أدت الخضة العالمية التي رافقت اكتشاف اول حالة من جنون البقر في اميركا، وهي المصدر الاول للحم البقر بين دول الارض، الى نبش ملف الاطعمة التي تناولها البشر وملوثاتها العديدة. ومثلاً، حظرت دول عدة في آسيا استيراد اللحم الاميركي. وبسرعة هبطت اسهم شركة "ماكدونالدز"، الصانع الشهير للهمبرغر في البورصة. وتغيرت فوراً صورة الهمبرغر الاميركي. لم يعد رمزاً للعولمة ولا للأمركة، بل صار مصدراً آخر للقلق على صحة الانسان. هل تساوي هذه الوجبة المخاطر المرتبطة بها؟ هل يؤدي اكل السندويتش المستدير المفعم بشطائر الجبن وشرائح اللحم، الى جنون مبكر وموت محتم؟ انداحت دائرة الاسئلة. تذكر الكثيرون ان اختصاصيي التغذية طالما حذروا من خطورة الوجبات السريعة، مثل الهمبرغر والفرايد تشيكنز والتشيبس. والحال ان سيلاً من الدراسات الحديثة في اميركا، حَمَّلَ تلك المأكولات مسؤولية اصابة المراهقين والاحداث بامراض مثل نقص الكالسيوم وفقر الدم، اضافة الى اعراض نقص الكثير من الفيتامينات التي لا تحتويها تلك الوجبات. الاتحاد الاوروبي ولحم الهرمونات وعشية اعلان اميركا عن جنون بقر"ها"، بادرت دول عدة في آسيا الى حظر استيراد لحم البقر الاميركي. وضمت القائمة اليابان وكوريا الجنوبية واوكرانيا وسنغافورة والفيليبين وروسيا. ومن اللافت ان الاتحاد الاوروبي، بدوله ال25، لم يصدر حظراً مماثلاً! والحال ان حرباً للحوم تدور، منذ مدة، بين شاطئي الاطلسي. ولا يستورد الاميركيون الدجاج الاوروبي لانه يُطعم من علفٍ مخلوط بزيوت ثقيلة من مخلفات الآلات الصناعية. وفي المقابل، لا يستورد الاوروبيون البقر الاميركي، حتى قبل ظهور "التهاب الدماغ الاسفنجي" فيه، بسبب احتوائه على كميات كبيرة من الهرمونات، تفوق المعدلات التي تناسب الاستخدام الانساني! اي ان لحم البقر الاميركي كان "ملوثاً" بالهرمونات، قبل ان تتضح اصابته بجنون البقر. وتؤذي هرمونات اللحوم مستهلكيها، خصوصاً من النساء. ومن المرعب القول ان نسبة من جراحات استئصال الرحم تنجم من مشكلات يسببها استهلاك اللحوم المُحَمَّلة بالهرمونات. ويخيف هذا الشبح كل امرأة في العالم. ولا يتعلق بمجرد الخوف من الجراحات ومضاعفاتها، وانما بفقدان عضو له بعد نفسي عند كل انثى. ويرتبط بخبرات خاصة في الحمل والولادة، وهي امور تتصل بالرغبة الجنسية ايضاً. وتحس الانثى أن استئصال الرحم ينقص من أنوثتها، حتى إن كثيرات ممن تجرى لهن هذه الجراحة يجعلنها في حيز الكتمان بعيداً من الأهل والاصدقاء. إلا أن بعض المتخصصين في طب أمراض النساء أكدوا أن لا علاقة بين استئصال الرحم وكفاية اللقاء الجنسي بين الزوجين، خصوصاً اذا اقتصر على جسم الرحم، من دون المبيضين وعنق الرحم. وفي لقاء مع "الحياة"، اوضح الدكتور ألبير جميل، المتخصص في الامراض النسائية، أسباب الاستئصال. وردها الى الاصابة بالأورام الخبيثة او حدوث نزيف رحمي شديد ومتكرر غير وظيفي. ونبَّهَ جميل الى ان الحال النفسية للمرأة ومدى تقبلها الاستئصال، تؤثر ان اما سلباً أو ايجاباً على علاقتها الزوجية التي تلعب فيها العوامل النفسية دوراً رئيساً. واوضح ان معظم الاختصاصيين في الجراحة النسائية، لاحظوا ارتفاعاً مطرداً في عدد حالات استئصال الرحم. وارجعه جميل الى تناول الطعام المحتوي على هرمونات الاسراع بالنمو مثل دجاج المزارع. وبيَّنَ أن هذه الأطعمة بما تحويه من هرمونات انثوية تؤدي الى كبر الأورام الليفية لدى السيدات، وعدم ضمورها بعد سن الخامسة والاربعين، كما كان شائعاً من قبل. نفسية المرأة ورحمها وعن التأثيرات النفسية، أوضح الدكتور فكري عبد العزيز ، استاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة ان اضطرابات العلاقات الزوجية تؤثر على الصحة النفسية للمرأة، تماماً مثلما تؤثر الصحة النفسية للمرأة على هذه العلاقة. وكثيراً ما تتردد على العيادة النفسية زوجات تعرضن لتوتر في الحياة الزوجية" وبتحليل الموقف، يتضح ان توتر العلاقة الجنسية بين الزوجين هو السبب. واحياناً يكون تعرض المرأة الى استئصال الرحم من تلك الأسباب. إما لأنها تشعر بأن أنوثتها اختلت أو لأن زوجها نقل اليها هذا الاحساس، او لفرط حساسيتها لهذا الموضوع. ومثلاً، قالت احدى المريضات انها كلما وضعت رأسها على السرير تتذكر أنها استأصلت رحمها، مما يؤثر على حالتها النفسية، وترفض الاقتراب من زوجها. ومع تكرار الرفض والقلق النفسي، وبالتالي عدم الشعور باللذة الجنسية، تصبح الأزمة مزمنة. وغالباً ما يكون السبب عدم تأهيل المريضة نفسياً قبل اجراء الجراحة او أن الطبيب المعالج لم يقدم للزوج بعض النصائح لكي يُشعر زوجته بأنها كاملة الأنوثة وما زالت مرغوبة. وأنجح الاطباء هو الذي يحرص على لقاء الزوج في عيادته، مجيباً على ما يراوده من مخاوف تجاه علاقته بزوجته بعد جراحة استئصال الرحم. ويضيف عبد العزيز أن كتمان السيدة لما ينتابها من مشاعر قلقة من دون مصارحة أحد بها، يوقعها في براثن الشعور بالنقص الجنسي، بينما المصارحة بالوساوس والمخاوف يبدد المشكلة ويحلها جذرياً.