سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعهدا دعم اجراء الانتخابات الفلسطينية .... والرئيس الفرنسي يتحدث عن انتشار الإرهاب بعد ضرب بغداد شيراك وبلير يتفقان على الشرق الأوسط ويختلفان على العراق
أجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير محادثات أمس في لندن على هامش الاحتفالات بمرور مئة سنة على"التفاهم الودي"بين بلديهما، ركّزت على ضرورة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق. وقال بلير في مستهل المؤتمر الصحافي المشترك مع شيراك الذي يقوم بزيارة رسمية لبريطانيا تدوم يومين، ان الخلافات معروفة بينه وبين الرئيس الفرنسي في موضوع العراق، لكن بريطانيا تعمل عن قرب مع فرنسا في مواضيع عديدة في العالم من أفغانستان الى ايران والبلقان وافريقيا والتطورات المناخية. كذلك شكر الفرنسيين على اجلائهم الرعايا البريطانيين من ساحل العاج. وقال انه ناقش مع شيراك وضع عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة العمل على احيائها. ورد شيراك بتقديم العزاء في مقتل موظفة الاغاثة البريطانية العراقية مارغريت حسن. وأقر بأن تحليله لقضية العراق يختلف عن تحليل البريطانيين و"التاريخ يقرر من على خطأ ومن على صواب". وأضاف ان البلدين يشتركان على رغم ذلك في رغبتهما في قيام عراق ديموقراطي ومستقر. وعن الشرق الأوسط، قال شيراك انه وبلير اتفقا على ضرورة المساهمة في تأمين اجراء انتخابات حرة وديموقراطية للفلسطينيين. وكرر الرئيس الفرنسي، رداً على سؤال، موقفه القائل ان حرب العراق جعلت العالم أقل أمناً. وتابع ان"الارهاب يتسع ليس فقط في الشرق الأوسط بل في كل العالم، بما في ذلك آسيا وجنوب شرق آسيا ... لا يمكنك ان تقول بصورة مقنعة ان الأوضاع تحسنت على صعيدي الأمن والإرهاب"منذ الهجوم الأميركي على العراق العام الماضي. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قال شيراك ان فرنساوبريطانيا تعتقدان ان هناك"نافذة فرصة"لتحقيق تقدم في عملية السلام و"ان هناك اجماعاً"على ضرورة دعم الانتخابات الفلسطينية المقبلة. أما بلير فرد على السؤال ذاته بالقول ان"هناك اجماعاً على الهدف الذي نريد تحقيقه، وهو قيام دولتين: اسرائيل واثقة من أمنها وفلسطين قابلة للبقاء. لكننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق ذلك". وعدّد النقاط الخمس التي توصل اليها مع الرئيس جورج بوش الاسبوع الماضي في شأن عملية السلام، وهي: 1- الاتفاق على اقامة دولتين، 2- اجراء الانتخابات الفلسطينية، 3- بناء الاجهزة الفلسطينية التي تسمح بقيام دولة قابلة للبقاء، 4- ضرورة دعم خطة اسرائيل لفك الارتباط، و5- العودة الى"خريطة الطريق"في ضوء تحقيق النقاط الأربع السابقة. وأضاف ان"هناك اتفاقاً على ما نريد التوصل اليه... لكننا ما زلنا بعيدين عن تحقيقه. هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم اذا أردنا ان نستغلها". واعتبر شيراك ان من الطبيعي ان تكون علاقة بريطانيا متميزة مع الولاياتالمتحدة، وان ذلك يصب في مصلحة العلاقات الأوروبية - الأميركية. وكان الرئيس الفرنسي طالب في كلمة أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بحل سريع وعاجل لصراع الشرق الأوسط، مقترحاً مساندة الأسرة الدولية اجراء الانتخابات الفلسطينية. وقال:"ان حل صراع الشرق الأوسط لا يتحمل انتظاراً أطول". وتابع"ان غياب الرئيس ياسر عرفات الذي جسد تاريخياً تطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية يجعل التسوية لهذه الأزمة أكثر الحاحاً". وقال:"أمام خطر الفوضى اختار المسؤولون الفلسطينيون الديموقراطية، فلندعم مسيرتهم ولنسهل اجراء انتخابات حرة في الأراضي الفلسطينية ولنساعد في تعزيز المؤسسات الفلسطينية الشرعية والديموقراطية التي ستكون بمثابة أفضل شركاء السلام لاسرائيل". ورأى شيراك"ان اعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط هي أولوية مطلقة ينبغي ان تجمع الأميركيين والأوروبيين مع شركائهم في اللجنة الرباعية". ودعا الى المساعدة المشتركة لتأمين نجاح الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وقال:"لنفتح الطريق لتنفيذ خريطة الطريق لانشاء دولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للعيش الى جانب اسرائيل في سلام وأمن". وعن العراق قال انه"ينبغي ان يكون مؤتمر شرم الشيخ مفيداً على ان يدفع هدف السلام عبر استعادة الشعب العراقي بكل مكوناته كرامته واستعادة حريته واعطائه المكانة الكاملة في الأسرة الدولية واتاحة الطريق أمامه للمساهمة في توازن المنطقة". وركز شيراك على ان القرار 6451 حول العراق تم تبنيه بالوفاق الكامل وكان حدد مراحل المسار السياسي الذي ينبغي الآن ان يُنفّذ بكل ابعاده. وحول الانتخابات المقبلة في العراق، قال ان قناعة فرنسا هي ان بامكانها ان تؤدي الى نشوء مؤسسات عراقية شرعية وان تتيح للبلد ان يستعيد تقرير مصيره شرط ان تكون هذه الانتخابات منظمة في شكل له صدقية. وعن مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب، قال ان التعاون الاطلنطي"مثالي وينبغي ان يتعزز". وقال انه في ضوء الازمات الأخيرة ومن أجل اعطاء دفعة جديدة لسياسة مكافحة الانتشار النووي، يقترح قمة رؤساء دول وحكومات لدول مجلس الأمن، معتبراً هذه الاقتراح"ملحاً في الظرف الحالي". وعن الاتصالات مع ايران في مجال برنامجها النووي، أشاد شيراك بالتعاون مع بريطانيا والمانيا بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والشفافية مع الولاياتالمتحدة، واقترح على طهران نهجاً يقوم على"التزامات متبادلة بين دولنا بحيث اذا قررت ايران تنفيذ اجراءات الثقة لضمان نوعية سلمية لبرنامجها النووي مباشرة وللمستقبل فالدول الثلاث يمكن ان تلتزم بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي تعاوناً بعيد المدى مع ايران في القطاعات السياسية والاقتصادية والتقنية من بينها النووي المدني". وأوضح انه ينبغي ان يكون الحزم مع الذين لا يحترمون التزاماتهم. ونزل الرئيس الفرنسي مساء في ضيافة الملكة اليزابيث الثانية في قصر وندسور احتفاء بمئوية العلاقات الفرنسية - البريطانية.