يرتبط ارتفاع مستويات البحار بارتفاع درجات حرارة الأرض والتلوث، ويمكن للإضرار بالشعاب المرجانية أن يجعل المناطق الساحلية أكثر عرضة لكوارث كموجات المد العاتية أو العواصف في المستقبل. وارتفعت مستويات البحار في العالم في المتوسط بحوالي عشرة الى عشرين سنتيمترا على مدى القرن العشرين، ومن المتوقع حدوث ارتفاع إضافي يتراوح بين تسعة سنتيمترات و88 سنتيمترا بحلول عام 2100، وفقا لأحدث تقرير أصدرته لجنة الأممالمتحدة بشأن التغير المناخي الصادر عام 2001 . وقلة هي الأنظمة البيئية الساحلية القادرة على مواجهة الأمواج القاتلة كتلك التي ضربت دولا آسيوية من سريلانكا الى تايلاند الأحد الماضي. لكن ارتفاع درجات حرارة الأرض، أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري وسوء التخطيط لتنمية السواحل وغيرها من التهديدات التي يتوفر للبشر قدر من السيطرة عليها، تضعف من الدفاعات الطبيعية التي تتراوح بين مستنقعات الأشجار والشعاب المرجانية التي تساعد في الحماية من غضب المحيطات. وفي هذا الإطار، قال براد سميث من جماعة "غرين بيس" المدافعة عن البيئة: "تتعرض السواحل للتهديد في كثير من البلدان. ويتسبب إنشاء الطرق وإقامة مزارع الروبيان والمباني على امتداد السواحل والأنشطة السياحية في تآكل الدفاعات في آسيا". ويقول علماء إن تزايد غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي الناتجة عن حرق الإنسان للوقود الاحفوري، يهدد بمزيد من العواصف العاتية وارتفاع مستويات البحار مما يعرض الشواطئ لمزيد من التآكل. ويمكن لدول تتألف من جزر مثل المالديف التي ضربتها موجات المد العاتية أن تختفي تماما تحت الأمواج إذا ارتفعت مستويات البحار. وتسبب الزلزال الذي ضرب المحيط الهندي في زيادة منسوب مياه المحيط الهادئ بمقدار ستة سنتيمترات في هاواي، و65 سنتيمتراً في خليج جاكسون في نيوزيلاندا، بينما ارتفع مستوى مياه المحيط في جنوب كاليفورنيا 22 سنتيمتراً عن مستوياته المعهودة. كما لحقت الزيادة في منسوب المياه بمرفأ مانزلينو في المكسيك.