افتتح فيلم "طيارة من ورق" للمخرجة اللبنانية رندة شهال الصياغ مساء أوّل من أمس الدورة العشرين ل"أيام قرطاج السينمائية" في القبة الرياضية في حيّ المنزه شرق العاصمة التي تتسع لأكثر من 3500 مقعد، بدلاً من قاعة سينما "كوليزيه" التي درجت على احتضان المناسبة في وسط العاصمة التونسية، وذلك للمرة الأولى مرة منذ انطلاق هذه التظاهرة السينمائية عام 1966. وصفق الحاضرون طويلاً للممثل المصري العالمي عمر شريف والمخرج يوسف شاهين والفنانة المصرية يسرا التي يكرمها المهرجان هذا العام. وقالت يسرا: "أشعر وانا أكرم من مهرجان قرطاج بأني ملكة العالم" وعبر عمر الشريف الذي حظي باستقبال خاص من نحو 300 متفرج حضروا الافتتاح، عن سعادته بوجوده في تونس، وأضاف: "لقد قمت بتصوير اول فيلم لي في تونس التي تكرمني الآن". وحضر حفلة الافتتاح التي دامت ساعتين الهام شاهين ومحمد هنيدي، ومخرجون بارزون مثل محمد ملص وفريد بوغدير ومفيدة التلاتلي ومرزاق علواش، والنجمة الفرنسية دانييلا لومبروزو، ومؤسس المهرجان الطاهر شريعة، والمنتج التونسي العالمي طارق بن عمّار الذي لعب دوراً خاصاً في حشد نجوم عالميين لاعطاء التظاهرة رونقها. وتشارك تونس، البلد المضيف، في المسابقة الرسمية بفيلمين روائيين طويلين بعنوان "باب العرش" و"كلمة رجال"، هما باكورة اعمال المخرجين مختار العجيمي ومعز كمون. وتشارك مصر بفيلم "بحب السينما" لأسامة فوزي، والجزائر بفيلم "المنارة" لبلقاسم حجاج، ولبنان بفيلمي "معارك حب" لدانييل عربيد، و"زنار النار" لبهيج حجيج، والمغرب بفيلمي "درب مولاي الشريف" لحسن بن جلون و"فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق" لمحمد عسلي، والعراق بفيلم "زمان رجل قصب" لعامر علوان، وفلسطين بفيلم "في الشهر التاسع" لعلي نصار، وسورية بفيلمي "رؤى حالمة" لواحة الراهب و"ما يطلبه المستمعون" لعبداللطيف عبدالحميد، والبحرين بفيلم "زائر" لبسام الذوادي. ويترأس لجنة التحكيم المخرج السوري محمد ملص وتضم فوزية الزواري تونس وحميد برادة المغرب وتهمينة ميلاني ايران ودومينيك كابريرا فرنسا وشارل مانساح الغابون ومنصور سوراواد السنغال. وتكرّم "ايام قرطاج السينمائية" الممثلة المصرية يسرا التي ستعرض ستة أفلام من بطولتها، وهي: "حدوتة مصرية" ليوسف شاهين، "الافوكاتو" و"الارهاب والكباب" لشريف عرفة، "البداية" لصلاح أبو سيف، "الجوع" لعلي بدرخان، و"دانتيلا" لإيناس الدغيدي. كما يكرم المهرجان المخرج الفرنسي جون روش الذي توفي هذا العام تاركاً أكثر من 150 فيلماً. ويكرّم مهرجان هذا العام أيضاً السينما المغربية التي تشهد انتعاشة ملحوظة، والسينما الالمانية من خلال سبعة أفلام طويلة انتجت بين 1921 و2003. كما سيخصص قسم "صور من فلسطين" لعرض افلام تروي "وقائع الاحتلال والمقاومة". ومن بين تلك الأفلام "الطريق 181، مقتطفات من رحلة الى فلسطين - اسرائيل" لميشيل خليفي و"جدار" لسيمون بيتون و"في الشهر التاسع" لعلي نصار و"عطش" لتوفيق ابو وائل، و"كأننا عشرون مستحيلاً" لان ماري جاسر و"باب الشمس" ليسري نصرالله الذي يختتم المهرجان. وأشادت مندوبة فلسطين في باريس ليلى شهيد في كلمة ارتجلتها في حفلة الافتتاح، بالدورالذي يقوم به "السينمائيون الشبان في البحث عن الحقيقة وتحويل الحلم الى واقع". وحيت "هذه الالتفاتة فى هذا اليوم الحزين والأليم الذي سقط فيه عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين فى مخيم جباليا".