"كنت متخوفاً من أصداء الجمهور ومدى تقبله للعمل، فلم أجب عن الاتصالات الهاتفية خلال فترة عرض المسلسل، كي لا يؤثر ذلك في عملي في مونتاج الحلقات الأخيرة، لكنني أعلم انني سعيت وطاقم العمل الى تقديم دراما نابعة من داخل كل بيت خليجي"، يقول البحريني محمد القفاص مخرج مسلسل "هدوء وعواصف"، مؤكداً ان عمله "لم يكن ميلودراما، بل رومانسية خليجية"! أما عن المشاهد المحزنة فيعتقد ان "من الصعب تزوير الواقع". على رغم ان هناك من تلمس بوادر نجاح المسلسل البحريني "هدوء وعواصف"، فإنه لم يكن محسوباً من المسلسلات المنتظرة في رمضان الجاري. وصحيح انه من الصعب تحديد المسلسلات الخليجية الأكثر متابعة أو الناجحة، لكن ذلك لا ينفي ان "دنيا القوي" و"بعد الشتات" و"هدوء وعواصف" حققت أصداء جيدة من دون المسلسلات الدرامية الأخرى. في حين كان ل"طاش ما طاش" الحيز الجماهيري الأكبر من بين البرامج الكوميدية الخليجية، خصوصاً أن "قريقعان" للممثل الكويتي داوود حسين لم يحقق جماهيرية كعامِهِ الفائت، بينما فشل حسن عسيري وطاقم عمله في "سوالف حريم" ولم تنجح فكرة استنساخ "الحاج متولي" في عمل كوميدي. وفي الوقت الذي تظل فيه هذه النتائج غير دقيقة بغياب الاحصاءات، يتأكد، مع انتهاء برامج رمضان الجاري، ان المسلسلات التي عرضت حصرياً لم تلاق نجاحاً مأمولاً، على رغم ان بعضها كان جيداً فنياً ك"الدنيا لحظة" الذي برع فيه طاقم عمله على جميع المستويات التمثيلية والاخراجية، وتحديداً الممثلة القديرة حياة الفهد. انتاج أكثر لا يمكن التغاضي عن تجربتي "دنيا القوي" و"بعد الشتات"، لكن ما يميز "هدوء وعواصف" انه تجربة بحرينية جديدة في نوعها وقوتها الفنية، اضافة الى ان هذه التجربة لفتت الأنظار اليها على رغم حداثة المخرج والكاتب في الدراما الخليجية، بينما ينتظر الجمهور الخليجي عادة في رمضان ما تكتب فجر السعيد ووداد الكواري مؤلفتا "دنيا القوي" و"بعد الشتات" على حدة، وما يخرج البحريني أحمد المقلة مخرج "بعد الشتات". لكن الكواري لم تستطع الخروج عن مألوفها في ارتكاز مسلسلاتها على زخم الأحداث، إذ لا يخلو مشهد من حدث، سواء كان هذا الحدث مهماً في العمل الدرامي أم غير مهم، وكأنها تحاول استحضار كل مآسي البيت الخليجي في مسلسل واحد - "بعد الشتات". وتتقاطع معها فجر السعيد في مسلسلها "دنيا القوي" في كون الأخيرة تقدم وللمرة الثالثة ما يعتبره البعض خطوطاً حمراً في الخليج، اذ يتضح من مسلسلها الأخير انها تصر على الارتكاز على ما قد يسميه البعض "جرأة" في الطرح، في حين يصفه آخرون بتجاوز لا يتناسب مع رمضان والبيت الخليجي. كل ذلك لا يقلل من العملين ولا ينفي ان الكاتبتين هما الأكثر نضوجاً على مستوى منطقة الخليج، لكن كان له الدور في ابراز تجربة "هدوء وعواصف"، وفرض اسمي الكاتب أحمد الفردان والمخرج محمد القفاص في الدراما الخليجية، بداية من هذا العام. زخم ومنافسة القائم بأعمال رئيس هيئة البحرين للإذاعة والتلفزيون خالد الزياني قال: "ان الانتاج المحلي الخاص بالأعمال الدرامية، كان مقتصراً على مسلسل "هدوء وعواصف" بسبب ضعف الموازنة، الا ان التلفزيون سيبدأ بعد شهر رمضان مباشرة، تصوير ثلاثة أعمال درامية"، وربما كان لنجاح تجربة القفاص والفردان دور في تشجيع ذلك. على أي حال، "غصات الحنين" و"عمارة الأسرار" و"أبو العصافير" و"خارطة أم راكان" وسواها من المسلسلات الخليجية الكثيرة التي قدمت في شهر رمضان الجاري، لم تستطع مجاراة التجارب الأربع الأخرى، على رغم التفاوت بين هذه التجارب. ليس فقط لأن بعضها عرض حصرياً، لكن زخم انتاج هذا العام، كان لا بد له من أن يخرج بعض الأعمال خارج دائرة المنافسة، مع تأكيده ان المُشاهد قد لا يستطيع التفريق بين المسلسلات في رمضان المقبل، بسبب تكرار أسماء الممثلين في كل الأعمال، خصوصاً مع احتمال زيادة الانتاج الى الضعف؟ مقارنة برمضان الفائت.