احتجزت السلطات الحكومية في كوريا الجنوبية أمس 1400 من عمال السكك الحديد المضربين عن العمل، اذ بدأ الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون اتباع اسلوب متشدد تجاه الاضرابات العمالية بعد الانتقادات التي تعرضت لها حكومته بأنها تساهلت بشكل كبير مع الاتحادات العمالية. وألقت الاضرابات العمالية المتوالية بظلالها على الاقتصاد الكوري، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وانعكس ذلك في البيانات التي اصدرتها الحكومة أول من أمس واظهرت تراجعاً في الناتج الصناعي للشهر الثاني على التوالي بسبب نزاع ادى الى حدوث اضراب من جانب سائقي الشاحنات في أيار مايو الماضي. وبدأ آلاف عدة من عمال السكك الحديد في كوريا الجنوبية اضراباً عاماً أمس في انحاء البلاد كافة مطالبين الحكومة بإلغاء خطط اعادة تنظيم شبكة السكك الحديد المملوكة للدولة. وقال وزير البناء والنقل تشوي جونغ تشان في مؤتمر صحافي ان "هذا الاضراب غير قانوني بشكل واضح في كل جوانبه ولايمكن تبريره". وقال مسؤول في وزارة البناء انه تم احتجاز 1400 من اعضاء اتحادات العمال المضربين بعد ان اقتحمت قوات شرطة مكافحة الشغب حرم احدى الجامعات في العاصمة سيول لفض احتجاج نظمه نحو ثلاثة آلاف عامل. وقالت السلطات ان نحو الفين من الاعضاء الاخرين في اتحاد عمال السكك الحديد نظموا مظاهرات في مدن اخرى. ويخشى العمال ان تؤدي خطة اعادة هيكلة شبكة السكك الحديد الى تقليص المزايا التي يتمتعون بها. ودعا رئيس الاتحاد الذي يضم 22 ألف شخص اعضاءه الى التجمع خارج الجمعية الوطنية في سيول لتنظيم احتجاج آخر أمس. وأظهرت الصور التي عرضها التلفزيون بعض العمال المحتجين وهم يفرون والبعض الآخر يتم اخذه بعيداً في الوقت الذي تقوم فيه قوات الشرطة بمحاولة تفريقهم. وتقول السلطات ان مئات عدة من العمال عادوا الآن لأعمالهم ولكن نصف قطارات السكك الحديد تقريباً تعطل عن العمل. وقال المسؤول في وزارة البناء: "تم نشر نحو 1300 من العمال البدلاء والجنود والطلاب للمساعدة في العودة الى العمل". وشهدت كوريا الجنوبية سلسلة من الاضرابات منذ تولي الرئيس روه مو هيون مهام منصبه قبل اربعة شهور وانتقد بعض المحللين رؤساء الشركات الحكومية لاتخاذهم سياسة متساهلة يقولون إنها تشجع على زيادة تشدد الاتحادات العمالية. ونظم مئات من عمال مترو الانفاق وبعض عمال السيارات في شركة "هيونداي" اضراباً في الاسبوع الماضي في الوقت الذي حصل فيه سائقو الشاحنات في اكبر المدن الساحلية في كوريا الجنوبية على زيادة في الرواتب بعد اضراب في أيار مايو.