اختصر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارته لهونغ كونغ لتفادي الإعصار الاستوائي الذي ضرب الجزيرة، وعاد الى لندن لمراجهة عاصفة سياسية تهدد حكومته ومستقبله السياسي بسبب وفاة خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي. وواصلت الصحف البريطانية أمس توجيه الاتهامات الى كل من "داونينغ ستريت"، مقر رئاسة الوزراء، ووزارة الدفاع حول مسؤولية الكشف عن هوية كيلي في الفترة القصيرة التي سبقت وفاته، واعلان انه كان مصدر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن "تضخيم" الحكومة أخطار اسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير مشاركتها في الحرب. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أمس ان بلير كان يعلم قبل اسبوع كامل من كشف هوية كيلي ان عالماً في وزارة الدفاع ابلغ كبار المسؤولين في الوزارة انه قد يكون مصدر تقرير "بي بي سي". وأضافت أنه أصدر اوامره في الثالث من الشهر الجاري لوزارة الدفاع بمواصلة تحقيقاتها عما اذا كان كيلي هو مصدر تقرير "بي بي سي"، وأصر على ان تعطى الوزارة الوقت الكافي لاستجواب كيلي، على رغم ان التقرير الذي كانت ستصدره لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني حول صحة تقرير ال"بي بي سي" المثير للجدل كان يفترض ان يذاع بعد اربعة ايام فقط. في غضون ذلك ذكرت صحيفة "اندبندنت" ان كيلي كان على علاقة وثيقة بأجهزة الاستخبارات البريطانية على عكس ما ذكرت الحكومة البريطانية من قبل عندما حاولت التقليل من اهميته. وأشارت الى ان كيلي كان مؤهلاً لأن يحكم عما اذا كان "داونينغ ستريت" ضخم تهديدات اسلحة الدمار العراقية. وكشفت ان كيلي كان مستشاراً لهيئة تحليل معلومات الاستخبارات الدفاعية التي كانت تطلع على تقارير سرية كانت تقدمها وكالة الاستخبارات الخارجية واجهزة الاستخبارات الداخلية، بما في ذلك مجموعة التصنت على المكالمات الهاتفية العالمية. وأكدت انه لعب دوراً مهماً في توفير المعلومات التي وردت في ملف الحكومة البريطانية عن الأسلحة العراقية في ايلول سبتمبر الماضي.