يبذل المرشحون في الانتخابات البرلمانية الكويتية أقصى جهودهم لكسب ود الناخبين، ويقدمون وعوداً تتراوح بين توفير فرص عمل كافية والسماح ببيع الخمور بل ويعرضون رشاوى. لكن القليلين منهم يهتمون بالحقوق السياسية للمرأة. والمساواة بين الجنسين ليست قضية مهمة في الكويت، على رغم انها دولة رائدة في الديموقراطية في منطقة الخليج. وتناضل المرأة الكويتية من أجل حقوقها السياسية، ولكن جهودها تصطدم بمواقف الإسلاميين وبعض السياسيين. وعلى رغم ان البعض يعتبرها أكثر نساء الخليج تحرراً، فإن المرأة الكويتية تقبع في المؤخرة تراقب شقيقاتها في دول خليجية أخرى مثل قطر والبحرين وعمان، وقد أحرزن تقدماً متواضعاً. وقالت فاطمة العبدلي، احدى الناشطات في الحركة النسائية في الكويت: "لا تريد حكومتنا منح المرأة حقوقاً برلمانية، لأنها تخشى من ان تجلب عليها هذه الخطوة مشاكل وتفقدها السيطرة. المشكلة تكمن في التحيز لجانب الرجل. يعرف الرجال اننا نتفوق عليهم في نواح كثيرة ولا يريدوننا أن نكون في المقدمة". وفي خطوة مفاجئة في عام 1999 أصدر أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح مرسوماً بمنح المرأة حقوقها السياسية، ولكن تحالفاً من اسلاميين ومحافظين من أعضاء مجلس الامة البرلمان الحالي عرقل الموافقة على المرسوم الاميري. واصيبت النساء بالاحباط وأخذ بعضهن قضيتهن الى المحكمة الدستورية العليا، ولكن خسرن بسبب ما وصفنه بأنه "ضغط". ولكن إسلاميين كثيرين، بل وبعض أعضاء البرلمان المستقلين، يشككون في قدرة المرأة على العمل في الحياة البرلمانية. وقال محمد الخليفة، العضو في البرلمان السابق: "انني ضد السماح للمرأة بالتصويت. النساء لا يتمتعن باستقلال في الرأي يتيح لهن اتخاذ قرارات مستقلة. دائماً يتبعن أزواجهن. الافضل ان يبقين في البيت لتربية الاولاد". وعلى رغم ذلك، فإن الكويتيات، اللاتي يشكلن اكثر من نصف سكان هذه الدولة الخليجية التي تضم 850 الف كويتي، يعملن ديبلوماسيات ومديرات اعمال، بل وفي إدارة صناعة النفط. وتشكل الكويتيات نحو 70 في المئة من خريجي الجامعات في بلادهن، ولكنهن يشكلن خمسة في المئة فقط من صنّاع القرار. بعضهن ارتقى الى مناصب عامة متوسطة ولكن لم يصلن بعد الى وظائف عليا. وقال أحمد البغدادي، الاستاذ في جامعة الكويت: "لدينا نحو 500 امرأة يدرسن العلوم السياسية، لكن لا يستطعن حتى الحصول على وظيفة بهذا المؤهل. ووزارة الخارجية الكويتية لا توظف نساء. ستكون المرأة الكويتية واهمة اذا تصورت أنه سيسمح لها يوماً ما بإدارة هذا البلد. حتى اذا كانت تحمل الدكتوراه فإنه يلزمها الحصول على تصريح من زوجها أو أبيها أو أخيها في أي شيء مهما كان صغيراً". ولجذب الاهتمام الى قضيتهن، تعتزم ناشطات اجراء "انتخابات رمزية" ديموقراطية تشترك فيها النساء في يوم الاقتراع العام ذاته. وتقول ناشطات في الحركة النسائية ان الكويتيات أنفسهن سبب في إبعادهن عن العملية السياسية. وأظهر استطلاع غير رسمي للرأي أن ثلثي نساء الكويت يعارضن عمل المرأة بالسياسة. وقالت المدرسة وفاء العوضي: "موقف النساء سلبي. ليس لديهن وعي بحقوقهن". وتأمل الكويتيات بضغط خارجي لتحقيق آمالهن، خصوصاً من الولاياتالمتحدة التي دعت الى اصلاحات سياسية في الشرق الاوسط. وقالت رشا الطالبة في الجامعة: "اذا اعتمد الامر علينا فإننا لن نرفع اصبعاً لنساعد أنفسنا. ولا نستطيع الانتظار الى الأبد".