سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 3 جنود اميركيين في سلسلة عمليات ... والشرطة العراقية تطالب برحيل القوات الاميركية من الفلوجة . بوش يقر ب "مشاكل أمنية" في العراق ومخاوف في واشنطن من "حرب عصابات" طويلة
اعترف الرئيس جورج بوش بوجود "مشكلة امنية" في العراق، اثر تلقيه معلومات امس عن مقتل ثلاثة جنود اميركيين، ودعا الى الصبر "90 او مئة يوم ليشعر العراقيون بالفرح الكبير بحريتهم". مؤكداً ان قواته ستواجه العمليات التي تستهدفها "بحزم". وتظاهر العشرات من عناصر الشرطة العراقية في الفلوجة مطالبين الاميركيين بالرحيل عن مدينتهم. وسادت اوساط الديموقراطيين في الكونغرس مخاوف من احتمال مواجهة القوات الاميركية حرب عصابات "قد تطول سنوات… من دون ان تستطيع الانسحاب لان عليها ان تحقق هدفها". في غضون ذلك تصاعدت حدة الازمة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي التي اكدت امس نقلاً عن مسؤول كبير ان الحكومة تستبعد العثور على اسلحة دمار شامل في العراق، وزادت الازمة حدة بعدما اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها لم تتلق اي تقرير من حكومة بريمر لتأكيد مزاعمها ان النظام العراقي اشترى يورانيوم من دولة افريقية. وأقر بوش امس بعد مقتل ثلاثة جنود اميركيين في العراق، ان حكومته تواجه "مشكلة امنية" لكنه اكد ان قواته ستواجه ذلك "بحزم". وقال في ختام لقاء مع نظيره البوتسواني فيستوس موغاي "لا شك في ان لدينا مشكلة امنية في العراق، وعلينا معالجة كل حالة على حدة وسنحافظ على حزمنا" في هذا الاطار. وجاء كلام بوش تعليقاً على مقتل جنود اميركيين، خلال زيارته لبوتسوانا ثالث محطة في جولته الافريقية التي سبق وقادته الى السنغالوجنوب افريقيا. واعلن الناطق العسكري السرجنت باتريك كومتن ان جندياً قتل بسلاح خفيف في مكمن نصب الاربعاء في المحمودية جنوب العاصمة العراقية. وقتل جندي آخر واصيب ثالث ثم توفي في تكريت في هجوم بقذائف "ار بي جي" المضادة للدبابات استهدفت قافلته. وبذلك يرتفع الى 31 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في هجمات او معارك منذ الاول من ايار مايو الماضي، يوم اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق. وقال بوش للصحافيين اثر لقائه فيستوس: "كلما تأكد العراقيون انهم معنيون بتشكيل حكومة انتقالية في بغداد سيدركون ان مرتكبي هذه الهجمات ضد القوات الاميركية من مناصري صدام حسين الذين يجلبون البؤس لبلادهم". وزاد: "قد يستلزم ذلك تسعين او مئة يوم حتى يشعر الناس بالفرح الكبير للحرية والمسؤوليات التي تقتضيها". واضاف: "اننا نحرز تقدماً متواصلاً. ان عراقاً حراً يعني عالماً مسالماً. من الاهمية بمكان ان نواصل طريقنا وهذا ما سنفعله". في لندن شدد ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية امس على انه سيتم العثور في العراق "على ادلة ملموسة على برامج اسلحة الدمار الشامل"، موضحاً بذلك التصريحات التي ادلى بها بلير الذي تحدث الثلثاء عن "برامج" اسلحة. واعلن الناطق "ان رئيس الوزراء يعتقد وهو على ثقة تامة باننا سنعثر على عناصر ملموسة، ان لو عثر عليها رئيس فريق المفتشين الدوليين هانس بليكس لعاد الى مجلس الامن وأصدر قراراً جديداً من الاممالمتحدة". واضاف: "ان بلير على ثقة تامة في اننا سنعثر ليس على ادلة على برامج اسلحة دمار شامل فحسب، بل على ادلة ملموسة للبرامج". ورداً على اسئلة لجنة برلمانية الثلثاء اعلن بلير انه "ما من شك في اننا سنعثر على ادلة حول برامج الاسلحة". ووجه الصحافيون وابلاً من الاسئلة الى الناطق باسم رئيس الوزراء الذين ركزوا على الحذر في التعبير، الا انه تجنب الاجابة مباشرة "عن اسلحة دمار شامل"، وهو تعبير استخدم طوال اشهر في لندن، رافضاً في الوقت نفسه توضيح طبيعة "نتاج" برامج اسلحة الدمار الشامل الذي قد يتم العثور عليها. وقدم مقر رئاسة الحكومة البريطانية هذا التوضيح في اطار ما كشفته اخيراً "بي بي سي" التي اكدت الاربعاء ان مصادر رفيعة المستوى في الحكومة البريطانية باتت تعبر من الآن فصاعداً عن شكوكها في امكان العثور على اسلحة دمار شامل في العراق. واكد الصحافي اندرو مار من "بي بي سي" ان "اعضاء نافذين في الحكومة اعلنوا انهم ما عادوا يعتقدون بامكان العثور فعلاً على اسلحة دمار شامل فعلية في العراق". ولزيادة الشكوك، اعتبر وزير العلاقات مع البرلمان السابق روبن كوك ان على الحكومة تقديم ادلة على ان صدام حسين كان يملك اسلحة دمار شامل لتبرير الحرب. الى ذلك اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان امس ان باريس لن ترسل جيشها الى العراق الا اذا صدر قرار من الاممالمتحدة يحدد مهمته وتحت راية المنظمة الدولية. كما استبعد مصدر قريب الى الحكومة الالمانية مشاركة برلين بقوة عسكرية لاعادة اعمار العراق، مؤكداً ان الحكومة لم تتلق اي طلب اميركي رسمي في هذا الخصوص. وجاء التصريحان الفرنسي والالماني رداً على اعلان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اول من امس ان واشنطن لا تمانع بمشاركة فرنسا والمانيا في اعادة اعمار العراق.