انتقدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بقوة امس، الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل، مؤكدة انه "مخالف للقوانين الانسانية الدولية" و"يقضم جزءاً من الاراضي المحتلة في الضفة الغربية"، في وقت كشف ديبلوماسي غربي ان الولاياتالمتحدة وغالبية الدول الاوروبية لن تحضر جلسة محكمة العدل الدولية في شأن الجدار في 23 من الشهر الجاري. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية: "نعتقد بأن بناء جدار على أرض فلسطينية محتلة هو اجراء غير قانوني، لكننا نرى انه من غير المناسب ان تتخذ المحكمة اجراءات من دون رضى الطرفين". وستشارك 13 دولة في الجلسة المقررة في 23 من الشهر الجاري هي الأردن والجزائر والسودان وكوبا وتركيا والسعودية واندونيسيا وبنغلادش وماليزيا وبيليز وجنوب افريقيا والسنغال ومدغشقر. في غضون ذلك، أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه سيتوجه الى لاهاي في 22 من الشهر الجاري لحضور بداية مرافعات محكمة العدل الدولية في خصوص الجدار الفاصل. من جهة ثانية، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان إن "اللجنة تعتبر ان الحاجز الاسرائيلي في الضفة الغربية مخالف للقوانين الانسانية الدولية لأن مساره ينحرف عن "الخط الاخضر" ليتوغل داخل أراض محتلة". ودعت اللجنة اسرائيل الى "عدم بناء هذا الحاجز داخل الأراضي المحتلة او عدم ابقائه فيها"، مشددة على الانعكاسات الانسانية والاقتصادية التي يخلفها على آلاف الفلسطينيين. يذكر ان هذه هي المرة الاولى الذي تتخذ فيه اللجنة الدولية للصليب الاحمر موقفاً علنياً من هذا النوع، في وقت تستعد فيه محكمة العدل الدولية للبحث في شرعية هذا الجدار. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة احالت اخيراً قضية الجدار الى محكمة لاهاي. ورحبت السلطة الفلسطينية بانتقادات الصليب الاحمر للجدار الفاصل. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات: "تصريحات الصليب الاحمر ايجابية جداً ونعقد الآمال على محكمة العدل الدولية لتبني موقف الصليب الأحمر والاعتراف بعدم شرعية الجدار العنصري الفاصل". في الوقت نفسه، أفاد عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني ان المجلس ارجأ جلسة خصصت للبحث في قضية الجدار الفاصل، بعدما منعت القوات الاسرائيلية اعضاء يقيمون في الضفة الغربية من التوجه الى مقر المجلس في غزة. من جهة اخرى، أكدت الاممالمتحدة ان الجدار سيؤثر مباشرة في الحياة اليومية لنحو 680 الف فلسطيني يقطنون في الضفة الغربية. واوضح تقرير أعده مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان نحو 850 كيلومتراً مربعاً من الضفة الغربية باستثناء القدس، أي 14.5 في المئة من مساحتها، ستقع بين هذا الجدار و"الخط الاخضر"، اي خط هدنة عام 1948. واضاف ان اكثر من 274 الف فلسطيني في 122 بلدة ومدينة "سيعيشون في مناطق مغلقة بين الجدار والخط الاخضر او في جيوب محاطة كلياً بالجدار". وتعتبر الاراضي التي اقتطعها الجدار الاكثر خصوبة في الضفة الغربية، وتدر ما مجموعه 900 الف دولار سنوياً في الكيلومتر المربع الواحد، أي ضعفي ما تنتجه الحقول الاخرى في الضفة والقطاع. وكشف التقرير ان "الجدار سيؤثر سلباً ومباشرة في اكثر من 680 الف فلسطيني، أي 30 في المئة من سكان الضفة الغربية". ويسير 11 في المئة فقط من مسار الجدار الذي يفترض ان يمتد على مسافة 730 كيلومتراً، بمحاذاة "الخط الأخضر" الذي يفصل بين الضفة الغربية واسرائيل. ويعتبر من أكثر المشاريع الاسرائيلية تكلفة 4.3 بلايين دولار، وسيضم 80 في المئة من المستوطنين البالغ عددهم نحو 220 ألفاً في الضفة.