ثلاثة نصب تذكارية إسرائيلية مقامة على أرض سيناء أصبحت تثير غضب المصريين في ظل التصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية. ومع أنها موجودة هناك منذ العام 1967 إلا أنها تواجه الآن مطالب مصرية شعبية وقضائية وبرلمانية بضرورة إزالتها. النصب الثلاثة موجودة في الشيخ زويد، وعلى طريق العريش - نخل بالقرب من الطريق الرئيسي، وفي مركز الحسنة بوسط سيناء. ويقول مسؤول محلي في مدينة الشيخ زويد إن النصب التذكاري هناك يعتبر أهم النصب الإسرائيلية الموجودة في سيناء وكان يحرص على زيارته سنوياً - قبل بدء الانتفاضة - عشرات الآلاف من الإسرائيليين. ونظراً إلى الاهتمام الإسرائيلي بهذه النُصب، فقد شملتها بنود معاهدة السلام الموقعة مع مصر، إذ أكدت المادة الثامنة على ضرورة احترام النصب التذكارية لضحايا الحرب بين الطرفين. ويضيف قائلاً: "النصب الموجود على شاطئ الشيخ زويد على ارتفاع 30 متراً هو عبارة عن قطعة صخرية جزؤها السفلي عريض والعلوي مدبب جلبتها إسرائيل من جبل موسى. ونحتت الصخرة على شكل خريطة فلسطين بالمقلوب، وتبدو لمن يراها من بعيد وكأنها امرأة بالزي البدوي. ووضع عليها شعار سلاح الجو الإسرائيلي وأسماء خمسة عشر عسكرياً إسرائيلياً كانت قد سقطت بهم طائرة تجسس أثناء حرب الاستنزاف في هذه المنطقة". ويقول: "أقيمت الصخرة في نهاية طريق طويل متعرج بين الكثبان الرملية، ويؤدي في النهاية الى وسط شاطئ الشيخ زويد مما يجعلها ظاهرة أمام المارة من بعد"، لافتاً إلى أن إسرائيل طالبت قبل عامين بضرورة ترميم الصخرة التي كانت مثبتة بأعمدة خرسانية صلبة وتقع في مكان بعيد عن تأثير عوامل الرطوبة بسبب قربها من البحر. وكررت طلبها أكثر من مرة وربطت إجراء أعمال الصيانة بإجراء اعمال مماثلة للنصب التذكاري المصري في الفالوجا. ويقول عضو البرلمان المصري من شمال سيناء الكاشف محمد الكاشف انه ينوي قريباً التقدم بطلب إحاطة إلى مجلس الشعب لإزالة النصب التذكارية الثلاثة في شمال ووسط سيناء لأن وجودها مؤشر إلى استمرار الاستعمار، ويضيف: "ليس لوجودها أي قيمة وتمسك إسرائيل بها دليل على اهتمامها بوجود أي شيء يربطها بسيناء". ويقول: "كيف نسمح ببقاء مثل هذه النصب على أرض سيناء، وإسرائيل قتلت آلاف الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967؟". ويقول اسماعيل دسوقي خطابي أحد ابناء سيناء: "اقمت قضايا عدة لإزالة هذه النصب من على أرض سيناء على اعتبار أن هذه أرض مصرية ويجب عدم إقامة أي نصب إسرائيلية عليها، إلا أن محكمة العريش الابتدائية رفضتها لعدم الاختصاص. وهناك قضية أخرى مرفوعة من أحد المحامين في القاهرة تطالب بإزالة هذه النصب". ويضيف خطابي "عندما فشلت في إزالة النصب الموجود في الشيخ زويد عن طريق القضاء قررت التبرع بقطعة أرض تصل مساحتها إلى 90 متراً مربعاً على شاطئ البحر لإقامة مجمع إسلامي ضخم يضم مسجداً ومركزاً للخدمات الإنسانية أمام هذه الصخرة بحيث يحجبها تماماً عن أعين المترددين على المنطقة. إلا أن الأجهزة التنفيذية ما زالت تضع أمامي العديد من التعقيدات الروتينية على رغم موافقة المجلس الإسلامي العالمي على التمويل". أما النصب الثاني فيقع في مركز الحسنة في وسط سيناء، وهو عبارة عن تمثال جندي إسرائيلي يحمل بندقية، وترجع قصته إلى أن بعض المناضلين المصريين في سيناء قتلوا عدداً من الجنود الإسرائيليين داخل سيارتهم في هذا المكان. ويقع النصب الثالث الذي يطالب المصريون بإزالته على طريق العريش - نخل بالقرب من الطريق الرئيسي، وهو عبارة عن عامود رخامي وضع فوق سيارة محروقة خاصة بأحد لواءات الجيش الإسرائيلي الذي انفجر لغم بسيارته سنة 1976 فأقامت له إسرائيل هذا النصب.