يعقد في القاهرة الأسبوع المقبل "مؤتمر مطوري مايكروسوفت 2004" Microsoft Developers Conference، MDC. وتعرض فيه الشركة تقنياتها المتستقبلية أمام أكثر من ألفي مُطَوِّر برمجيات وبائع مستقل لها من دول الشرق الأوسط. ويعتبر المؤتمر خطوة مهمة على طريق إيصال الاصدار المقبل من نظام التشغيل "ويندوز"، وكذلك تفعيل موجة الحوسبة المقبلة في المنطقة. وسوف تتيح الشركة للمطورين إمكان إنشاء تطبيقات تؤمن الاتصال بين الأفراد والجماعات والشركات والمؤسسات، باستخدام نظام "ويندوز" ومبادرة "دوت نت"، التي تعتبرها الشركة ركناً مهماً من استراتيجيتها العامة في المعلوماتية عالمياً. وللحصول على صورة عامة عن المؤتمر، خصوصاً النسخة المقبلة من نظام "ويندوز"، سألت "الحياة" ناصر غازي، مدير المنصات في مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا، الذي يشارك بفعالية في MDC. التمهيد لنظام "القرن الطويل" "لونغ هورن" واستهل غازي حديثة بالقول ان المؤتمر سيعرض منصة متكاملة Integrated Platform تعالج العديد من الحاجات الأساسية لعملاء مايكروسوفت وشركائها في قطاع التقنية، تمهيداً لاصدار "لونغ هورن"، وهو الشكل المستقبلي من نظام التشغيل الذائع الصيت "ويندوز". وقد لا يحصل الامر في شكل عاجل، ولذا لا بد من توضيح ذلك النظام المستقبلي، الذي يتكامل مع مبادرة "دوت نت". ولذا، فمن المتوقع ان يعرض المؤتمر القاهري بعض تطبيق "وايدبي" Whidbey: النسخة المقبلة من تطبيق "فيجيوال ستوديو" Visual Studio، وكذلك "نظام تطوير التطبيقات الشبكية" "يوكون" Yukon باعتباره النسخة المقبلة من محرك "اس كيو ال" SQL لادارة قواعد بيانات المعلومات. واعتبر ان وقع "القرن الطويل" سيكون مذهلاً، لانه مبني على رؤية واسعة لامكانات شبكة الانترنت، التي يتكامل معها عبر مبادرة "دوت نت". ومن المعروف ان المبادرة اثارت الكثير من النقاش عالمياً، خصوصاً في الاتحاد الاوروبي. وبحسب رأيه، يمثل "لونغ هورن" جهود مايكروسوفت لتوفير طيف واسع من الامكانات الجديدة امام المطورين. فقد طُوِّر بالاستناد الى اراء العاملين في صناعة المعلوماتية والشبكات على مستوى العالم. "لقد تبين لنا أن الغالبية العظمى بحاجة إلى إنشاء برامج تحاكي برامج أخرى. وهذا سيناريو غاية في الأهمية في عالم تتشابك اتصالاته في شكل متزايد. وأعتقد أن لدى "لونغ هورن" الكثير من التحديث. وأنه سيمكن المطورين من دمج الشيفرات الرقمية من مصادر متنوعة تكاملها. وهذا سيسهل مهمة المطورين كثيراً، ويحل الكثير من المشاكل لدى الشركات التي تعتمد على برامج لا تعمل بنظام التشغيل "ويندوز". وبيَّنَ ان "لونغ هورن" يتبنى مبدأ "التطبيقات المدارة" الذي يستند الى إعادة تعريف ما يفترض أن يكون تطبيقاً، بحيث يستطيع نظام التشغيل حث هذا التطبيق الواحد على اداء مهام جديدة نوعياً. ويساعد مفهوم "التطبيقات المدارة" المطورين في حل المشاكل التي يواجهونها بدل الانشغال بحل معضلات التوفيق بين نظم التشغيل المختلفة. استعمل غازي كلمة "وينفس" Winfs كاسم رمزي للتقنية الجديدة التي تتعلق بالقدرة على التخزين في نظام "لونغ هورن". وتتيح هذه التقنية مجموعة جديدة من التطبيقات والقدرات التي تسمح للمستخدمين العثور بسهولة على الأشياء ذات الصلة، والتعامل مع البيانات التي يملكونها في أنظمتهم. "في أنظمة التخزين الحالية، ينبغي على المستخدمين تذكر أشياء مثل "ما هو الممر الموصل إلى شرائح "باوربوينت" التي أحتاجها؟" ومع "وينفس" يفكر المستخدمون ببياناتهم في شكل عادي. ويستطيعون الحصول على إجابات أسئلتهم مثل "أين الشرائح التي أعددتها الأسبوع الماضي لهذا الزبون؟ وما الى ذلك". وفي سياق مشابه، تحدث عن "انديغو" Indigo. وبين انه يمثل مفهوماً تقنياً مفاده الأساسي ان برنامجاً منفرداً بنفسه لا قيمة له، اذا ما قورن مع الامكانات التي تتولد من ادماجه ضمن مجموعة كبيرة من البرامج، بحيث تعمل كفريق واحد متراص ومتكامل، وفي كل لحظة! "لقد بذلنا جهوداً مضنية في السنوات الخمس الماضية لتطوير بروتوكولات تشغيل متبادلة ترتكز الى خدمات "ويب اكس ام ال" WEB XML. ويستطيع "انديغو" منح الأفراد طريقة بسيطة وموحدة للاستفادة من أي برنامج مفترض موجود في اي مكان، وان يدخله إلى عالمهم بطريقة آمنة وسهلة. ونعمل مع شركائنا على ضمان سيرنا جميعاً في الاتجاه نفسه بحيث نوفر جميعنا قابلية التشغيل التبادلي للنظم التي يختارها الأفراد. وتأتي المحصلة النهائية على هيئة أنظمة مترابطة تشبك جميع برامج الأفراد بعضها ببعض". "افالون" تعرض كل شيء من كل مصدر! وخلص الى القول إن "وينفس" يعمل على تخزين بيانات المستخدم في شكل متكامل، وفي الوقت نفسه، يتيح "انديغو" لكل مستخدم التحدث مع أجهزة وتطبيقات وأنظمة وآلات أخرى. "كل شيء تراه أو تحس به على الحاسوب الشخصي يمر عبر طبقة العرض التي أطلقنا عليها اسماً رمزياً هو "أفالون" Avalon. ويمكنك القول إن "أفالون" هو واجهة تشغيل للغات الكومبيوتر في "لونغ هورن". يسعى المطورون الى الحصول على امكان ايصال نص غني وتجارب متطورة الى المستخدم. كما يريدون مزج هذه القدرات مع أشياء أخرى مثل الصور المتحركة ومادة الفيديو بسلاسة. وسوف يدعم "لونغ هورن" كل هذه الرغبات. ومع Avalon نحرص على كشف أنماط التجارب التي يريد المطورون تفعيلها، ثم السماح لهم بإنجاز تلك المهام من خلال العودة إلى التقنية المتاحة، وبدمج وتكامل الرسوم البيانية ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد والمستندات والفيديو والأصوات والحركة، وكذلك ادوات توزيع وحماية المحتوى الرقمي". وتحدث عن سعي مايكروسوفت الى الربط بين ما يفعله المطورون راهناً، وتقنياتها المستقبلية. وشدد على ضرورة ان يرى المطورون الذين تبنوا مبادرة "دوت نت" أن استثماراتهم في محلها. وسوف تكون خبرتهم في الكتابة بلغات البرمجة المتنوعة هي مهارة مفيدة ايضاً. "أقول دائماً إننا أمضينا وقتاً طويلاً في التشديد على دعم جهود المطور. ولكن ربما لم نركز دائماً على الشيفرة CODE الدرجة نفسها. وهناك حالات سيقوم المطور فيها بكتابة رمز جديد للاستفادة من التحديثات الجديدة، ولكن أردنا أن نجعل التكامل مع المنصة أسهل ما يمكن". وتوقف عند مسألة الأمن المعلوماتي اثناء عملية تطوير "لونغ هورن". فأوضح ان الامن يحتل الأولوية الأولى في جميع أعمال تصميمه، "في "افالون"، أمضينا وقتاً طويلاً في التفكير حول كيفية جعل هذه التطبيقات التفاعلية تعمل عبر الشبكة بأمان. وفي التقنية الجديدة، اعتمدنا على الانجازات الأمنية كافة في إطار .NET ومكننا الامر من الحصول على تطبيقات أكثر امناً، خصوصاً في البيئات التي لم تتحصن من الاختراقات الأمنية. وهكذا حتى لو كان هناك بعض احتمالات الاختراق الأمني فإننا نجعلها أقل حدوثاً بحيث يمكن تعقبها بيسر وسهولة". "لقد صمم الأمن في "وينفس" من نقطة الصفر. ويحوي التصميم جميع نماذج أمن "ويندوز"، وأمن البنى الأساسية لنظم تشغيل اللغات الشائعة.