سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حشد من الرؤساء والقادة في وداع الشيخ زايد ... والمجلس الأعلى يؤكد عزمه على مواصلة نهجه لتعزيز مسيرة الاتحاد . حكام الإمارات ينتخبون خليفة بن زايد رئيساً
ودعت دولة الامارات أمس "والدها" وشكلت الصلاة الرمز والروح الجامعة عنواناً ميّز تشييع جثمان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الى مثواه في مسجد زايد الكبير الذي أراده خاتمة انجازاته. راجع ص 4 و5 و19 وما لبثت القيادة السياسية للدولة أن حسمت خياراتها بسرعة بانتخاب حاكم ابو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الامارات. اذ عقد المجلس الاعلى الذي يضم حكام الامارات السبع اجتماعاً عقب مراسم التشييع وقرر انتخاب الشيخ خليفة رئيساً خلفاً لوالده الذي كان الرئيس الأول للاتحاد منذ انشائه في كانون الاول ديسمبر 1971. وكان الوداع الأخير للشيخ زايد رسمياً وشعبياً، مهيباً وبعيداً عن المظاهر البروتوكولية التي لم يعرفها المجتمع الاماراتي. وتقدم المشيّعين الشيخ مكتوم بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبي رئيس مجلس الوزراء والشيخ خليفة بن زايد حاكم ابو ظبي قبيل انتخابه رئيساً والشيخ محمد بن زايد ولي العهد والشيخ سلطان بن زايد نائب رئيس الوزراء وبقية أنجال الشيخ زايد الذين باتوا يحتلون دوراً مهماً في الحياة السياسية في الامارات. وجمعت الجنازة عدداً من الرؤساء والقادة، وفي مقدمهم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والشيخ صباح الأحمد رئيس وزراء الكويت والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية. وأكد العطية الذي رأس وفد الأمانة العامة لتقديم العزاء للقيادة الاماراتية الجديدة بوفاة الشيخ زايد ان "الحس الوحدوي لدى الشيخ زايد امتد الى خارج الامارات وتجلى في قيام مجلس التعاون ورعايته للقمة التاريخية الأولى في أبوظبي في ايار مايو 1981، وقد ساهم الى جانب اخوانه قادة دول المجلس في الحفاظ على مسيرة المجلس وتجنيبها العواصف والتداعيات السلبية التي أفرزتها الأحداث الخطيرة التي تعرضت لها المنطقة". كما شارك في التشييع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس العراقي غازي عجيل الياور والرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الوزراء العراقي اياد علاوي والامير رشيد ولي العهد المغربي وسيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الباكستاني برويز مشرف والرئيس الافغاني حامد كرازاي وعدد من ممثلي قادة الدول العربية والاجنبية. وتقبل الشيخ خليفة واخوانه التعازي من القادة الذين حضروا مراسم الجنازة والدفن وانضم اليهم الرئيس اللبناني اميل لحود والامير تشارلز وفي عهد بريطانيا. وانتقل الشيخ خليفة مساء الى قصره ليواصل تقبل العزاء بفقيد الامارات على مدى ثلاثة ايام. وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اتصالين هاتفيين مساء أمس مع الشيخ خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبّر خلالهما عن تعازيه وتعازي المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بوفاة الشيخ زايد. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان عدداً كبيراً من قادة الدول العربية والصديقة سيصلون ابوظبي لتقديم العزاء الى الشيخ خليفة وولي عهده الشيخ محمد بن زايد برحيل الشيخ زايد ومن بينهم الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجية المانيا يوشكا فيشر والنائب الاول للرئيس اليراني محمد رضا عارف. واقيمت الصلاة على جثمان الشيخ زايد عصر امس في مسجد سلطان بن زايد في العاصمة ابوظبي بعد ان نقل اليه من قصر البحر مخترقاً عدداً من شوارع ابو ظبي. وبعد الصلاة حُمل الجثمان الذي لفّ بعلم الامارات على اكتاف المشيعين ونقل الى سيارة خاصة تدافعت اليها الجموع تعبيراً عن حبهم للشيخ الفقيد وحزنهم على رحيله، قبل انطلاقها الى مسجد الشيخ زايد بن سلطان بالقرب من المدخل الرئيسي الى مدينة ابوظبي. وتحسباً للحد من التجمعات الضخمة كان متوقعاً ان تزحف نحو العاصمة ابوظبي للمشاركة في وداع الشيخ زايد، حددت وزارة الداخلية اماكن لتجميع السيارات القادمة من الامارات الشمالية في مدينة خليفة والسيارات القادمة من مدينة العين في مدينة محمد بن زايد ووفرت وسائل النقل الجماعي لنقل ركابها الى وسط العاصمة ابوظبي ومنعت دخول السيارات الى ابوظبي بعد الساعة 12 من ظهر امس. واحتشد الآلاف من جموع المواطنين والمقيمين منذ وقت مبكر في الشوارع المؤدية الى مسجد سلطان بن زايد حيث اقيمت الصلاة ومسجد زايد بن سلطان حيث جرى الدفن، لالقاء النظرة الاخيرة على الجثمان وتوديعه الى مثواه الاخير. انتخاب الرئيس وقال بيان صدر عن مكتب رئيس دولة الامارات ان المجلس عقد اجتماعاً مساء أمس بقصر البطين في أبوظبي برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وحضر الاجتماع الشيخ خليفة بن زايد والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم امارة الشارقة، والشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم امارة رأس الخيمة، والشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم امارة أم القيوين، والشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم امارة عجمان، والشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم امارة الفجيرة. وقال البيان انه "تم بموجب المادة 51 من الدستور الدائم لدولة الامارات انتخاب الشيخ خليفة بالاجماع رئيساً لدولة الامارات خلفاً للمغفور له فقيد الوطن الغالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان". وبذلك حسم المجلس الأعلى مسألة خلافة الشيخ زايد في رئاسة الدولة بسرعة فيما كان متاحاً أمامه حسب الدستور فترة 30 يوماً لاختيار رئيس جديد للبلاد. واعتبر مراقبون ان انتخاب الشيخ خليفة في هذا التوقيت عبر عن حرص القيادة السياسية في الامارات على وضع الأمور في نصابها واعطاء دفعة جديدة للمسيرة الاتحادية. وأعرب المجلس الأعلى عن "ثقته التامة بأن شعب الامارات سيبقى كما أراده زايد دوماً حارساً للاتحاد وما حققه من انجازات عظيمة على كل المستويات"، وأكد "حرصه البالغ على الوفاء لما أرساه مؤسس الدولة من مبادئ متميزة في القيادة والحكم، وما غرسه من قيم نبيلة وأصيلة جسدت كل معاني العدل والحق والخير". وأعرب الشيخ خليفة بن زايد عن تقديره للثقة التي أولاه إياها المجلس الأعلى مؤكداً عزمه على "مواصلة العمل بنهج زايد بالتعاون والتضامن مع أعضاء المجلس لتعزيز المسيرة الاتحادية واستقرار الامارات وخير شعبها". ويتولى الشيخ خليفة، كونه رئيساً لدولة الامارات، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة فيها بعدما كان يشغل سابقاً منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.