تسعى مصر إلى تطوير قطاع الآثار في سيناء الشمالية في محاولة لإجتذاب مزيد من السياح هواة الآثار إلى هذه المنطقة من خلال القيام بعمليات ترميم وتجهيز الآثار الحالية للعرض المتحفي. وفي هذا الإطار يجري حالياً تشييد متحف في مدينة العريش يضم نحو ستة آلاف قطعة أثرية تعبر عن التاريخ العسكري في هذه المنطقة التي شهدت العديد من الغزوات والمعارك لتأمين حدود مصر الشرقية. وقال مدير آثار الوجه البحري الدكتور محمد عبدالمقصود ل"الحياة" إن سيناريو العرض سيركز على العمارة العسكرية وأنواع من القطع الاثرية العسكرية التي أُكتشفت في القلاع الحربية الواقعة على طريق حورس الحربي القديم. كما سيتم عرض بعض القطع الأثرية المسترجعة من اسرائيل. وسيكون هناك بانوراما للقلاع الأثرية على طريق حورس القديم من القنطرة حتى رفح، فيها نماذج مجسمة لنحو 12 قلعة حربية أثرية بالوضع الذي أُكتشفت عليه، وأهمها قلاع ثاور في القنطرة وعرين الأسد التي شيدها رمسيس الثاني والخروبة جنوبالعريش، بالإضافة إلى حراب ورؤوس سهام وعجلات حربية ومناظر من المعارك المصرية القديمة. وهذه الأثار تعود للعصور الفرعونية حتى العصور الإسلامية مروراً بالعصور اليونانية والرومانية والفارسية والبطلمية. وتصل تكلفة المتحف إلى حوالى 10 ملايين جنيه مصري، ومن المنتظر إفتتاحه في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وقال عبدالمقصود أنه تم الانتهاء من أعمال الفرز والتسجيل للقطع الأثرية العائدة من اسرائيل والتي بلغ عددها نحو 20 ألف قطعة من عصور مختلفة. وأضاف قائلاً: "تم تحديد 2300 من هذه القطع للعرض المتحفي، على أن تُحدد بقية القطع لأغراض الدراسة للباحثين المصريين. وقررت اللجنة الدائمة للآثار إتاحة الفرصة أمام الأثريين المصريين لدراسة هذه القطع حسب تخصص كل منهم بهدف إعادة نشر المعلومات عنها من قبل الخبراء المصريين". وذكر عبدالمقصود ان 20 أثرياً من منطقة آثار شمال سيناء ومناطق آثار الوجه البحري شاركوا في اعمال التصنيف والجرد. وقال ان القطع التي تم تحديدها للعرض المتحفي والتسجيل شملت عقوداً من العظم وعملات برونزية وأنيات فخارية ومسارج للإنارة ورؤوس حراب ورماح من البرونز والصوان وقطعاً حجرية تعود الى عصور ما قبل الأسرات حتى العصور الاسلامية. وكانت مصر إستردت هذه القطع من اسرائيل على أربع دفعات، الأخيرة كانت في العام 1994، وظلت في المخازن حتى العام 2001 عندما نُقلت إلى المركز العلمي للآثار في سيناء. وأفاد عبدالمقصود أن قطاع الآثار الاسلامية في مدينة العريش ينفذ الآن عمليات ترميم واسعة لعدد من القلاع والمناطق الأثرية التي أُكتشفت في درب الحج المصري القديم. كما تقوم بعثات تابعة للمجلس الأعلى للآثار بأعمال التنقيب والحفائر في طريق حورس الحربي القديم، وكذلك في مناطق نخل وبير محمد ودرب الحج المصري القديم في الفرما وطريق العائلة المقدسة. وتشمل أعمال الترميم عدداً من القلاع الإسلامية، أبرزها قلعة نخل المملوكية التي يجري إعدادها للزيارة، إذ تكمن أهميتها التاريخية في أنها كانت خاناً ومحطة مهمة على درب الحج المصري البري القديم. وتشمل المرحلة الأولى ترميم الأسوار الخارجية وبركة المياه الموجودة قربها، إلى جانب استكمال الحفائر في منطقة بير محمد، وترميم بركتين أخريين كانتا تمثلان محطة من محطات درب الحج.