تعرضت القوات الاميركية في الفلوجة لهجوم صاروخي شنّته المقاومة العراقية فجر امس. وأُصيب جندي اميركي بقذيفة في حي الأعظمية في بغداد. في غضون ذلك، ألقت القوات الاميركية القبض على عراقيين يشتبه بأنهما نفّذا الهجوم الذي تعرض له جنديان كانا يحرسان محطة وقود في الدورة جنوب العاصمة العراقية اول من امس وأسفر عن مقتل احدهما وجرح الآخر. وعلمت "الحياة" ان المعتقلين ضابطان سابقان في القوات الخاصة، ويخضعان الآن للتحقيق. الفلوجة - أ ف ب، رويترز - اكد ضابط اميركي امس ان المهاجمين اطلقوا قذائف صاروخية تستخدمها المقاومة على مبنى حكومي ومحطة كهرباء قريبة، خلال ليل الجمعة السبت، الا انه نفى تقارير افادت بوقوع قتلى اميركيين. وكان شهود اكدوا ان عدداً من الجنود اصيبوا بجروح. وقال السرجنت دنيس مولينا ان "قذيفتي ار بي جي أُطلقتا على مكتب حكومي الا انهما اخطأتا هدفهما ولم توقعا اصابات" مضيفاً ان القوات الاميركية ردت باطلاق قذائف "من بعد حوالى 400 متر خلف المبنى حيث نتمركز" واصيبت محطة كهرباء في هجوم متزامن مع الهجوم على المبنى بصاروخ ثالث، حسبما قال مولينا الذي اضاف ان القوات الاميركية فتشت المنطقة ولم تعثر على جثث ولم تعتقل احداً. وفي وقت مبكر صباح امس غادرت القوات الاميركية المنطقة المحيطة بمحطة الكهرباء وهي احدى المحطتين الرئيسيتين اللتين تمدان المدينة. وزاد مولينا ان القوات الاميركية فجّرت ذخيرة قبل ان تنسحب للحيولة دون سرقتها او استخدامها. وساد الهدوء شوارع الفلوجة امس وكانت حركة السير طبيعية في شوارعها. وجاء الهجوم في اعقاب هجمات بقذائف "ار بي جي" جنوببغداد الخميس قتل خلالها جندي اميركي وجرح اثنان آخران. وساد التوتر العاصمة بسبب بطء عودة الخدمات الاساسية حيث حذر الجنود السابقون في الجيش العراقي من انهم مستعدون لحمل السلاح ضد المحتلين الاميركيين اذا لم تتم تسوية قضيتهم بحلول الاثنين. ويطالب هؤلاء الحاكم الاميركي بول بريمر بدفع رواتبهم المستحقة منذ حل الجيش العراقي الشهر الماضي او اعادتهم الى وظائفهم. وقال احد المحتجين ويدعى تحسين علي حسين: "اذا لم يعثر الاميركيون بحلول منتصف نهار الاثنين على حل مناسب لوضعنا المأسوي سنحمل السلاح". وتحولت تظاهرة للجنود السابقين الى اشتباكات عنيفة الاربعاء عندما قتل الاميركيون اثنين من المتظاهرين. وقتل 16 جندياً اميركياً في هجمات تعرضوا لها منذ اعلان الرئيس جورج بوش انتهاء الحرب في الاول من ايار مايو الماضي. كما قتل ثلاثة جنود هذا الاسبوع احدهم بنار قناص والآخر في اشتباك والثالث في هجوم صاروخي. وكان الجنرال راي اوديرنو قائد فرقة المشاة الاميركية الرابعة اعلن ان الهجمات على قواته رد فعل على عمليات الدهم وليست مؤشراً الى تصاعد المعارضة الشعبية. واضاف: "اعتقد بأنهم يائسون. انهم يصبحون اقل تنظيماً باستمرار" مؤكداً على ان البعثيين يفتقرون الى القيادة والاسلحة والتنظيم لتشكيل تحد فعال للقوات الاميركية. وشارك جنود اميركيون في تأبين زميل لهم قتل في بغداد بعد ساعات من وقوع هجوم بالقنابل على عربتين عسكريتين. وحضر حوالى 100 جندي تأبين شون بانكي من الفرقة المدرعة الاولى الذي اصيب بطلقة قناص ظهر الاثنين الماضي. وبكى بعضهم وهو يتذكر القتيل 25 عاماً الذي وُضعت خوذته على فوهة سلاحه وحذاؤه اسفله، وسط ساتر رملي كشاهد حمل اسمه. واصبح الجنود الاميركيون متوتري الاعصاب بسبب الهجمات التي يتعرضون لها. وصرخ جندي في أحد شوارع بغداد المظلمة وهو يقيّد يدي سائق سيارة اجرة عثر معه على سلاح "اركع الآن. سأطلق النار على مؤخرتك اذا لم تخرج من السيارة". كانت هذه عبارات السرجنت اريك بيتي في وجه عراقي مسن اخذ يتعثّر وهو يخرج من سيارته المتهالكة ويومئ برأسه علامة الايجاب في ارتباك واضح.