إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    إطلاق أول «بودكاست» في المسؤولية المجتمعية    اجتماع قادة الصناعة المالية الإسلامية في اللقاء الاستراتيجي الثاني لمناقشة الابتكار المستدام    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    الفيحاء يواجه العروبة.. والأخدود يستقبل الخلود.. والرياض يحل ضيفاً على الفتح    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    نور الرياض يضيء سماء العاصمة    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    بهدفين في الدوحة| الاتفاق ينفرد بالصدارة عبر بوابة العربي القطري    قمة آسيا للذئاب    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    سعود بن بندر يستعرض إستراتيجية «تطوير الأحساء»    الزميل رابع يحتفل بزفاف إبنه د. صالح    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    إشادة أوروبية بالتطور الكبير للمملكة ورؤيتها 2030    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    60 صورة من 20 دولة للفوتوغرافي السعودي محتسب في دبي    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    «مساعد وزير الاستثمار» : إصلاحات غير مسبوقة لجذب الاستثمارات العالمية    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    مشروعات طبية وتعليمية في اليمن والصومال.. تقدير كبير لجهود مركز الملك سلمان وأهدافه النبيلة    أمير الرياض يرفع الشكر والتقدير للقيادة على إطلاق «مشروع قطار الرياض»    ميقاتي يحذر النازحين من العودة السريعة.. وإسرائيل تعلن اعتقال 4 من حزب الله    وزير الرياضة : 80 فعالية عالمية زارها أكثر من 2.5 مليون سائح    البنيان: رصدنا أكثر من 166 مشروعا تعليميا في 2025    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    هؤلاء هم المرجفون    اكتشاف علاج جديد للسمنة    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتبرت في حديث الى "الحياة - أل. بي. سي" ان التطرف اكثر اغراء للشعوب التي تفتقد الى الأمل . اليزابيث ديك تشيني : اللجوء الى القوة خيار أخير والتغيير في المنطقة استجابة للأمن القومي الأميركي
نشر في الحياة يوم 02 - 08 - 2003

أكدت اليزابيث تشيني، المسؤولة في الخارجية الأميركية عن برنامج تنمية الديموقراطية في العالم العربي، ان لجوء الولايات المتحدة الى استعمال القوة هو "الخيار الأخير دائماً"، واستبعدت استخدام القوة لادخال الديموقراطية الى العالم العربي، معتبرة ان النموذج العراقي "حدث لأن للعراق ظروفه الخاصة. ونحن واثقون من انها كانت الخطوة الوحيدة الممكنة وثبت انها الخطوة الصحيحة"، مشيرة الى انه "يجب التعاطي مع حال كل دولة على حدة".
وأكدت تشيني، وهي ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في حديث الى "الحياة - أل. بي. سي" على حاجة المنطقة الى الاصلاح التربوي والاقتصادي والسياسي والديموقراطية وتعزيز دور المرأة، وشددت على فتح الأنظمة السياسية ليتمكن الشباب من التعبير عن آرائهم، وعلى أهمية التحول الى اقتصاد السوق. لكنها نفت ان تكون واشنطن تسعى الى فرض اي سياسة معينة على دول المنطقة. وأعربت عن اعتقادها بأن ثمة تقارباً والتقاء في المصالح بين الدول العربية والولايات المتحدة من أجل حدوث تغيير "لانه كلما عاش الناس بحرية يتعزز امننا جميعاً" مؤكدة ان الأمر يتعلق بمصلحة الأمن القومي الاميركي لأن "التطرف يكون اكثر اغراء بالنسبة الى الشعوب التي تفتقد الى الأمل".
وفي ما يأتي نص الحديث:
الادارة الأميركية وضعت خطة لنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط في فترة عدم استقرار تمر فيها هذه المنطقة. هل تعتقدين ان الديموقراطية هي الحل لمشكلات المنطقة؟
- أعتقد ان دول الشرق الأوسط وكذلك الولايات المتحدة تواجه عدداً من التحديات، وحين نظرنا الى بنى مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، اعتمدنا الى حد كبير على تقرير التنمية البشرية العربية الذي لا يحدد مجالاً واحداً وحسب يتعين العمل عليها، بل يتناول الحاجة الى الاصلاح التربوي والحاجة الى الاصلاح الاقتصادي والاصلاح السياسي والديموقراطية. وكذلك هناك عنصر اساسي وهو تعزيز دور المرأة. ولذلك فإن الهدف من مبادرة الشراكة هو التركيز على هذا المجال في كل جوانبه، والمساعدة في دعم الاصلاح والتغيير.
لا شك في انكم ستواجهون تحديات كبيرة. كيف ستتمكنون من ادخال الديموقراطية في مجتمعات متمسكة بقيمها الدينية المحافظة؟
- اعتقد ان من المهم جداً ان نتأكد ان الولايات المتحدة واضحة في موقفها لناحية انها لا تحاول ادخال اي شيء أو تقديم اي حل أو مثال، ولكن هناك الكثير من الافراد في الشرق الأوسط، بعضهم في الحكومة والبعض الآخر غير موجود في السلطة، يدركون أن من المهم جداً فتح هذه الأنظمة السياسية بحيث يتمكن الشباب، خصوصاً من التعبير عن آرائهم. ومن المهم للغاية كذلك بالنسبة الى مستقبل المنطقة ان يتحول النظام الاقتصادي الى اقتصاد السوق وأن يخف تدخل الدولة فيه. لذا فإن الولايات المتحدة لا تحاول ان تفرض اي سياسة، كما ان الأمر ليس متضارباً مع الدين. اعتقد ان المنطقة لديها تاريخ حافل وتقاليد غنية، كما ان للاسلام تاريخاً حافلاً وتقاليد غنية بالروح التجارية وبالتسامح والتشاور وكل مفاهيم مجلس الشورى. ونحن نحاول دعم الشعوب في المنطقة التي تعمل من اجل تلك التغييرات، ونتطلع الى سبل تقديم المساعدة وتشجيع احداث التغيير لأن ذلك بالغ الأهمية بالنسبة الى المنطقة لكي تعزز امكاناتها.
لكن هناك أيضاً مشكلة عدم الصدقية التي تعاني منها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة في رأيك؟
- هذا سؤال وجيه، ومن نواح عدة اعتقد ان الافتقار الى الصدقية الذي تواجهه الولايات المتحدة أمر موجود، لأنه طوال سنوات عدة لم نطرح هذه المسائل ولم نعمل عليها. عززنا هذا النوع من التغييرات في انحاء اخرى من العالم لكننا تجاهلناها في الشرق الأوسط، لذلك يتم طرح هذا السؤال المشروع. اعتقد ان الطريقة التي يمكننا من خلالها المساعدة على تخطي مشكلة الصدقية هي من خلال ردود الفعل ومن خلال اثبات القول المأثور في الولايات المتحدة وهو انه "يجب سلوك المسار". أظن ان هذا بالضبط ما يجب علينا القيام به في الشرق الأوسط وأن نثبت اننا نريد التعاون مع الشعوب التي ترغب في بناء مستقبل افضل للمنطقة وإننا ملتزمون هذا الأمر على المدى الطويل.
لماذا الآن، هل انتم فعلاً تريدون تأمين ما هو افضل لشعوب المنطقة ام ان الهدف الرئيس هو تأمين مصالحكم الأمنية والشعور بأن تجاهل مشكلات هذه المنطقة قد يكون له ثمن باهظ؟
- أعتقد ان ثمة تقارباً والتقاء في المصالح، ونحن نؤمن بقوة انه كلما عاش الناس بحرية يتعزز امننا جميعاً. لذلك فإن من الواضح ان الأمر يتعلق بمصلحة الأمن القومي الاميركي والمساعدة في نشر فرص الحرية. وفي الوقت نفسه نحن نعتقد ان هذه المثل هي الفضلى والسبب ليس لكونها اميركية بل لأنه اذا سألنا الناس في أي مكان أو زمان ما اذا كانوا يفضلون التمتع بالفرص لكي يجنوا المال الكافي لإعالة عائلاتهم، أو اذا كانوا يفضلون التعبير عن آرائهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، فإن جوابهم سيكون دائماً ايجابياً أياً كان المكان الذي يعيشون فيه. لذا نعتقد ان هذه القيم عالمية، وأن التاريخ أظهر ان تمازج الحرية والفرص ضروري لنجاح الشعوب، ونرى ان ذلك ضروري كذلك لضمان امننا جميعاً.
ولكن كيف تتوقعون اقناع شعوب المنطقة بحسن نيات خططكم لتطبيق الديموقراطية فيما عدد من حلفائكم في المنطقة ليسوا ممن يدافعون عن القيم الديموقراطية؟
- الأمر يختلف كثيراً بين دولة وأخرى وأعتقد ان من المهم جداً ان ننظر تحديداً الى ما يحصل داخل كل دولة، فمثلاً في دولة مثل البحرين حيث اجريت انتخابات العام الماضي وترشحت نساء الى مناصب للمرة الأولى. قدمنا المساعدة في تلك الانتخابات وسنقدم المساعدة في مسألة الاصلاح القضائي وسنقيم منتدى في البحرين ويتم احضار قضاة من كل انحاء المنطقة للتحدث عن حكم القانون وعن مدى حاجة القضاة الى الاستقلالية وعن ضرورة المعايير الاخلاقية. وثمة مشاريع مستهدفة في مسائل متنوعة، خصوصاً دور المرأة وكيف يمكننا تقديم المساعدة في تدريبها في مجالات عدة مثل مهارات التواصل ومهارات تولي القيادة وتأمين فرص العمل، لذلك فإن الأمر يختلف من دولة الى اخرى. ولكي تنجح البرامج، لا بد من ان تستهدف التغييرات التي تعمل شعوب المنطقة من اجلها.
تتحدثين عن توسيع المشاركة السياسية مما يعني ايضاً تفعيل دور المرأة في هذه المجتمعات. لكن هل سيتحقق ذلك في رأيك في المجتمعات المحافظة التي قد لا تتقبل مثل هذه الفكرة؟
- نحن نعمل مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء. اعتقد ان الحكومات في المنطقة تدرك ان من المهم جداً ان تفتح انظمتها السياسية، وهذا لا يعني انه يجب اجراء انتخابات في كل دولة على الفور. ولكن علينا ان نعمل جميعاً بغية وضع نظام تتوافر فيه الشروط المواتية ليعبر المزيد من الافراد عن آرائهم ويتمكنون من المشاركة في العملية السياسية. لذا سنعمل مع بعض المنظمات غير الحكومية لهذا الهدف، ولكننا نعمل كذلك مع الحكومات نفسها ونجري محادثات معها عن اهمية تلك المسائل وغالباً ما تكون المرة الأولى التي نتحدث فيها معاً عن تلك المسائل، لذا فإنها شراكة نحاول فيها المساعدة على دعم التغيير على مستويات مختلفة.
ما الذي تقومون به وما الذي يمكن ان تفعلوه لكسب عقول وقلوب شعوب المنطقة التي ترى ان هناك اجندة خفية للولايات المتحدة؟
- اعتقد ان العملية ستكون تدرجية. أرى انه من جهة، يجب ان نقول لتلك الحكومات وأعتقد ان الدكتورة كوندوليزا رايس قالت ذلك أخيراً ان التنمية والتحسينات الاقتصادية لا يمكنها ان تحصل اذا كان نصف المجتمع غير قادر على ممارسة حقوقه وغير قادر على تلقي التدريب الضروري للحصول على عمل. نحن نعتمد الى حد كبير الآن على النساء في المنطقة ونطرح عليهن الأسئلة لمعرفة كيف يمكننا المساعدة وفي بعض الحالات تكون الاجوبة انهن يرغبن في المساعدة في مجالات الشراكة في مشاريع تجارية اميركية او اوروبية لتلقي برامج تدريب او تعليم وفي بعض الحالات يرغبن في الاستفسار عن حقوقهن السياسية وفي حالات اخرى يردن تعلم الانكليزية وبرامج المعلوماتية. نحن في حاجة الى العمل مع المجموعات المحلية ومع الأفراد انفسهم لمعرفة السبيل الأفضل لتقديم الدعم والمساعدة.
على رغم المساعدة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لبعض الدول في المنطقة، ليس هناك مثال للديموقراطية. برأيك لماذا وما الذي يجعلكم تعتقدون ان الأمور ستكون مختلفة هذه المرة؟
- هذا سؤال وجيه. اعتقد ان هناك اسباباً عدة. اولاً لا يهم حجم المبلغ الذي تقدمه اميركا أو اي دولة اجنبية في برامج المساعدة. هذا النوع من التغييرات يتطلب ارادة من الحكومات وفي نهاية المطاف فإن الشعوب والحكومات في الشرق الأوسط هي من سيقرر كيف سيكون حال المنطقة في المستقبل، ولن يتمكن احد من تغيير ذلك. لذا فإن الأمر يتطلب ارادة الحكومة والتزامها احداث التغيير. ولكن ثانياً اعتقد اننا الآن في مرحلة من التاريخ، حيث ثمة اعتراف على نطاق واسع بالحاجة الى التغيير، وتقرير التنمية البشرية العربية يساعد في اثبات مدى تأخر الشرق الأوسط وكيف انه اذا لم تحدث هذه التغييرات فسيستمر في التأخر في شكل مطرد وأعتقد ان الحكومات بدأت تعي ذلك.
الى أي مدى يرتبط هذا البرنامج لنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط بما يسمى الحرب على الارهاب خصوصاً بعد 11 ايلول سبتمبر وتركيز هذه الادارة على محاربة ما تسميه الارهاب في منطقة الشرق الأوسط؟
- أعتقد انه سواء تعلق الأمر بالشرق الأوسط او بمنطقة اخرى في العالم، فإن التطرف يجتذب اكثر المجموعات التي تقدم مقاربة متطرفة لحلول المشكلات، والتطرف يكون اكثر اغراء بالنسبة الى الشعوب التي تفتقد الى الأمل. لذلك اذا نظرنا الى ديموغرافية الشرق الأوسط حالياً فإن 50 في المئة من السكان في المنطقة هم دون العشرين من العمر، وهناك ملايين من الشباب يبلغون سن العمل من دون ان تتوافر لهم فرص العمل لأن الاقتصاد لا يوفرها. وفي وضع كهذا حيث لا يتمتع الافراد بالأمل للمستقبل، فإن التطرف يصبح اكثر اغراء، لذا من الواضح اننا نعتقد انه من خلال المساعدة على سد ما سمته ملكة الأردن رانيا ب"فجوة الأمل"، سنتمكن عندئذ من توفير المزيد من الفرص للأفراد. وفيما تنفذ الحكومات الاصلاحات الضرورية ونتولى تقديم الدعم لهذا النوع من البرامج، فإننا نوجد ظروفاً تتوافر فيها فرص عمل، وحيث تكون هناك انظمة تربوية تقدم المهارات الضرورية للأفراد للإفادة من تلك الفرص فاننا نساعد على كبح مشكلة التطرف المتزايدة وفي تقديم بدائل للأفراد.
من خلال زياراتك العديدة لدول الشرق الأوسط، هل تشعرين ان هناك فعلاً هوة كبيرة بين الولايات المتحدة وشعوب تلك المنطقة؟
- الاجابة عن هذا السؤال تتعلق بأمر سبق وتحدثنا عنه وهو "سلوك المسار". أعتقد ان اظهار التزامنا اعادة اعمار العراق ومساعدة الشعب العراقي على تأسيس دولة حرة وآمنة ومسالمة وديموقراطية سيكون امراً اساسياً ومهماً لهذه الغاية، اضافة الى مواصلة جهودنا في عملية السلام. أرى ان اظهار التزامنا وتفانينا المتواصلين اللذين تثبتهما اعمالنا أمر بالغ الأهمية، وفي الوقت نفسه نحن نتحدث عن الاصلاح واثبات اننا مستعدون لتجنيد مواردنا للمساعدة في بناء مستقبل أفضل لشعوب الشرق الأوسط وهذه مسألة مهمة جداً.
تشيرين الى الجوانب التربوية والاقتصادية المتعلقة بهذا الموضوع، ولكن في رأيك ما مدى تأثير السياسة الخارجية التي تعتمدها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط على نمو ظاهرة التطرف في هذه المنطقة؟
- مهما عارض احدهم اي سياسة فينبغي بالتأكيد الا ينظر الى التطرف كبديل مقبول، ونحن نرحب بالنقاش والحوار حول السياسة ولكنني أظن ان من الخطأ القاء اللوم على السياسة الاميركية لناحية وجود التطرف. اعتقد انه من نواح عدة، هذه وسيلة لتخطي الأمر لأنه يمكن ان يقول احدهم انه يعارض سياستنا، وأظن أن سياستنا غالباً ما تمثل بالشكل الخاطئ في المنطقة ولا تفسر بالشكل الصحيح، وغالباً لا تعبر وسائل الاعلام في المنطقة بدقة عن سياستنا. لكنني اعتقد ان التطرف يأتي في غالبيته من شعوب تفتقر الى الأمل والفرص، وأعتقد ان هناك بكل بساطة قوى في العالم لا تؤمن بالسلام ولا تؤمن بالحرية ولا تعطي قيمة لحرية الانسان. وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز برامج كمبادرة الشراكة للمساعدة في توفير المزيد من الفرص للأفراد، كما اننا معنيون ببذل الجهود في الحرب على الارهاب وسنواصل محاربة التطرف عسكرياً حتى نحقق النصر. لذا فإن المقاربة تتم على مسارين.
في موضوع العراق، كيف تجيبين من ينتقد الولايات المتحدة لكونها سعت الى تطبيق الديموقراطية من طريق الحرب والسلاح؟
- أرى ان هذا الوصف خاطئ من نواح عدة. لم ألتق أبداً حتى الآن اي شخص من الشرق الأوسط قال لي انه يتمنى لو كان صدام حسين لا يزال في السلطة. اعتقد ان القرار الأميركي بأن القوة ضرورية في حال العراق أتى بعد جهود طويلة للعمل من خلال المجتمع الدولي لاقناع صدام حسين بنزع اسلحته بالوسائل السلمية. الجهود استمرت اكثر من 12 عاماً لايجاد حلول ديبلوماسية. لذا فإن القرار الأميركي بتحرك عسكري لحماية انفسنا وحلفائنا أتى بعدما جربنا كل خيار آخر. كما انه ستكون هناك صعوبة في ايجاد اشخاص في العراق يقولون انهم كانوا احسن حالاً قبل خلع صدام مما هم في الوقت الحاضر. ستكون عملية طويلة شاقة وذات تحديات لاعادة اعمار العراق لأن الشعب العراقي عانى كثيراً طوال سنين عدة، لكننا موجودون الى جانبهم ونحن نساعد في اعادة اعمار البلاد، وتأسيس المجلس الحاكم هو الخطوة الأولى في التقدم نحو دولة عراقية حرة وديموقراطية. أفترض أن ردي النهائي سيكون: راقبونا واحكموا علينا من خلال افعالنا، لأنني واثقة انكم سترون اننا سنساعد الشعب العراقي على ان يكون حراً. وأظن ان ليس من دليل افضل من مراقبتنا.
ولكن فرض التغيير بهذا الشكل هو ما يدفع الناس الى التشكيك في نيات الولايات المتحدة والحديث عن وجود اجندة خفية. هل تعتبرين ما حدث في العراق الطريقة المثلى لنشر الديموقراطية التي تتحدثون عنها؟
- بالتأكيد ان استعمال القوة هو الخيار الأخير دائماً، ونحن لا نتوقع استعمال القوة في دول اخرى من المنطقة، فيما نتحدث عن ادخال الديموقراطية. ما حصل في العراق حدث لأن للعراق ظروفه الخاصة. اعتقد انه يجب التعاطي مع كل دولة على حدة. أما في ما يتعلق بالديموقراطية والاصلاح، كما ذكرت سابقاً، فان الشعوب في المنطقة هي التي تدرك الحاجة الى هذا النوع من التغييرات. لذا من جديد في حين قد تقولين انك تعارضين سياستنا في العراق يمكنني ان أناقشك في ذلك. لم يكن هناك اي بديل آخر كان يمكن من خلاله تحرير العراق، ومقتل عدي وقصي حسين وسُرّ الشعب العراقي مجدداً لأنه يدرك الآن انه سيتمكن من العيش بحرية وستكون طريقاً طويلة وتنطوي على تحديات. لكننا سنكون الى جانبه لدعمه ولا اعتقد ان في الامكان ايجاد اي شخص في حكومتنا فكّر بتردد حيال هذا الأمر. نحن واثقون جداً من انها كانت الخطوة الوحيدة الممكنة وثبت انها الخطوة الصحيحة.
الرئيس بوش أكد في الفترة الأخيرة ان ليس هناك صراع حضارات. ألا تعتقدين اننا أمام شيء من هذا القبيل؟
- لا أعتقد ان هناك صراعاً بين الحضارات. أظن ان ثمة حرباً قائمة بين اطراف تريد بصراحة انهاء حضارات، ومن منّا يؤمن بالحرية وبقيم الانسان يشكل تحالفاً ضدهم، لذا فإن الأمر ليس مسألة صدام بين الحضارات. أعتقد ان في الشرق الأوسط الآن لدى الولايات المتحدة عمل كثير ونحن في حاجة الى القيام بهذا العمل لتحسين مجالات الاتصال، وان نبلي بلاء حسناً في فهم ماذا يحدث في الشرق الأوسط، وأن ننشئ برامج التبادل. كما تعلمين لدينا برنامج قائم حالياً حيث هناك طلاب جامعات من كل انحاء المنطقة موجودون في الولايات المتحدة، وتحدثت اليهم قبل بضعة أيام. ان برامج كهذه حيث يأتي الطلاب الى الولايات المتحدة ويقصد الأميركيون المنطقة ونتمكن من لقاء بعضنا بعضاً وتبادل الآراء يساعد في تخطي سوء التفاهم لأننا في نهاية المطاف نعيش جميعاً في عالم اصبح اصغر. واصبحنا اكثر قرباً من بعضنا بعضاً ومن المهم الآن اكثر من أي وقت مضى ان نفهم بعضنا بعضاً. لذا نأمل ان نتمكن من الاستمرار في تشجيع هذه الأمور من خلال مبادرة الشراكة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.