علمت "الحياة" أمس من مصادر مطلعة ان الرهينة البريطاني السابق جون مكارثي طلب لقاء مسؤولين في "حزب الله" في اطار اعداده لفيلم وثائقي عن الطائفة الشيعية بعد احداث العراق الأخيرة. وأكدت المصادر ان الحزب "في صدد العمل على استجابة طلبه وتأمين اللقاء". تستمر زيارة مكارثي لبيروت أسبوعين ضمن جولة تشمل العراق وايران لاعداد فيلم لمصلحة شبكة "آي تي في" التلفزيونية البريطانية عن الطائفة الشيعية، التي اتهمت مجموعات أصولية تنتمي اليها بخطفه مع عشرات من الرهائن الغربيين في ثمانينات القرن الماضي. والتقى مكارثي الذي يصرّ على عدم الحديث الى وسائل الاعلام المرجع الاسلامي الشيعي آية الله محمد حسين فضل الله أمس "وكان مرتاحاً جداً للقاء الذي جرى في شكل جيد جداً ... وتعلمنا كثيراً من السيد فضل الله عن الشيعة ولم نتطرق الى مسألة خطف الرهائن" بحسب ما قال جيل تراندل احد مخرجي شبكة "آي تي في" لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكدت مصادر فضل الله ل"الحياة" ان الحديث "دار حول تاريخ الشيعة وعقائدهم" وان المرجع الشيعي أكد لمكارثي في بداية اللقاء "انه كان دائماً يستنكر عمليات خطف الغربيين التي ألحقت ضرراً بسمعة المسلمين، وأفتى بحرمتها". وأبلغ مكارثي، لدى وصوله الى مطار بيروت ليل أول أمس بعد 13 عاماً من مغادرتها منهكاً اثر 1943 يوماً من الأسر بين نيسان ابريل 1986 وآب أغسطس 1991، وكالة "أسوشيتد برس" انه قرر العودة الى لبنان "بعد الحرب على العراق، عندما أدركت مدى تشابه التركيبة الطائفية بين البلدين". وأضاف: "دفعني أيضاً الى الحضور فضول لمعرفة كيف تمكن لبنان من تجاوز نتائج الحرب الأهلية وكيف تمكن اللبنانيون من اعادة اعمار بلادهم، وامكان استخلاص الدروس من ذلك لتطبيقها في العراق الممزق بعد الحرب ... كما أرغب في الاطلاع على التطورات التي طرأت على وضع الشيعة في لبنان وماذا لديهم مما يمكن تقديمه الى العراقيين الشيعة". وعندما سئل الرهينة السابق الذي أكد انه لم يشعر بالخوف لدى عودته الى العاصمة التي "احتضنته" خمس سنوات أسيراً في أقبية مجهولة، هل يسعى الى مقابلة خاطفيه، أجاب: "لا أعرف من هم، ولا أرغب في الأمر ولست هنا لذلك. لا أريد العودة الى الماضي".