائك إلى جيل هشام سليم وممدوح عبدالعليم لم تصل إلى النجومية إلا أخيراً... فما السبب؟ - هناك أشياء يمكن أن أكون مسؤولاً عنها، وهناك أشياء أخرى لعبت فيها الظروف دوراً كبيراً، لكن كان عليّ أن أكتسب الخبرة وأدفع الثمن، إذ دخلت الوسط الفني من دون أن يكون لي "ضهر" أستند إليه، وهذا الثمن أخرني لأنه كان مرتفعاً، فقد دخلت الفن بقناعات أن الموهبة والدراسة هما الأهم، ولكن ذلك لم يكن واقعياً، فهناك أشياء أخرى تتداخل في هذا الموضوع. المهم انه كان عليّ أن أتصالح مع الوسط الفني وأحدث توازناً بين قوانينه الموجودة في الوقت نفسه من دون أن أخسر نفسي، والحمد لله التزمت بالصبر وطول النفس والإجادة وكنت دائماً متصالحاً مع نفسي حتى وصلت إلى ما أردت أخيراً، على رغم أن كثيراً من الأساتذة تنبأوا لي بالنجومية منذ بداياتي. بدايات وماذا عن بداياتك الفنية؟ - البداية كانت من خلال مسلسل بعنوان "الوليمة" في أواخر عام 1979 قصة عبدالفتاح رزق وسيناريو عاطف بشاي ومن إخراج شفيق شامية. ثم تلته مجموعة من الأعمال التي لم تصنع نقلة كبيرة بالنسبة إليّ حتى جاءت الانطلاقة من خلال مسلسلي "سلمان الفارسي" و"لا إله إلا الله" ومسرحيات مثل "مجنون ليلى" و"الملك هو الملك" ودور محمد علي في مسرحية "سجن القلعة". كانت بدايتك من خلال بطولات في التلفزيون والمسرح... لكن هل كانت هناك أسباب أخرى أسهمت في تأخر نجوميتك؟ - في الحقيقة حدثت فترة توقف بعد هذه الأعمال إذ ازداد وزني بشكل ملحوظ كما سافرت الى الخارج وقدمت بعض الأعمال في الإمارات ولبنان ثم عدت منذ نحو سنوات لكي أبداً من جديد وقدمت مسلسلات منها "أوان الورد"، "ملك من الجنوب"، "البيضاء"، وغيرها إلى أن وصلت الى مسلسلات "قاسم أمين"، "أميرة في عابدين" و"أين قلبي" التي عرضت في وقت واحد خلال رمضان قبل الماضي. ماذا عن السينما؟ ولماذا أنت بعيد عنها؟ - لست مبتعداً عنها إذ لم يعرض عليّ عمل ورفضته وأعتقد أن السبب ربما يعود إلى أن السينما أصبحت مغلقة على أصحابها وعلى رغم ذلك شاركت في فيلمي "أمير الظلام" مع عادل إمام و"مافيا" مع المخرج شريف عرفة وأحمد السقا ومنى زكي. عدت أخيراً إلى المسرح من خلال دور متميز في مسرحية "في عز الضهر" للكاتب أسامة أنور عكاشة، فماذا عن أعمالك المسرحية الأخرى وما الذي شجعك على العودة مرة أخرى إلى المسرح؟ - قدمت مسرحيات كثيرة على مسرح الدولة من خلال أدوار بطولة وأدوار أخرى مهمة منها "مجنون ليلى" على المسرح القومي، و"الملك هو الملك" ودور محمد علي في "سجن القلعة" ومعظمها أعمال متميزة أنا راضٍ عنها، أما مسرحية "في عز الضهر" فهي مسرحية متميزة مكتوبة بحرفية شديدة شارك فيها عدد كبير من النجوم خصوصاً الفنانة سميحة أيوب كما أن دوري كان متميزاًَ جداً وحققت المسرحية نجاحاً كبيراً. أدوار ذات قيمة الآن... كيف تنظر إلى مستقبلك الفني؟ - لا أفكر كثيراً في المستقبل، فالمهم بالنسبة إليّ هو الإجادة والتميز في الأعمال التي أقدمها وأن أشارك في أعمال أكثر تميزاً من تلك التي قدمتها من قبل وأعتقد أن هذا هو ما سيبقى. اختيارك الأدوار... هل اختلف الآن عن ذي قبل؟ - لم يختلف كثيراً، فأنا أحرص على تقديم أدوار تحمل قيمة اجتماعية مهمة وتحمل داخلها عناصرها التي تثري العمل الفني من خلال خط درامي متميز. ونظرة سريعة إلى أدواري الأخيرة تثبت أن هذه الأدوار فيها عمق اجتماعي كبير، لذا تلمس مشاعر الناس وتلاقي قبولهم وإعجابهم. بعد مسلسل "قمر سبتمبر" الذي عرض خلال رمضان الماضي وقدمت فيه دوراً متميزاً، ما الجديد الذي ستقدمه خلال الفترة المقبلة؟ - انتظر عرض مسلسل "كناريا وشركاه" من تأليف اسامة أنور عكاشة وإخراج اسماعيل عبد الحافظ وبطولة سمية الألفي وفاروق الفيشاوي وأجسد شخصية متميزة ومختلفة أتمنى أن تلاقي إعجاب الجمهور. كما أصور حالياً دوري في مسلسل "فريسكا" من تأليف مجدي صابر وإخراج مجدي أحمد علي وتشاركني البطولة آثار الحكيم، وعدد من النجوم وأجسد فيه دور الصحافي الملتزم بالمبادئ والقيم.