شدد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في حديث إلى "الحياة" على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل التركيز على الاجراءات الأمنية، وأعرب عن تفاؤله بنتائج جولته الأوروبية. وقال إن المهمة الأساسية في الوقت الراهن تتمثل في الخروج من المأزق الحالي، معرباً عن استعداد الفلسطينيين لاستئناف العملية التفاوضية، شريطة وجود مشاركة دولية فيها. وكان شعث وصل إلى العاصمة الروسية في ختام جولته الأوروبية، وأجرى أمس محادثات مطولة مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، الذي أعرب في مستهل اللقاء عن قلق بلاده العميق بسبب التعقيدات التي تواجه الشروع في تنفيذ خطة "خريطة الطريق". وقال ايفانوف إن موسكو تراقب الوضع الذي وصفه بأنه وصل إلى "طريق مسدود". وأضاف ان بلاده تواصل اجراء اتصالات مكثفة مع المجموعة الرباعية. وأشار في هذا السياق إلى أن هذا الملف سيكون محوراً أساسياً للبحث خلال الأيام القليلة المقبلة مع وزراء خارجية كل من ايطاليا والمانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة الذين يزورون موسكو كل على حدة الأسبوع المقبل. وشدد الوزير الروسي على أن التركيز سينصب على الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل تطبيع الأوضاع، والشروع فوراً في تنفيذ "الخريطة". من جهته، أكد شعث الدور الأساسي لروسيا التي تعد إحدى راعيتي عملية السلام وركناً أساسياً في الإطار الرباعي الدولي. وفي إشارة إلى الأجواء الثلجية في موسكو أمس، قال شعث إن الفلسطينيين يقيمون عالياً الجهود الروسية، واعتبر أن "ثلوج موسكو أكثر دفئاً من قلوب كثيرين في العالم". وأكد الوزير استعداد الجانب الفلسطيني لاستئناف العملية التفاوضية، لكنه قال إن دفع المسار التفاوضي مع حكومة ارييل شارون يبدو غير ممكن من دون وجود مساعدة دولية نشطة. وكانت الخارجية الروسية استبقت بدء المناقشات بتأكيد الموقف الروسي حول ضرورة التوصل إلى سلام شامل في المنطقة. وقال الناطق باسمها، الكسندر ياكوفينكو، إنه لا يمكن تصور احلال السلام في الشرق الأوسط من دون توفير حقوق الشعب الفلسطيني غير المنقوصة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة، التي ينبغي أن تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل. وكان الوزير الفلسطيني ذكر ل"الحياة" أنه تلقى بعد وصوله إلى موسكو اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الذي أبلغه أنه حرص على أن يكون شعث أحد أوائل الذين سيتصل بهم بعد خضوعه لعملية جراحية. وأضاف الوزير الفلسطيني انه طلب من واشنطن منح "ضوء أخضر" من أجل اخراج الأوضاع من المأزق الذي وصلت إليه. وقال إن من الصعب تصور إمكان القيام بتحرك أوروبي - روسي لدفع حال الجمود من دون وجود مساهمة أميركية. وحذر من تفاقم الأوضاع، وقال إن الفلسطينيين لا يستطيعون الانتظار إلى تشرين الثاني نوفمبر المقبل موعد الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وأعرب الوزير الفلسطيني عن تفاؤله لنتائج جولته الأوروبية، وقال إن ثمة اجماعاً على ضرورة الخروج من المأزق الراهن، مشيراً إلى أن المهمة الملحة حالياً تتمثل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتخفيف اجراءات الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي اعتبر شعث أنه يجب أن يسبق أي حديث عن الاجراءات الأمنية المطلوبة من الفلسطينيين. وأكد شعث أهمية اصدار قرار يقضي بعدم شرعية بناء جدار العزل العنصري، وقال إن زيارته موسكو تدخل في إطار المشاورات التي تجريها القيادة الفلسطينية من أجل الخروج بموقف دولي واضح ازاء هذه القضية وتفعيل القرارات التي تؤدي إلى اتخاذ اجراءات زجر أو عقاب ضد الإسرائيليين على هذا الصعيد.