أعلن رئيس تنزانيا بنجامين مكابا أمس في دار السلام الاختتام الرسمي لأعمال أول مؤتمر دولي في شأن البحيرات الكبرى، بعدما وقع 14 رئيس دولة أفريقية، إعلاناً مشتركاً تعهدوا فيه جعل المنطقة "واحة سلام وأمن دائم"، كما التزموا العمل من أجل "الاستقرار السياسي والاجتماعي والنمو والتطور المشترك". ووقع على النص أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو رئيس الاتحاد الأفريقي. وقال أنان: "لم يحصل اي طرف على كل ما يتمناه من هذه العملية غير أن كل طرف حصل على ما يحتاج إليه وهو فرصة حقيقية لإقرار السلام والاستقرار والديموقراطية وتحقيق التنمية في المنطقة المترامية الأطراف". وتعهد قادة المنطقة في إعلان دار السلام تطبيق إجراءات لبناء ثقة مثل نزع سلاح الجماعات المتمردة ووقف تدفق الأسلحة والتعاون من اجل حل أزمة ملايين من اللاجئين. ووصف المسؤولون الإعلان بأنه خطوة مهمة نحو الاستقرار في واحدة من مناطق أفريقيا التي تشهد اكبر قدر من الفوضى، غير انه لا يتضمن سوى القليل من التفاصيل في شأن التطبيق. كما عين موعد لقمة جديدة للبحيرات الكبرى في حزيران يونيو 2005 في العاصمة الكينية نيروبي لتقويم مدى تطبيق إعلان دار السلام وللتحضير ل"ميثاق" حقيقي بين دول هذه المنطقة التي تعد من الأقل استقراراً في العالم. وأشاد الرئيس النيجيري بالاتفاق بصفته دليلاً على وجود رغبة افريقية جديدة في صوغ حلول لمشكلاتها. وقال لرؤساء الدول المجتمعين انه واثق من مساندة المجتمع الدولي "غير المحدودة" لعملية السلام التي توقع أن تنفذ بحلول نهاية العام. وأضاف: "الخطوة الأولى في أي رحلة مهمة للغاية، غير أن استمرار الجهود ضروري دائماً. يجب أن نرعى هذا الزخم ونبقيه". وبالتزامن مع الاجتماع، نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تقريراً يتهم مسؤولين في الحكومات المحلية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بإمداد المدنيين بأسلحة على رغم الحظر التي تفرضه الأممالمتحدة، ما يزيد من خطر أعمال عنف عرقية. وقال اليسون دي فورجيه كبير مستشاري المنظمة في أفريقيا: "الأسلحة والكراهية العرقية مزيج مدمر". وأضاف: "يتعين على قوات حفظ السلام أن توقف تدفق الأسلحة، وينبغي على أعضاء مجلس الأمن الضغط على القادة المحليين لوقف الصراعات العرقية".