فيما تزداد حيرة علماء مختبر الدفع النفاث في "باسادينا" حيال النتائج غير الحاسمة التي توصل اليها الروبوت "سبيريت" في دراسته الصخرة "ادايرونداك" في موقع "غوسيف" على سطح المريخ، فإن نيزكاً صغيراً عثر عليه في جبال اطلس في المغرب، ربما اعطى جواباً عن ماضي الماء على الكوكب الاحمر. "لن يسلم المريخ ألغازه بسهولة... لكننا نملك ادوات للتعامل معها"، بهذه الكلمات قوّم ستيف سكوويرز المعطيات التي ارسلها "سبيريت" بعدما امسكت ذراعه بالصخرة، وراحت تمعن بها تحليلاً. واطلق سكوويرز مصطلح "الغراء الغامض" على ظاهرة تماسك التربة المريخية التي توقع العلماء انها ستتفتت في يد الروبوت، ولكنها صمدت، كأن غراء مجهولاً يلصق بعضها ببعض. وتتألف الصخرة من معادن عدة، من بينها الاوليفاين الذي ينجم عن حمم البراكين. معلومات على الارض وعلى عكس صورة الغموض على المريخ، فان نيزك المغرب يبشر بجواب لسؤال مؤرق: هل وجد الماء في الماضي هناك؟ والحال ان الفرنسيين كارين بيدو وبرونو فيكتاي عثرا على ذلك النيزك في العام 2001، وكان النيزك المريخي السادس الذي يعثر عليه الفريق نفسه، وسجلا رقماً قياسياً، خصوصاً ان عدد نيازك المريخ كلها يقارب العشرين نيزكاً. وسمياه "جول فيرن"، على اسم الروائي الفرنسي الذي تخصص بروايات الخيال العلمي. ويسمى ايضاً "شمال افريقيا 1950". وأكد فريق من جامعة ساوثهامبتون البريطانية انه، بقطعتيه الاثنتين، من اصل مريخي، وينتمي الى فئة نادرة من النيازك ويتألف من معادن عدة، منها الاوليفاين، مثل صخرة "ادايرونداك" على المريخ. وأظهر التحليل الاولي ان تركيب نيزك المغرب فيه من الفتحات والغرف ما يوحي باحتوائه ماء في ما مضى من السنين، أي قبل ما يقارب 3،1 بليون سنة. وبهذه الصفة "المائية" تفرد نيزك "جول فيرن" عن بقية النيازك المريخية. ويرجح العلماء ان نيازك المريخ على الارض ترجع كلها الى صخرة ضخمة واحدة، انفصلت عن المريخ بأثر من اصطدام كويكب ضخم به. وبعد اندفاعها في الفضاء، تناثرت الصخرة الى عدد كبير من النيازك الأصغر حجماً، فوصل بعضها الى الأرض. هل تحل قطعة من الحجر على إحدى هضاب جبال أطلس في المغرب العربي، ما لم يستطعه الروبوت "سبيريت" بعد ان سافر 450 مليون كيلومتر في الفضاء ليصل الى المريخ؟