أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت حاتم ماضي أمس مذكرتي توقيف، واحدة غيابية في حق رئيس مجلس ادارة "بنك المدينة" عدنان أبو عياش، والثانية وجاهية في حق شقيقه نائبه الموقوف ابراهيم أبو عياش، بتهمة اصدار الأول شيكاً من دون رصيد قيمته 21 مليوناً و750 ألف دولار، وقيام الثاني بتجييره لرجل الأعمال علي أحمد. وكان ماضي استجوب أمس ابراهيم أبو عياش في حضور وكليه المحامي حسين قازان، بناء على ادعاء النيابة العامة الاستئنافية التي طلبت توقيفه وتوقيف شقيقه. وأفادت مصادر التحقيق بأن ابراهيم أبو عياش نفى ان يكون دوّن عبارة "أعطي لأمر" على الشيك، ما دفع بالقاضي ماضي الى تكليف الأدلة الجنائية اجراء تحقيق لمعرفة مَنْ كتبها. وأشارت المصادر الى ان قازان تقدم من النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم بطلب نقل موكله الى المستشفى لأنه يعاني من ارتفاع في الضغط ومشكلات في القلب. وقرر تعيين طبيب السجن للكشف على أبو عياش ووضع تقرير عن حاله الصحية، على ان يتخذ قراراً في ضوئه. ويتابع ماضي غداً تحقيقاته في هذه القضية ويستمع الى المسؤولة في المصرف رنا قليلات لأنها مَنْ سلم أحمد الشيك. وكذلك استدعي أحمد الى الجلسة نفسها ليجري مقابلة بينهما وبين ابراهيم أبو عياش. وواصلت المحامية العامة التمييزية القاضية ربيعة عماش قدورة من ناحيتها، تحقيقاتها في ملف "بنك المدينة" في دعوى "مخالفة قانون النقد والتسليف وتزوير تحويلات". واستمعت الى الموظفين في البنك بول شوفاني ورشيد النجار وتركتهما احراراً، والى وليد ناصيف ورنا قليلات وتركتهما رهن التحقيق. واستدعت مدير القطع في المصرف عماد شحيمي للاستماع الى افادته الثلثاء المقبل. وكان عضوم امهل عدنان أبو عياش المقيم في السعودية الى الثلثاء المقبل ليعتبره مبلغاً باستدعائه للاستماع اليه والا سيصدر في حقه بلاغ بحث وتحرٍ. وكانت السلطات السعودية ابلغت لبنان تعذر تبليغها أبو عياش بالاستدعاء بسبب عدم وجود مذكرة توقيف في حقه. وبعد اصدار ماضي مذكرة توقيف غيابية في حقه اصبح في امكان السلطات السعودية تبليغه او توقيفه. في غضون ذلك، نفذ عشرات الأشخاص من المؤيدين لآل أبو عياش اعتصاماً أمام قصر العدل، رفعوا خلاله صوراً لابراهيم ابو عياش ولافتات تدعوه الى "كشف الحقيقة والاسماء" وتصف ملف بنك المدنية ب"الابتزازي والسياسي والأمني". وانضم الى المعتصمين عدد من المودعين مطالبين بمعرفة "الى اي جيوب ذهبت أموالنا". وتحدث خلال الاعتصام رئيس جمعية "بيت بعقلين" العميد المتقاعد سليم أبو اسماعيل، مؤكداً ان "هذه الشريحة من أهالي بعقلين بلدة أبو عياش أتت لتعلن موقفها وثقتها بالقضاء وتطالب بتطبيق العدالة والقانون على كل الذين يشملهم ملف بنك المدينة". واعتبر ان "ابراهيم أبو عياش ليس مجرماً ولا عميلاً اسرائيلياً ليكبل، وهو مع شقيقه عدنان ضحية حنكة ادارية". وناشد الرؤساء "ألا يتحول الشقيقان ابو عياش الى كبش فداء فتقفل مؤسساتهم وتشرد مئات العائلات". شهيب: جنبلاط لا يحميه وفي المواقف، نفى النائب أكرم شهيب ان "تكون هناك تغطية سياسية او طائفية" لملف "بنك المدينة". وقال: "إن النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يحمي مثل هذه الملفات"، داعياً الى ان "يصل هذا الملف الى نهايته لحماية سمعة القطاع المصرفي في لبنان".