"لماذا نحرم المشاهدين من متابعة المسلسل على قنوات أخرى؟" بهذا السؤال عللت، الكاتبة والمنتجة الكويتية فجر السعيد، عرض مسلسلها "دنيا القوي" ست قنوات فضائية، في الوقت الذي تعرض معظم المسلسلات الخليجية حصرياً في بعض القنوات. واستغربت السعيد ما تردد في شأن اتخاذ إدارة تلفزيون الشرق الأوسط mbc إجراءات قانونية، بسبب عرضها مسلسل "دنيا القوي" على محطات فضائية أخرى في رمضان على رغم أنها "تعاقدت على عرضه حصرياً في mbc"، بحسب ما صرح مدير البرامج في القناة. وأكدت السعيد أن "عرض المسلسل في قناة واحدة حصرياً، سيكلفها مادياً وفنياً، خصوصاً أن العمل كلف الكثير الكثير". واللافت أن مسلسل السعيد لم يعرض هذا العام في قناة الكويت الفضائية، على رغم أن مسلسلاتها السابقة كانت من إنتاج تلفزيون الكويت، في حين تكفلت السعيد بإنتاج هذا المسلسل وتسويقه. وربما كان ذلك رغبة في التحرر من رقابة تضعها القنوات الحكومية التي تتكفل بمصاريف الإنتاج، خصوصاً بعد ما تردد في بعض الصحف المحلية وفي الوسط الفني في شأن مشكلات واجهها المخرج السعودي محمد دحام الشمري في عرض مسلسله "الدنيا لحظة" على قناة الكويت، قبل أن يعرض حصرياً على قناة دبي الفضائية. وكان التلفزيون الكويتي اعترض على مشاهدَ من المسلسل، اعتبرها مراقبٌ فاضحة. جرأة "دنيا القوي" و"الدنيا لحظة"، كانا الأكثر جرأة في الطرح في حلقاتهما الأولى في رمضان، من بين المسلسلات الخليجية الأخرى، التي لا تزال تبتعد عن الخوض في تفاصيل قد تزعج بعض المحافظين، كمشهد "صالح العالي" في الحلقة الأولى من "دنيا القوي" والذي يبرز "السهرات الحمر لبعض أغنياء الخليج من كبار السن"، بحسب ما وصفتها بعض الصحف المحلية السعودية، التي هاجمت هذا المشهد ل"احتوائه على رقص فاضح لم يحترم شهر رمضان الكريم". "دنيا القوي" ليس المسلسل الأول الذي تناقش فيه فجر السعيد قضايا المجتمع الخليجي في شكل جريء، إلا أنه تميز عن مسلسليها السابقين "ثمن عمري" و"جرح الزمن" في طرح قضايا الطبقات الاجتماعية في شكل واضح، وكيفية تعامل هذه الطبقات مع المال. وإذا كانت مشاهد "دنيا القوي" تميزت بالجرأة، فقصة "الدنيا لحظة" الذي يعرض على قناة دبي الفضائية حصرياً، قد تعد الأكثر جرأة بين المسلسلات الخليجية المعروضة في رمضان، إذ يناقش المسلسل قضية فتاة تعرضت للاغتصاب وهي طفلة، وما ترتب على ذلك من مشكلات نفسية واجهتها. وعلى رغم أن الفنانة حياة الفهد تقوم بدور البطولة في "الدنيا لحظة" إلى جانب الفنانين القطري غازي حسين والسعودي عبدالمحسن النمر، وأسماء أخرى مهمة في عالم الدراما الخليجية، إلا أنه قد لا يحقق انتشاراً واسعاً بسبب عرضه في قناة واحدة فقط. الكواري والمقلة بعد تحقيق الكاتبة القطرية وداد الكواري والمخرج البحريني أحمد المقلة شهرة على مستوى الخليج في عمليهما السابقين "حكم البشر" و"يوم آخر"، وحصول الأخير على جائزة أفضل مسلسل في مهرجان الخليج الثامن للإذاعة والتلفزيون، أنتج التلفزيون القطري للمرة الثالثة على التوالي مسلسلاً من تأليف الكواري وإخراج المقلة بعنوان "بعد الشتات". تقوم فيه الممثلة الكويتية سعاد العبدالله بدور البطولة إلى جانب القطري عبدالعزيز الجاسم والمصري محمد وفيق وغيرهم... المسلسل قد يعد الأبرز من بين المسلسلات الخليجية المعروضة، وربما الأكثر متابعة، ليس لأنه يعرض على ثلاث قنوات فضائية، بل لنجاح الكواري في كسب الجمهور في عمليها الماضيين. إضافة إلى أن "بعد الشتات" الذي يناقش تشتت الأسرة والعلاقة بينها والمجتمع، يتميز بايقاع سريع في أحداثه، في الوقت الذي يعاني معظم المسلسلات الخليجية الأخرى من بطء في الأحداث وملل سببه طول بعض المشاهد. وعلى رغم أن قصة المسلسل، المتمثلة في سيدة خليجية سعاد العبدالله متزوجة من رجل مصري محمد وفيق تحاول مواجهة مشكلات عائلتها وأخيها الذي يقرر الحجر على والدها لكي يستولي على أمواله، تعد مستهلكة، فإن تناول أحداث القصة وطريقة معالجتها بدت في حلقات المسلسل الأولى مشوقة، وبعيدة من التنظير وإعطاء الحلول الجاهزة. على أي حال، يبقى الحكم على معظم الأعمال صعباً قبل انتهاء الحلقات الثلاثين، وإن كانت متابعة كل المسلسلات الخليجية تعد الأصعب، إذ أن الأمر لا يتوقف عند حد "بعد الشتات" و"دنيا القوي" و"الدنيا لحظة"، فهناك المسلسل الكويتي "غصات حنين" والبحريني "هدوء وعواصف" والسعودي "عمارة الأسرار" التي لا تقل قوة عن المسلسلات الثلاثة الأخرى، إضافة إلى أعمال خليجية أخرى كثيرة قد تقلب الطاولة على رأس الكبار وتحقق نسبة عالية من المشاهدين في آخر الشهر.