منذ بداية شهر رمضان الكريم وضيوف الرحمن يتوافدون على السعودية لأداء مناسك العمرة في"موسم الحج الأول"، كما يطلق عليه المسؤولون، وتتزايد الأعداد في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل، التي يتحرى المسلمون فيها ليلة القدر. وفي تلك الفترة تستقبل السعودية ما يزيد على مليونين ونصف المليون معتمر، ما بين عمرة قصيرة وممتدة تستمر إلى موسم الحج. وأوضحت مصادر مسؤولة أنها تتوقع أن يصل عدد المعتمرين السنة الجارية إلى ثلاثة ملايين، بزيادة 400 ألف معتمر عن العام الماضي. وأكد مسؤول لجنة العمرة في الغرفة التجارية سابقا الأمير فيصل الفيصل أن الاستعدادات بدأت منذ شهر شعبان من قبل الجهات الحكومية والخاصة، خصوصاً بالنسبة للشركات السياحية التي تحرص على راحة زوار بيت الله الحرام. وأشار الى ان السنوات المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت والتطورات فيما يخص التنظيمات المعدة لمثل هذه المناسبة والشعيرة الدينية. وعما إذا كان هناك أي تأثير للأحداث التي شهدتها البلاد اخيراً على عدد الزوار، قال:"على العكس تماماً، فالأعداد في تزايد ملحوظ، خصوصاً حجاج ومعتمري الخارج، ومع أن المتوقع كان الانخفاض العام الماضي لأسباب عدة، منها تعويم العملة المصرية وحرب العراق ومرض السارس، إلا أن تلك العوامل لم تؤثر أبداً في نسبة الوافدين لأداء مناسك العمرة، بل لوحظ أن هناك زيادة ما بين 25 إلى 30 في المئة في أعداد المعتمرين". أما في ما يخص استعدادات الشركات السياحية قال الفيصل، باعتباره احد المستثمرين في القطاع ويملك احدى شركاته:"الاستعدادات كبيرة جداً للاستقبال والحجوزات بحراً وجواً والتغذية، إضافة إلى أن هناك من المعتمرين من لديهم عمرة ممتدة تسمح لهذه الفئة بالمكوث داخل البلاد مدة شهر بعد أداء المناسك، ما يتطلب برامج سياحية لبعض المدن المحيطة بمكةالمكرمة مثل رحلات إلى الطائفوجدة والمراكز التجارية، إضافة إلى الاستعدادات الحكومية التي تقدمها الدولة من رعاية صحية وأمنية وتسهيل خطة السير والمرور". من جهته، أفاد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة بندر الفهيد أن"الاستعدادات تكون على مدار السنة لخدمة ضيوف الرحمن، وركزت الدولة وجميع الجهات المعنية اهتمامها في شهر رمضان على راحة المعتمرين عامة"، مضيفاً أن التنسيق مشترك بين وزارة الحج والعمرة واللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة،"وهناك تكاتف منذ عدة أشهر، واتفاقات مع عدد من الدول العربية والإسلامية لتوفير كافة السبل لراحة المعتمرين والحجاج، كما تمت معالجة عدد من المشاكل كالافتراش في الحرم والتخلف عن المغادرة بعد انتهاء مدة الزيارة". وعن الزيادة المتوقعة في الاعداد، قال الفهيد:"حتى اليوم تم إصدار 2.9 مليون تأشيرة دخول لأداء المناسك، إضافة إلى أن اللجنة الوطنية بالتعاون مع اللجنة الصناعية في ينبع ستستقبل الأسبوع المقبل المعتمرين القادمين من مصر عن طريق ميناء ينبع، ما يساعد في زيادة وتسهيل الحركة السياحية التي قامت بتفعيلها لجنة السياحة للعمرة الممتدة". ويقدر الفهيد متوسط المبالغ التي تضخ للبلاد في هذه الفترة بنحو 11 بليون ريال 3 بلايين دولار، اذ يصل متوسط ما ينفقه الحاج إلى 1000 دولار. وعن نسبة الإشغال للفنادق والشقق المفروشة اضاف:"تؤدي الزيادة في الاعداد كل عام الى ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة، خصوصاً الواقعة بالقرب من الحرم، وهنا ننظر لمعتمري الداخل نظرة مستقبلية لأنهم ينفقون اكثر، ولا تنظر الدولة للمعتمرين من الخارج نظرة اقتصادية، بل هي تأخذها من منطلق الأجر والثواب، إلا أنها لم تمنع الاستثمار في هذا القطاع، والاستفادة من الناحية الدينية، اما العمرة الداخلية فهي متأثرة بسبب الإجازة السنوية التي تبدأ في 20 من رمضان، وننظر إلى تغير نظام الإجازات في شهر رمضان لتصبح طوال الشهر، ما يعود على المستثمر والاقتصاد والسياحة الداخلية بشكل عام بالفائدة، لأن الأسعار متدنية على مدار السنة مقارنة بالدول الأخرى". وقال مدير العلاقات العامة والمبيعات في فندق"إنتركونتيننتال"محمد الرفاعي ان"متوسط نسبة الإشغال يصل الآن إلى 90 في المئة، ويصل إلى 100 في المئة في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل"، مشيراً الى ان الحجز للأيام الأخيرة من رمضان يبدأ قبل ثلاثة أشهر. واضاف:"تقدم الفنادق في هذه الفترة بعض العروض التي تشمل زيارة إلى منى والمزدلفة وغار حراء". وعن التخفيضات التي تقدم في هذه الفترة، قال:"بالنسبة للفنادق في جدة، تقدم تخفيضات تصل إلى 30 في المئة، ويصل سعر الغرفة إلى 425 ريالاً، بدلاً من 850 ريالاً، أما بالنسبة لفنادق وشقق مكةالمكرمة فلا تشهد أي نوع من التخفيضات على سعر الغرف، إلا أن البعض يقدم ما يسمى بالعرض، وهذا يتوقف على عدة عوامل منها قرب الموقع من الحرم أو بعده ودرجة الفندق ومستوى الخدمة".