انتقد عدد من ممثلي الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا امس، غياب السفير الاميركي جورج أرغيروس عن الاحتفال الذي أقيم بمناسبة العيد الوطني في مدريد، فيما قال محللون إن العلاقات الاسبانية - الاميركية تدهورت. وقال وزير الصناعة خوسيه مونتيلا إن غياب السفير الاميركي "لم يكن الاسلوب الامثل لتمثيل بلاده". وقال الناطق باسم الاشتراكيين في البرلمان ألفريدو بيريز روبالكابا إن غياب السفير الاميركي لم يكن له معنى، كما لم يكن ملائماً بالمرة، مشيراً إلى أنه كان مفاجأة للملك خوان كارلوس. وارسل السفير الاميركي ملحقاً عسكرياً لحضور العرض العسكري في مدريد اول من امس، مدعياً انه يجد صعوبة في وسائل الانتقال. كما لم يحضر حفلة الاستقبال التي اقامها الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا. وكانت أسبانيا تخلت اخيراً عن مشاركة قوات البحرية الاميركية في العرض العسكري، واستعاضت عنها بقوات فرنسية. وقال بيريز ريبابليكا إن القوات الاميركية شاركت عام 2001 في اطار ابداء إسبانيا تضامنها مع الولاياتالمتحدة خصوصاً بعد اعتداءات 11 أيلول، كما شاركت عام 2003 لان إسبانيا شاركت في حرب العراق، أما اليوم فلم يعد هناك سبب لمشاركتها. وافادت تقارير أن الرئيس جورج بوش أرسل خطاباً يهنئ فيه أسبانيا بعيدها الوطني ويؤكد أن بلاده تربطها علاقات وثيقة بالملك و"الشعب الاسباني"، من دون أن يشير إلى الحكومة. ورأت صحيفة "إل موندو" في افتتاحيتها ان "هذا السلوك العدائي يدل على أن الولاياتالمتحدة ستحد من نفوذها في بلادنا". واضافت: "للأسف ستخسر أسبانيا الكثير إذا عادتنا الولاياتالمتحدة". ويدل هذا الازدراء المتبادل على تدهور العلاقات منذ أن تولى الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو رئاسة الحكومة الاسبانية في نيسان ابريل الماضي. واستدعى ثاباتيرو القوات الاسبانية من العراق بمجرد توليه رئاسة الحكومة، كما أثار غضب الولاياتالمتحدة عندما حض بقية دول التحالف على اتخاذ الموقف نفسه. وأعلن ثاباتيرو بوضوح أن سياسته الخارجية ستركز على العلاقات الاوروبية أكثر من الاهتمام بالدخول في حلف قوي مع واشنطن.