أعدت السعودية ومصر وسورية ورقة لتفعيل العمل العربي المشترك، تركز خصوصاً على قضيتي فلسطينوالعراق، وجددت رفضها الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي في بغداد. واختتم ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارته مصر وانتقل إلى المغرب حيث باشر محادثاته مع الملك محمد السادس. وتوقعت مصادر مطلعة أن تعرض المحادثات لخطة عمل تطاول القضية الفلسطينية، وإمكان عقد اجتماع للجنة القدس. وكان الأمير عبدالله أجرى ثلاث جولات من المحادثات مع الرئيس حسني مبارك الذي استقبل صباح أمس مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز، في حين عقد وزراء خارجية مصر أحمد ماهر والسعودية الأمير سعود الفيصل وسورية فاروق الشرع اجتماعاً استثنائياً في مقر دار القوات الجوية المصرية، حظي باهتمام بالغ. وأعلن ماهر أن الوزراء الثلاثة أعدوا ورقة عمل تتعلق بتفعيل العمل العربي المشترك، سترفع إلى زعماء الدول الثلاث الذين سيعرضونها لاحقاً على الزعماء العرب. ورفض تحديد آلية لعرض الورقة على باقي الزعماء، وهل يكون ذلك في القمة العربية المقبلة في تونس أم في قمة استثنائية، وأكد أن ذلك سيترك لقادة السعودية ومصر وسورية. ولفت إلى أن الورقة "تهدف إلى التفكير في عمل مشترك لتفعيل جامعة الدول العربية، ووضع آليات جديدة لجعل العمل العربي أكثر انجازاً". وجدد رفض الدول العربية الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي في العراق، مؤكداً أن الدول الثلاث متفقة على هذا الموقف. وأعلن ماهر أن الرئيس مبارك والأمير عبدالله بن عبدالعزيز "تناولا تقويم تطور الوضع العربي وكيفية تجاوز السلبيات، وتأكيد التضامن والعمل العربي المشترك لأن هذا كما يرى الزعيمان يساعد في حل المشاكل التي تواجهها الامة العربية للخروج من هذا الموقف الصعب". وسئل هل تم التوصل الى صيغة موحدة لتفعيل العمل العربي، خصوصاً في ضوء المبادرة التي طرحتها مصر في هذا الصدد، فأجاب إن المبادرة التي طرحها مبارك "جمعت كل الافكار المطروحة على المستوى العربي واضافت اليها الرؤية المصرية، ولقيت ترحيباً من الاطراف العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية"، مشيراً الى أن الموضوع هو تفعيل عمل الجامعة. وأضاف: "ان هناك افكاراً طرحها ولي العهد السعودي تتعلق ب"فلسفة العمل العربي المشترك وكيف يجب ان نتحرك لدعم الجامعة والتضامن". وأشار الى ان المبادرة المصرية ستعرض على القمة العربية العادية في آذار مارس المقبل او على قمة استثنائية، لافتاً الى عدم وجود تعارض بينها وبين بقية الافكار العربية. الى ذلك، اجرى الامير عبدالله جولة من المحادثات مع الملك محمد السادس، تناولت القضايا العربية والدولية. وقال السفير السعودي في الرباط الدكتور عبدالعزيز بلخوجة ان أهمية المحادثات تكمن في جسامة التحديات التي تواجهها الدول العربية. وأوضح ل"الحياة" ان زيارة ولي العهد تندرج في سياق سياسة التشاور التي تلتزمها السعودية لتفعيل العمل العربي، وبما يسمح بدعم "خريطة الطريق" لاحلال السلام، والقيام بدور عربي في العراق في اطار دور تضطلع به الاممالمتحدة. وتابع ان الزيارة تهدف الى "دعم التنسيق السياسي والعمل العربي المشترك".