سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد في ندوة سياسية وفكرية في فيينا ان الاستسلام لمقولة "صراع الحضارات" سيؤدي إلى تحققها . الأمير الحسن بن طلال ل"الحياة": خطة شارون للانسحاب من غزة خديعة تستهدف عملية السلام
في ندوة عقدت مساء اول من أمس في منتدى برونو كرايسكي للحوار الدولي في العاصمة النمسوية فيينا، وحملت عنوان "عولمة الإرهاب و صراع الحضارات"، أعرب ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال عن خيبة أمله من المسار الذي تتخذه الأحداث في الشرق الأوسط. وقال الأمير الحسن انه في الوقت الذي تشهد فكرة حوار الحضارات انكماشا لمصلحة بروز سياسات التصادم، تعيش منطقة الشرق الأوسط اليوم وضعاً غير طبيعي يتجسد خلاله شبح الصراع الحضاري بكل صوره. ولاحظ انه بعد مرور خمسة أعوام على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ما زال المجتمع الإسرائيلي يفضل بغالبيته الاستمرار في التعامل مع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفق منطق القوة العسكرية. وعبر الأمير الحسن بن طلال في معرض حديثه عن تشككه بخطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، مشيراً إلى إنها تأتي لعرقلة الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة، "اذ ان تكثيف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وبخاصة حول مدينة القدس هي الوجه الآخر لخطة الانسحاب هذه". وفي الشأن العراقي قال الأمير الحسن انه في ظل الفوضى الحالية السائدة في العراق ينبغي على الأطراف الإقليمية والدولية التي ستشارك في المؤتمر الدولي حول العراق المقرر عقده الشهر المقبل في القاهرة، التعامل بصدق وواقعية مع فكرة عراق جديد موحد ومستقل وأن تضع ثقلها في هذا الإتجاه لطمأنة العراقيين. وقال الامير الحسن في رده على سؤال ل"الحياة" حول إذا كانت نظرته الحالية لمجريات الأمور في الشرق الأوسط وعلى صعيد العلاقة الراهنة بين الثقافات المختلفة، ستؤدي إلى إضمحلال الجهود الرامية إلى خلق تعايش سلمي راسخ بين مختلف الحضارات، قال: "ان الاستسلام للطرح الذي عبر عنه المفكر الأميركي صامويل هتينغتن "صراع الحضارات"، هو أمر خاطئ تماماً وسيقود، ان تحقق، الى اعطاء مصداقية له على أرض الواقع". وأضاف: "هناك حضارة عالمية واحدة استفادت بشكل كبير من الحضارة والثقافة الشرقية في منطقة الهلال الخصيب مهد الحضارات في العالم والمشكلة هي أن سقوط جدار برلين عام 1989 تسبب في البحث عن خصم جديد ما وضع العالم العربي والإسلامي في بؤرة الاهتمام لا سيما وأن المنطقة الواقعة ما بين البحر الأبيض المتوسط والصحراء الغربية هي بقعة على خريطة العالم لطالما تهافتت عليها الدول لإخضاعها والاستفادة من مواردها".