شهد اليوم التاسع من العدوان العسكري الاسرائيلي على شمال قطاع غزة والمسمى عملية "أيام الندم" هدوءاً نسبياً يشوبه الحذر، مقارنةً بالأيام الثمانية الماضية، وتمكن الفلسطينيون من التقاط أنفاسهم والتزود ببعض المواد الأساسية، ربما استعداداً لإستئناف قوات الاحتلال التصعيد والقتل. وفي الوقت الذي تراجعت فيه الدبابات الإسرائيلية عشرات الأمتار من بعض المناطق التي توغلت فيها خلال الأيام الماضية، أحكمت حصارها على أحياء أخرى، ومنعت السكان من التحرك، خصوصا في حي في شرق مخيم جباليا هو حي البخاري الذي يعيش سكانه البالغ عددهم نحو ألفي نسمة أوضاعاً مأسوية منذ بدء العملية العسكرية. ورغم التصريحات الصادرة عن الأوساط الإسرائيلية والتي تفيد بأن العملية ستنتهي على الأرجح مطلع الأسبوع المقبل، فان الفلسطينيين يشككون في ذلك ولا يصدقون إلا ما يحدث أمامهم من عمليات قتل وتدمير. واستشهد امس الطفلان سليمان ابو فول ورائد ابو زيد، أثناء توجههما إلى مدرستهما الإعدادية بالقرب من نادي شباب جباليا في المخيم، حيث اطلقت دبابات الاحتلال المتمركزة على جبل الكاشف، شرق المخيم، قذيفة مسمارية في اتجاه تجمع للمواطنين، ما أدى الى اصابة الطفلين بشكل مباشر، وتحول جسديهما الى اشلاء متناثرة وممزقة واختفاء ملامح وجهيهما. وادعى جيش الإحتلال الإسرائيلي أن مروحية تابعة لسلاح الجو أطلقت صاروخاً في اتجاه نشطاء فلسطينيين كانوا يطلقون صواريخ "القسام" بالقرب من جباليا، ما أدى إلى إصابة بعضهم. كما استشهد الفتى محمد ابو سيف 17 عاما من مخيم جباليا، متأثراً بجروحه الخطرة التي اصيب بها قبل أيام عدة. في غضون ذلك، استشهد مقاومان من سرايا القدس،الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الإسلامي" جراء اطلاق قوات الإحتلال النار في اتجاههما أثناء محاولتهما زرع عبوات ناسفة قرب خط التحديد الفاصل بين القطاع وأراضي الخط الأخضر في قرية خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع. واطلقت دبابات الاحتلال نيران اسلحتها الرشاشة الثقيلة في اتجاه منازل المواطنين في مناطق مختلفة من شمال القطاع ما ادى الى الحاق اضرار مادية في عدد كبير من المنازل، ومسجد، وجرفت الجرافات الإسرائيلية موقعاً تابعاً للأمن الوطني. وقصفت المروحيات الحربية ليل الأربعاء - الخميس ورشة صناعية في مدينة جباليا، ما أدى الى تدميرها بالكامل واصابة مواطن بجروح. وزعمت مصادر عسكرية اسرائيلية أن الهدف الذي قصفته المروحيات عبارة عن ورشة خراطة تستخدم لتصنيع صواريخ "القسام". وفي مدينة رفح جنوب القطاع اصيب المواطن رشيد ماضي بجروح متوسطة، فيما أصيب الطفل كرم ابو شاويش بجروح خطرة اثر اطلاق دبابات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه المنازل السكنية في مخيم يبنا وبلوك "O" الواقعين على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر. ووسط تواصل العملية العسكرية في شمال القطاع، تمكنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس من إطلاق صاروخين من طراز "القسام" في اتجاه بلدة "سديروت" الاسرائيلية صباح امس، وأسفر أحدهما عن إصابة أربعة اسرائيليين بحالة من الهلع وإلحاق أضرار مادية بشقة سكنية، فيما سقط الصاروخ الآخر في منطقة غير مأهولة. وكان ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا اول من امس بجروح متفاوتة إثر انهيار سقف مبنى عليهم في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وذلك بعدما صدمت جرافة إسرائيلية المبنى المذكور بشكل عرضي. وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي عدداً غير محدداً من الفلسطينيين خلال عمليات دهم وتفتيش في مناطق مختلفة، فيما أبقت على إجراءاتها التعقيدية على الأرض وضاعفت من حواجزها الطيارة بين المدن والقرى وحالت دون تمكن المواطنين من التحرك بحرية.