يعتبر الفنان ايمن زيدان من الأسماء اللامعة في سورية وعلى مستوى الوطن العربي. وهو فنان هاجسه الدائم ان يقدم اقتراحات فنية مختلفة، ولهذا كان من اكثر الفنانين تنوعاً في الشخصيات التي قدمها، الدرامية منها "نهاية رجل شجاع"، "الطويبي"، والكوميدية والتراجيدية "جميل وهناء"، "جواد الليل"، كما انه اسهم في "الفانتازيا" وترك الانطباع الأهم في هذا اللون الفني كما في "الجوارح"، وقدم رؤية بصرية مهمة في عمله الإخراجي الأول "ليل المسافرين". في حديثنا معه بدأ ايمن زيدان يتحدث عن آخر اعماله ويحمل اسم "زمن الصمت": "اعمل الآن في تصوير مسلسل يرصد حياة طبيب بيطري يمارس هذه المهنة قبل الظهر، اما بعد الظهر فيعمل في عيادة خاصة صاحبها مستخدم المديرية. وتتكون اسرة هذا الطبيب من ثلاثة اولاد وبنت وزوجته وأبيه. وفي هذا المسلسل نتصدى لجملة من الهموم والأوجاع الأسرية والحياتية، وفي هذا الإطار يبدو المسلسل مألوفاً ويشبه الكثير من الأعمال الكوميدية التي سبق وقدمناها والتي تحوي دائرة حكومية ومنزلاً، لكن شكل التناول هنا مختلف، أولاً، الأجواء طريفة إذ هذه المرة الأولى التي يُتناول فيها طبيب بيطري ومجاله، اضافة الى مشكلات الثروة الحيوانية التي تأخذ ابعاداً اكثر من ابعادها الواقعية المباشرة، ويمكن القول عن العمل في شكل عام انه يقدم بانوراما اجتماعية ساخرة ترصد حياة الطبقة الوسطى في المجتمع، والمسلسل من إخراج سمير حسن وهي التجربة الإخراجية الأولى له". ألا تشعر بأنك تغامر كثيراً كونك تعمل مع مخرج وكاتب سيناريو في عملهما الأول؟ - لقد علمتني التجربة ان كل عمل هو تجربة بحد ذاتها ودائماً يتحرك الإنسان وهناك ضمانات. بالنسبة الى الكتابة ضمانات الورق واضحة قبل الشروع بالتجربة. وبالنسبة الى الإخراج صحيح ان المخرج سمير حسن يخوض هنا تجربته الأولى، ولكنه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية وتابع دراسته في انكلترا في مجال الإخراج التلفزيوني. وبالنسبة الى الضمانات الأساسية فهي نابعة من المستوى المعرفي للمخرج وهذا يتضمن احياناً مواجهة مع الأمية المتفشية في الأعمال التلفزيونية، ولدينا رغبة حقيقية بأن نقدم كوميديا مختلفة عن السابق. فالعمل الكوميدي يبقى مغامرة حتى يتم عرضه على التلفزيون وأتمنى ان تنجح هذه التجربة. مشكلة مع النقد قدمت العديد من الأعمال الكوميدية وبعضها تعرض للنقد؟ - مشكلتنا مع النقد مشكلة كبيرة وبشكل عام وفي رأيي الشخصي لم يواكب النقد سوية العمل، وبقيت الدراما السورية متقدمة على النقد السوري، ودليل ذلك ان الدراما كرّست اسماء نجوم من المخرجين والممثلين وتقنيين، ولكنها حتى الآن لم تصدر ناقداً واحداً استثنائياً ومهماً استطاع ان يواكب هذه التجارب. انا شخصياً اتعاطى مع النقد من منظور مختلف، لأنني ارى ان كل ما يكتب يفيد وما أراه موضوعياً ويحفز التجربة ويلقي الضوء عليها، حتى ولو ان هذا الكمّ الكبير من الكتابات الانطباعية لم يقدم او يؤخر شيئاً. كونك احد المشرفين على العملية الإنتاجية للأعمال التلفزيونية، هل يمكن ان تحدثنا عن كيفية اختيار الأعمال؟ - في تجربتي الإدارية السابقة في شركة "الشام" التي امتدت نحو عشر سنوات كان هناك خصوصية في الظرف، فقد كانت هذه الشركة شبه الوحيدة الواضحة والموجودة، وثانياً كانت المحطات التلفزيونية كثيرة في طور الافتتاح وهي بحاجة الى كم من الإنتاج، فخضعنا هناك لشروط بعضها نوعي وبعضها بحسب حاجة المحطات وقدمنا من خلالها سلسلة من اهم ملامح الدراما السورية الجديدة بدءاً من "نهاية رجل شجاع" وانتهاء ب"جوال الليل". والآن انا في شركتنا الجديدة "شركة الشرق" وهذا هو العمل الرابع فيها بعدما أنتجنا فيها "هولاكو" دراما تاريخية و"حنين" وهو مسلسل اجتماعي وفيلماً عن القضية الفلسطينية اسمه "صورة". والآن نعمل في هذا المسلسل الكوميدي، ومن الملاحظ في اعمالنا الأربعة انها اعمال متنوعة كل واحد له لون واختيار الأعمال لا يكون عادة وفق خطة مسبقة ودقيقة وواضحة بتفاصيلها، وعندما تكون وفق تصور اننا يمكن ان ننتج ما هو مختلف وفيه اقتراح بأي نوع كان وبخاصة ان التنافس اختلف الآن وصعوبة التوزيع اصبحت اعقد، وأصبحت جودة العمل مسألة ملحة ونحاول ان نعمل في هذا الإطار. حبذا لو حدثتنا عن مسلسل "هولاكو"؟ - للأسف لم تكن هناك فرصة كافية لعرض هذا العمل. فقد عرض على قناة ابو ظبي وفي زحمة شهر رمضان المبارك. وبعد ذلك واجهنا مشكلة تتعلق بطبيعة التعاطي مع التاريخ: المشكلة ان هذا المسلسل كان موثقاً حول ما جرى في نهاية العصر العباسي وتداعيات النظام آنذاك ووجود قوة كبيرة في غياب توازن القوى التي تريد ان تجتاح المنطقة. ومن هنا جاءت صعوبته السياسية. لكن اتوقع عندما تتاح له فرصة العرض فإن الجمهور سيلاحظ ان "هولاكو" يشكل نموذجاً من النماذج الدرامية المؤثرة المتطورة والمعمولة بأجواء مختلفة، والذي بذلنا من اجله جهوداً كبيرة سواء على المستوى الإخراجي ام حتى الإنتاجي وأتمنى ان تتاح له ظروف عرض افضل وعندها يكتمل تقويمه.