استشهد ثمانية مواطنين فلسطينيين، بينهم طفلة في ال13 من عمرها أصيبت ب20 رصاصة على حاجز اسرائيلي في رفح ادعت سلطات الاحتلال أنها اشتبهت في أن حقيبتها قنبلة، وقتل جندي إسرائيلي من القوات الخاصة، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في إطار العمليات العسكرية المكثفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع دخول عملية "ايام الندم" العسكرية الاسرائيلية يومها السابع على التوالي امس في شمال قطاع غزة وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من دائرة عدوانها لتمتد إلى مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع. ففي الوقت الذي لا تزال فيه قوات الاحتلال تمارس عمليات القتل اليومي في مخيم جباليا والمنطقة المحيطة في شمال القطاع، توغلت نحو 20 دبابة إسرائيلية في منطقة الربوات الغربية في خان يونس، وخربت المزارع والأراضي الزراعية في المنطقة، كما فرضت حصاراً مشدداً على السكان، ومنعتهم من التحرك حتى داخل منازلهم التي لم تعد آمنة بفعل عمليات إطلاق النار المكثفة من جانب جنود الاحتلال. وقال أحد سكان المنطقة مفضلاً عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع "الحياة" إن القوات الاسرائيلية دهمت عدداً من المنازل في المنطقة وشرعت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها من دون مبرر قبل أن تعتقل اربعة مواطنين وتقتادهم الى جهة مجهولة. وجاءت عملية التوغل الإسرائيلية هذه بعد ساعات قليلة على استشهاد المواطن سعيد جمال المجدلاوي 19 عاماً من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، خلال اشتباك مسلح وقع ليل الاثنين - الثلثاء، بين مجموعة مشتركة من "كتائب المقاومة الوطنية"، الجناح العسكري ل"الجبهة الديموقراطية" و"كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية"، مع قوات الاحتلال قرب مستوطنة "نتسر حزاني" الواقعة إلى الشمال من خان يونس. واعترفت المصادر الاسرائيلية بوقوع الاشتباك، مدعيةً عدم وقوع اصابات في صفوف الجنود والمستوطنين اذ تمكنت قوة تابعة للجيش من رصد مسلحين فلسطينيين وهم يقتربون من حدود المستوطنة المذكورة وأطلقت النار عليهم فقتلت أحدهم، فيما تمكن بقية أفراد المجموعة من الانسحاب من موقع العملية. وفي مدينة رفح، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في موقع تل زعرب العسكري على الحدود الفلسطينية المصرية جنوبالمدينة نيران أسلحتها الرشاشة بصورة مفاجئة في اتجاه الطفلة ايمان سمير الهمص 13 عاماً أثناء توجهها الى مدرستها، ما أدى الى استشهادها بعدما نزفت دماً لساعات من دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها. وقال الدكتور علي موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة خلال اتصال هاتفي مع "الحياة" أن الطفلة ايمان استشهدت اثر اصابتها بأكثر من 20 عياراً نارياً متفجراً في الرأس والرقبة والبطن والصدر والاطراف. ولفت إلى أن سيارات الإسعاف توجهت سريعاً إلى المنطقة التي أصيبت فيها الطفلة، غير أن قوات الاحتلال رفضت السماح بمرورها وظلت الطفلة تنزف دماً حتى فارقت الحياة. اما رواية جيش الاحتلال فادعت أن صبية فلسطينية اقتربت من أحد الحواجز العسكرية وألقت حقيبة في اتجاه الجنود وهربت من المكان ما دفع الجنود إلى إطلاق النار عليها وإصابتها بجروح بالغة أدت إلى وفاتها في وقت لاحق. وكان المواطن حسام محمد الراس استشهد صباح الإثنين، متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها قبل يومين في مخيم جباليا، وأدت الى بتر اطرافه. في غضون ذلك، استشهد ثلاثة واصيب عدد آخر بجراح ليل أول من أمس في مخيم جباليا، اثر اطلاق الدبابات الاسرائيلية قذائف مسمارية في اتجاه مجموعة من المواطنين بينهم اثنان من "كتائب شهداء الأقصى". وعززت قوات الاحتلال خلال ساعات الليل وجودها العسكري في المخيم وحشدت المزيد من الدبابات والآليات في المنطقة الواقعة بين تل الزعتر وبيت لاهيا، وذلك في أعقاب العملية التي نفذتها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، وأكدت في بيان لها أنها تمكنت من قتل عدد من الجنود في منطقة المدارس في المخيم، غير أن المصادر الإسرائيلية لم تؤكد ذلك او تنفه. وهدمت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر الثلثاء أربعة منازل وجرفت أراضي زراعية شرق بلدة بيت حانون. وقضى سكان مخيم جباليا ليلتهم في ظلام دامس، إثر قصف دبابات الاحتلال المتمركزة عند أطراف المخيم محول الكهرباء الرئيس الذي يغذي أجزاء واسعة من منطقة شمال القطاع. ووسط حدة عمليات القتل والتدمير، لا تزال قوات الاحتلال تغلق القطاع بالكامل وتقسمه إلى ثلاثة أجزاء رئيسية وتمنع دخول المواد التموينية والوقود إليه عبر معبر المنطار "كارني"، وهو المعبر التجاري الوحيد الذي يربط القطاع بأراضي الخط الأخضر، وأدى ذلك إلى ندرة المواد الأساسية في الأسواق وارتفاع أسعارها. إلى ذلك، اغتالت قوة عسكرية إسرائيلية المواطن موسى الجبارين وهو ناشط في "حماس" في مدينة الخليل، وتتهمه قوات الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء عمليات إطلاق نار في مناطق الضفة الغربية. واستشهد اثنان من القوة 17 المكلفة حراسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، هما فواز فرحان وابراهيم طوايعة في مدينة رام الله ليل أول من أمس خلال عملية دهم نفذتها قوات الاحتلال لبقالة كانا بداخلها، فيما قتل جندي اسرائيلي "وحدة خاصة" خلال العملية برصاص رفاقه، وفقاً لجيش الاحتلال.