بدت الاحتفالية السنوية بذكرى الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب التي أقيمت في محافظة البصرة على بعد 600 كيلومتر جنوبالعراق، مناسبة للشعراء العراقيين للحديث عما يجمع بين شعر السياب من معانٍ وصور عن الغربة والألم ومواجهة الاستبداد، وواقع الاحتلال الأميركي للعراق وتداعياته. عند مقبرة الإمام الحسن البصري في قرية جيكور التي تحاذي شط العرب، وبالقرب من قضاء ابي الخصيب في محافظة البصرة، تجمع عدد من الشعراء والأدباء ليضعوا أكاليل الزهور على قبر الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب وليقرأوا أشعاراً له تتميز بالحنين إلى الوطن، والشكوى من الغربة والمرض وعسر الحال الذي لازمه طوال سنوات عمره القصير. الشاعر الذي أصيب بمرض تدرن الرئة قبل سنوات من وفاته استمر يصارع المرض بشجاعة وسافر إلى لندن بغية المعالجة، ومن ثم إلى الكويت حيث توفي. وكان موته فاجعة لحركة الشعر العربي الحديث الذي كان أحد رواده الكبار. وخلال الاحتفال ألقيت قصيدته "غريب على الخليج" التي يتوجع فيها ويشكو حبه للوطن الذي منحه السعادة والحزن والمرض في آن واحد، معبراً عنه بدورة الشمس والظلام. واستعاد الحاضرون وقوف السياب عند شباك غرفته في مستشفى الكويت الذي كان يعالج فيه وعيناه ترنوان إلى الشمال حيث أضواء البصرة التي أحبها كثيراً ليرتجل قصيدته التي يقول فيها: "الشمس أجمل في بلادي من سواها/ والظلام/ حتى الظلام هناك أحلى فهو/ يحتضن العراق".