ساهمت النكسات المتكررة في العراق وازمات بعض الدول الرئيسية المنتجة مثل نيجيريا والعوامل الجوية في عودة اسعار النفط الى مستوى 30 دولاراً للبرميل، على رغم كل الجهود لخفض الاسعار لتعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي. قال "بنك الكويت الوطني" إن معظم الزيادة التي شهدتها أسعار النفط كانت نتيجة ترسخ القناعة في أسواق النفط بأن إنتاج النفط في العراق لن يعود إلى مستويات ما قبل الحرب بالسرعة التي كانت متوقعة، فوفقاً للتوقعات الأولية للمحللين الاقتصاديين كان يُفترض أن يعود إنتاج العراق إلى هذه المستويات مع بداية الفصل الثالث من السنة الجارية ولكن عمليات النهب والسرقة الواسعة النطاق عرضت عمليات إعادة تصدير النفط من العراق الى نكسات متكررة عدلت من هذه التوقعات الى بداية الفصل الرابع من السنة على الأقل. وأضاف البنك، في تقريره الاقتصادي عن التطورات في أسواق النفط والموازنة العامة للكويت، ان أحد العوامل المساهمة في زيادة أسعار النفط اقتراب مصافي النفط الأميركية من العمل بطاقتها القصوى لتلبية حاجات المستهلكين المرتفعة خلال فصل الصيف، ما دفع بحجم الطلب على النفط الخام في الولاياتالمتحدة إلى مستويات قياسية. وزاد ان النزاعات السياسية في نيجيريا ساهمت بدورها في رفع أسعار النفط، حيث تأثرت عمليات الإنتاج نتيجة تلك الأحداث، لافتاً الى ان هذه التطورات ترافقت مع انخفاض مخزون الدول الصناعية من النفط إلى مستويات قياسية مقارنة بالمعدلات التاريخية. وأشار الى انه على رغم الزيادة الكبيرة في المخزون، حسب التقديرات المنقحة والمتعلقة بشهر نيسان أبريل التي أعدتها وكالة الطاقة الدولية، بقيت مستويات هذا المخزون منخفضة قياسياً، اذ أنها كانت كافية لتغطية حركة الطلب في هذه الدول لفترة لا تتعدى 52 يوماً، أي أربعة أيام اقل من مستوياتها خلال العام الماضي. وإضافة الى ذلك تميل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الى خفض الإنتاج عوضاً عن رفعه وقررت في اجتماعها الاخير في الدوحة في 11 حزيران يونيو الماضي عدم اعتماد خفض إضافي في سقف إنتاج المنظمة، وذلك نتيجة اقتناع أعضاء "أوبك" بأن مباشرة إنتاج وتصدير النفط العراقي سيأخذ وقتاً أطول مما كان يُعتقد. وارتفعت اسعار النفط في الاسواق الدولية في نهاية اسبوع التعامل الاخير مع دخول عاصفة استوائية خليج المكسيك، مهددة بعرقلة امدادات النفط والغاز الاميركية المنخفضة بالفعل. واتجه خام القياس البريطاني "برنت" مجدداً نحو مستوى 30 دولاراً للبرميل، مسجلاً خلال احدى جولات التعامل يوم الجمعة 29.60 دولار، في حين تجاوز خام القياس الاميركي الخفيف "غرب تكساس" 31 دولاراً للبرميل وهو اعلى مستوى له منذ منتصف حزيران يونيو وبزيادة نحو دولار عن مستواه في بداية الاسبوع. واغلق سعر خام "برنت" في نهاية الاسبوع على 29.20 دولار للبرميل مرتفعاً 31 سنتاً. وارتفعت الاسعار بعدما قالت شركة "شل اويل" انها اوقفت انتاج ما اجماليه عشرة الاف برميل يومياً من النفط و66 مليون قدم مكعبة يومياً من انتاج الغاز الطبيعي مع وصول عاصفة كلوديت الى خليج المكسيك. والانتاج الذي تم وقفه جزء ضئيل من اجمالي انتاج خليج المكسيك الذي يشكل نحو ربع الانتاج المحلي الاميركي من النفط والغاز. كما ان المكسيك نفسها مورد مهم للنفط الى الولاياتالمتحدة. وقالت شركات "بريتيش بتروليوم" و"ماراثون اويل كورب" و"اكسون موبيل كورب" انها اجلت العاملين غير الاساسيين من منصات انتاج في الخليج لكنها لم توقف اي امدادات. ويخشى تجار النفط ان تتجه كلوديت نحو مصافي التكرير على ساحل ولايتي تكساس ولويزيانا في اليومين المقبلين، في الوقت الذي وصلت فيه مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة الى مستوى منخفض بالفعل، فيما اذكت مشاكل في مصاف نفطية في تكساس وكاليفورنيا المخاوف من نقص في المعروض مع وصول موسم قيادة السيارات في الولاياتالمتحدة الى ذروته.