حطم قرار المدعي العام لمدينة كولورادو الاميركية مارك هولبرت في توجيه تهمة اغتصاب امرأة تبلغ سن ال19 الى نجم فريق لوس انجليس ليكرز الاميركي لكرة السلة كوبي براينت البيت الزجاجي لشهرة الاخير، والتي بنيت في الاعوام السابقة على الأمجاد الفردية والجماعية لموهبته غير العادية، حين قاد فريقه الى احراز ثلاثة ألقاب في دوري المحترفين واختير خمس مرات في التشكيلة الاساسية لفريق كل النجوم "اول ستارز" وحل ثانياً في ترتيب هدافي الموسم الماضي. لقد حرص براينت على رشق حجر "شهوته" بعيداً من عيون "جواسيس" الصحافة في موقع شبه معزول يُقصد للاستجمام ويقع على مسافة مئة ميل غرب مدينة دنفر، لكن حساباته خابت في عدم اصابة هذا الحجر ركائز اساسية في مسيرته الرياضية وحياته الاجتماعية وعلاقاته العامة التي تجلب الاموال الطائلة له امام عيون الجمهور الذي اعتبره دائماً احد عظماء اللعبة. ويمكن القول اذذاك ان التصرفات "الطيبة" السابقة لبراينت فاقت حدود المعقول، إن لجهة تجاهل الاحتفالات الصاخبة الاعتيادية عقب الانتصارات لحساب الانزواء في غرفته من اجل كتابة قصائد الشعر التي تخضع لإلهام السعادة وتأثير نشأته في موطن الرومانسية الاوروبية ايطاليا، او لجهة مبادلة زوجته وطفلته التي ولدت في كانون الثاني يناير الماضي مشاعر العاطفة المطلقة عبر اهداءات علنية وتصرفات تعكس روح الاسرة المتماسكة. بالطبع لن يتحول براينت من بطل الى مخادع بين ليلة وضحاها، اذ ان الجميع يمكن ان يخطئ كما حصل مع النجوم السابقين من امثال ماجيك جونسون ووايد بوغز وكيربي بوكيت وحتى مايكل جوردان، الذي يعلم الجميع بنكسات خسائره الهائلة في المقامرة وطلاقه من زوجته وسواها، لكنه يمكن ان يغدو شخصية منبوذة كلياً في ميدان الاعلانات بحجة تراجع شعبيته. ويجمع خبراء كثيرون على ان الظاهرة الاخيرة ستتكرس في المحطات التالية لمسيرة براينت، الذي وقّع اخيراً عقداً لترويج المنتجات الرياضية لشركة نايكي بقيمة سبعة ملايين دولار للعام الواحد، بعدما كان سدد بنفسه مبلغ ثمانية ملايين دولار للتحرر من عقد رعاية مع شركة اديداس، علماً ان عائداته الاعلانية تشمل ايضاً شركة كوكا كولا للمشروبات الغازية وسلسلة مطاعم ماكدونالدز وسواها. ذهنية "المسامحة" وربما عنى ذلك ان براينت، الذي يروج لإعلان مشروب "سبرايت" الغازي مستخدماً عبارة: "اطع عطشك"، سيعطش لغنائم الاعلانات على صعيدي الشهرة والمال على السواء، لكنه لا يزال يستطيع الارتواء من خزان "مسامحة" عدد كبير من الجمهور له، والتي تجسد الذهنية الاميركية السائدة عموماً في غض النظر عن زلات قدم النجوم المحبوبين، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر في حال آلن ايفرسون نجم فيلادلفيا سيكسرز حين تورط في مشكلات مختلفة. ونذكر ايضاً رأي لويس نجم فريق بالتيمور رايفنز للبايسبول الذي اتهم بمشاركة ثلاثة آخرين في جريمة قتل رجلين عام 2000 في اتلانتا، قبل ان ينال حكماً بالبراءة ويستعيد شعبيته في الملاعب التي ترجمت في تمديد عقده مع فريقه في مقابل 50 مليون دولار. واذ تخضع هذه الذهنية في اي حال من الاحوال للتطورات التالية للقضية المعضلة والتي ستستعرضها الهيئة القضائية في 6 آب اغسطس المقبل، يترقب براينت انتهاء فصولها بسرعة من اجل تفادي اي رد فعل سلبي تجاهه يوجده تغير غير مرتقب ينتج من حساسية القضية. وفي انتظار موعد مثوله امام المحكمة للدفاع عن نفسه، نفى براينت التهمة الموجهة اليه، لكنه اعترف بخيانة زوجته، وقال: "هذه الاتهامات جرحت شعور عائلتي وسأرد عليها بكل قوتي". ووصف براينت زوجته فانيسا بأنها امرأة قوية وأكد انها تدعمه على رغم الخطأ الذي ارتكبه، علماً ان الاخيرة أوضحت: "ادرك جيداً بأن زوجي ارتكب خطأ عندما خانني، لكنه ليس مجرماً. انه زوج وأب صالح".