سيطر الراديكاليون الصرب على 19 محافظة في صربيا بما في ذلك نوفيساد التي يطالب المتحدرون من أعراق هنغارية بمزيد من الحقوق فيها، فيما دعمت الكنيسة الارثوذكسية التشدد الصربي في كوسوفو الداعي الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 23 تشرين الاول أكتوبر الجاري. وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية في جمهورية صربيا، تصاعد قوة "الحزب الراديكالي" بعدما فازت مرشحته مايا غويكوفيتش بمنصب محافظ مدينة نوفيساد عاصمة مقاطعة فويفودينا ذات الحكم الذاتي المحاذية للحدود مع هنغاريا، ما اعتبره المراقبون رفضاً صربياً لمطالب الاضطرابات العرقية التي نظمتها الأقلية الهنغارية في المقاطعة والتي يوعزها الصرب "الى دعم سلطات الجبل الأسود وألبان كوسوفو للهنغاريين". وخسر المرشح الراديكالي بفارق ضئيل، منصب محافظ العاصمة بلغراد الذي فاز به "الحزب الديموقراطي" بزعامة رئيس الجمهورية بوريس تاديتش. لكن القائم برئاسة الحزب الراديكالي توميسلاف نيكوليتش اعتبر ذلك، في تصريح صحافي "غير مؤثر، ما دام الحزب احتل الصدارة بين الاحزاب في المجلس البلدي لبلغراد وغالبية المدن الرئيسة، وأصبح قادراً على حماية المصالح الحيوية للصرب، خصوصاً في فويفودينا". ومن جهة اخرى، بعث رئيس الكنيسة الارثوذكسية الصربية البطريرك بافلي رسالة الى كل من رئيس الجمهورية بوريس تاديتش ورئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا، طلب منهما "عدم الاذعان للضغوط الغربية الرامية الى إرغام صرب كوسوفو على المشاركة في الانتخابات والحياة السياسية، في الوقت الذي لا تتوافر لهم اي ضمانات للعودة الى ديارهم والتمتع بحقوقهم الانسانية والحفاظ على ممتلكاتهم". ووصفت بلغراد موقف الكنيسة الصربية بأنه "يشكل ضربة للجهود الديبلوماسية الأميركية والأوروبية التي تحاول بدء المحادثات الدولية مع الصرب والألبان العام المقبل، لتحديد مستقبل اقليم كوسوفو وإنهاء الاشراف الدولي عليه". سلوفينيا على صعيد آخر، وبعد الانتصار الذي حققته الاحزاب العرقية في البوسنة وصربيا، أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في جمهورية سلوفينيا اليوغوسلافية السابقة اول من امس، عن هزيمة "الحزب الليبرالي" بعد حكم متواصل استمر 12 عاماً، امام التيار القومي المعارض الذي يمثل يمين الوسط ويقوده يانيز يانسا. وزقر رئيس الوزراء انتون روب بهزيمة حزبه الذي كان حقق انفصال سلوفينيا عن يوغوسلافيا عام 1991 واستقلالها، ومن ثم انضمامها الى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي. ويتوقع المراقبون ان يؤدي تغيير السلطة في سلوفينيا، الى تصاعد صراعها الحدودي مع جمهورية كرواتيا التي تسيطر على عدد من القرى الحدودية ذات الغالبية السكانية السلوفينية، الأمر الذي جعله يمين الوسط القومي موضوعاً رئيساً في حملته الانتخابية، متهماً الحكومة بعدم الجدية في استرجاعها.