صدر كتاب بعنوان "العلاقات النحوية وتشكيل الصورة الشعرية عند محمد عفيفي مطر" للشاعر والباحث المصري محمد سعد شحاتة عن "الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة" ضمن سلسلة "كتابات نقدية". والكتاب يتضمن دراسة نال لها المؤلف درجة الماجستير من جامعة عين شمس ويشتمل على بابين يحتوي اولهما على ثلاثة فصول والثاني على اربعة. يقدم محمد سعد شحاتة في الفصل الاول ترجمة للشاعر محمد عفيفي مطر ثم دراسة لبعض المفاتيح التي طرحها مطر نفسه في سيرته الذاتية التي نشرت في عنوان "اوائل زيارات الدهشة" ورآها الباحث مفيدة في قراءة دواوين الشاعر. ودار الفصل الثاني حول الدعائم الاساسية للنظم، وتناول الفصل الثالث مفهوم الصورة الشعرية. واذا كان الباب الاول تناول الشاعر والمنهج، فإن الثاني ركز على موضوع العلاقات النحوية وتشكيل الصورة الشعرية فكان المبحث التطبيقي وفيه قدم الباحث مدخلاً بيّن فيه صعوبة الفصل بين الوجوه البلاغية المختلفة والطرائق التعبيرية المتعددة عند درس الصورة لدى الشاعر. وفي خاتمة الكتاب الذي يتألف من 374 صفحة من القطع المتوسط يؤكد الباحث محمد سعد شحاتة أننا عند قراءتنا شعر عفيفي مطر ينبغي علينا ان نتمتع بمقدرة تخيل النص المقروء وترجمته الى صورة بصرية نشاهد أبعادها حية امامنا. ويضيف معللاً ذلك بأن عفيفي مطر شاعر يربط بين عنصري الذاكرة السمعية والبصرية ربطاً قوياً لدرجة تجعله يحل احدهما محل الآخر بصفة مستمرة، ما يؤكد كونه شاعرَ الذاكرة البصرية او شاعراً يفكر بالصورة. ومما توصل اليه الباحث ايضاً ان هناك روافد اسهمت في انتاج الصورة الشعرية لدى محمد عفيفي مطر. ففي البدايات نجد الحس الرومانسي وظلال بدر شاكر السياب التي يتخلص منها سريعاً ليخلص له صوته، فنجد مرادفات القرية والقضايا المحيطة ونظراته الفلسفية وثقافته المتنوعة التي جعلته يربط كل صراع بإطار فكري اعم واشمل. ويرى محمد سعد شحاتة ان مقولة "استضيء بشمسك أنت" هي الافق الحاكم لمحاولات عفيفي مطر التجريبية، وإن انتهجها بحثاً عن مساحة تخصه في اللغة والفكر والرؤية التعبيرية. ويضيف ان هذا انعكس على طريقة عفيفي مطر في هندسة قصائده وربطه بين العنوان العام والعناوين الداخلية. وكان محمد عفيفي مطر الذي يعتبر من ابرز شعراء جيل الستينات في مصر اصدر 12 مجموعة شعرية وتنوعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الاولاد وترجمة الشعر وفاز بجوائز عدة منها جائزة سلطان العويس في 1999. ومن دواوين عفيفي مطر "الجوع والقمر" الذي صدر في دمشق عام 1972 و"يتحدث الطمي" صدر في القاهرة عام 1977 و"رباعية الفرح" صدر في لندن عام 1990 و"احتفالية المومياء المتوحشة" صدر في القاهرة في 1994.