تبذل وزارة الثقافة والاعلام السعودية جهوداً حثيثة للسيطرة على سوق الكاسيت والفيديو والاقراص المدمجة سي دي. واتخذت اجراءات عدّةلمكافحة المزورين والمقلدين الذين يجنون ارباحاً طائلة على حساب اصحاب هذه المنتجات الحقيقيين... الا ان المزورين يلجأون الى المراوغة والتحايل وابتكار وسائل جديدة للافلات من رقابة فرق الوزارة وحملاتها. وفي الآونة الاخيرة، اتجه المزورون، ومعظمهم من العمال الآسيويين في المملكة، الى تكثيف عمليات نسخ أشرطة كاسيت لعدد من المطربين العرب المفضلين لدى الشباب، اضافة الى أشرطة الفيديو وال"سي دي". وابتكر هؤلاء اساليب جديدة لتسويق منتجاتهم، ابرزها الالتقاء بالزبائن في المقاهي العامة ومقاهي الانترنت... بل ان بعضهم لجأ الى بيع الاغاني المنسوخة لشباب المدارس الثانوية ممن تستهويهم الأغاني المنتشرة هذه الايام. أما بالنسبة الى الافلام المنسوخة والموزعة بطرق غير شرعيّة، فكثير منها لا يدخل الاسواق السعودية... إما لأنها ممنوعة كفيلم "آلام المسيح" الذي صاحبت عرضه ضجة إعلامية كبيرة... او لأن الأفلام لا تزال تعرض في دور السينما، ما يمنع طرحها في اسواق الفيديو قبل مرور مهلة معينة. وكانت وزارة الثقافة كثفت حملاتها ضد مجموعات التزوير، في اطار اهتمامها بتطبيق اتفاقية حماية الملكية الفكرية والحفاظ على حقوق المنتجين الحقيقيين. وتركزت حملات الدهم على أماكن ترويج المنتجات المنسوخة المعروفة، ما دفع بالمزورين الى ابتكار اساليب جديدة للهرب من الرقابة او من عقاب السجن والغرامة والترحيل. ويعزو بعضهم انتشار هذه الظاهرة الى ان اسعار النسخ الاصلية مرتفعة. فالكاسيت ب 4 دولارات، وشريط الفيديو ب13 دولاراً، وال"سي دي" ب20 دولاراً، فيما تصل أسعار النسخ المقلدة الى أقل من دولارين، في سوق يبلغ حجم مبيعاته السنوية اكثر من بليوني ريال سعودي 534 مليون دولار.