أكد الرئيس الاميركي جورج بوش امكان اقرار السلام وميلاد دولة فلسطينية جديدة، مشيراً الى أن قمة شرم الشيخ العربية - الاميركية تمثل لحظة واعدة من أجل قضية السلام. وقال بوش في بيانه الذي ألقاه في ختام أعمال القمة امس إن تحقيق تلك الاهداف سيتطلب الشجاعة والرؤية المخلصة من كل طرف ومن كل قائد، مؤكداً التزام الولاياتالمتحدة والتزامه الشخصي بمساعدة جميع الاطراف في أن يصلوا الى القرارات الصعبة والبطولية التي ستؤدي الى السلام. وفي ما يأتي نص البيان الذي ألقاه بوش: "في البداية أوجه الشكر للرئيس حسني مبارك على حسن ضيافته ودعوته في هذا المكان الخلاب. إننا نجتمع في سيناء في لحظة واعدة من أجل قضية السلام في الشرق الاوسط، ونحن نشاهد امكان توحيد الجهود ضد الارهاب، ونرى امكان ميلاد دولة فلسطينية جديدة، وامكان انتشار السلام بين أوساط شعوب هذه المنطقة. إن تحقيق تلك الاهداف سيتطلب الشجاعة والرؤية المخلصة من كل طرف ومن كل قائد، ونحن نؤكد التزام الولاياتالمتحدة والتزامي الشخصي بمساعدة جميع الاطراف في أن يصلوا الى القرارات الصعبة والبطولية التي ستؤدي الى السلام. وأوجه الشكر للأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي والملك عبدالله الثاني عاهل الاردن والملك حمد بن عيسى عاهل البحرين ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس لانضمامهم الى القمة اليوم. كما أعبر عن شكري الخاص للرئيس مبارك، فالولاياتالمتحدة تثمن روابطها القوية مع مصر، باستضافته هذا التجمع الذي يواصل جهوده المخلصة في المنطقة. إن الرئيس الراحل أنور السادات كان قائداً للسلام، كما كان له البصيرة لرؤية الفرص والقلب الجريء لاغتنامها، وهذه الروح هي التي نحتاجها اليوم. في العام الماضي، في حزيران يونيو، اعلنت اقتراحاً عن دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب في سلام، كما ناشدت اسرائيل احترام حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الحق في العيش بكرامة وفي فلسطين حرة مسالمة. وانني دعوت الشعب الفلسطيني الى احتضان قيادته الجديدة التي تؤيد الاصلاح والديموقراطية ومكافحة الارهاب. ان السلام سيتطلب من الدول المجاورة التزاما نشطاً ودعماً وتأييداً كبيراً. في هذا الصباح اسعدني ان أقف مع قادة العالم العربي الملتزمين بهذه المبادئ، وان كل تقدم نحو السلام يتطلب رفضا للارهاب، وأعلن الزعماء اليوم رفضهم الثابت للارهاب بصرف النظر عن مبرراته أو دوافعه، كما التزموا بخطوات عملية واستخدموا كل الوسائل لقطع كل المساعدات بما فيها الاسلحة والتمويل لأية مجموعات ارهابية. إن القادة التزموا بمساعدة السلطات الفلسطينية في حربها ضد الارهاب. فالإرهاب يهدد الولاياتالمتحدة وايضاً الدول العربية وإسرائيل، كما يهدد إقامة الدولة الفلسطينية، وهناك ضرورة لمواجهته والحاق الهزيمة به. غداً سأذهب الى العقبة من أجل الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس لمناقشة مسؤوليات الاسرائيليين والفلسطينيين. واذا اوفى جميع الاطراف بالتزاماته فإن بالإمكان تحقيق تقدم سريع نحو دولة فلسطينية وإسرائيل آمنة وسلام عادل وشامل. اننا نسعى الى سلام حقيقي وليس مجرد فترة هدوء بين مزيد من الحروب ولكن مصالحة دائمة بين شعوب الشرق الأوسط. ونؤكد مرة اخرى التزامنا باستقلال العراق ووحدة اراضيه في ظل حكومة تمثل الشعب العراقي ونابعة من ارادته الحرة، وبحيث يعيش العراق في سلام ووئام مع جيرانه. وفي هذا الصدد فنحن نعتبر قرار مجلس الأمن رقم 1483 وسيلة مفيدة لتحقيق هذه الاهداف، واذ تواصل دول المنطقة جهودها المهمة لتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإننا نرحب بمبادرة الولاياتالمتحدة الاميركية الخاصة بخلق فرص اقتصادية جديدة امام جميع شعوب الشرق الاوسط. وسنستمر في العمل من دون هوادة نحو شرق اوسط خال من الشقاق والعنف يحيا في وئام بعيد عن خطر الارهاب واسلحة الدمار الشامل".