وصف السيد صالح العرموطي، المحامي والقانوني الأردني وهو من القيادات الاسلامية في الاردن الشقيق ونقيب المحامين الاردنيين السابق، وصف محمد سعيد الصحاف، وزير الاعلام في النظام البائد، بالرمز العربي. وأن يعتقد الانسان وجهة نظر، امر ليس لأحد عليه سلطان. والاعتقاد بقدرة القيادة لدى شخص ما تتكون من جملة معطيات تترسخ في ذهن المرء ليخلص الى ان هذا الانسان قائد من خلال مواقف، او تاريخ مشهود له، او سيرة شخصية. ويبقى الامر محصوراً بالشخص الذي يعتقد بهذا وحده، فلا يستطيع ان يعممه او يفرضه على الغير قسراً. والاستاذ المحامي العرموطي من القيادات الاسلامية في الاردن. وهو، يقيناً، يعتز بقيم الاسلام وتعاليمه التي خالفها محمد سعيد الصحاف. فالرجل كان خالياً تماماً من افعال الخير، محباً لدنياه اكثر من آخرته، غير ملتزم بأي من التعاليم التي قررها الاسلام الحنيف، بل ومخالفاً لهذه التعاليم، وداعياً لعدم الالتزام بها جهاراً. ومن بين آخر ما قدمه مخالفاً لدينه هو اعتماده الكذب الصراح، وتأكيده اكاذيبه هي الحقيقة، ما اضر بسمعة الدين الاسلامي، وأضر بسمعة العراق. وقام بتمكين قوات التحالف من الدلالة على تجمعات العرب والذين حضروا الى العراق لشتى الذرائع والأسباب، فقسم منهم مدفوع بتلبية نداء الروابط الاخوية والدينية، وقسم آخر لغايات في نفس يعقوب. اذاً، لا يمكن ان يكون الصحاف رمزاً اسلامياً او عربياً لنا جميعاً. ومن حق السيد العرموطي ان يتخذه رمزاً شخصياً. والاستاذ المحامي العرموطي من القيادات القانونية في الاردن. ويعرف، يقيناً، اسس القانون وحقيقة القاعدة القانونية. ويعرف ان وسائل الاثبات المعتمدة محددة في السند الكتابي غير المطعون به بالتزوير، او في الشهادة او اليمين، سواء كانت الحاسمة او المتممة او ملحقاتها الاخرى. ولم تتوافر قرينة او وسيلة اثبات تشير الى كون محمد سعيد الصحاف يتميز بمميزات قيادة الامة او الرمز عن هذه الأمة. وتاريخ الرجل لا يشير الا الى كونه احد المتسلقين على الوظيفة العامة، وأحد اللاهثين وراء المنصب، وأحد الذين يتذللون للبقاء في مراكزهم التي لا قيمة لشخصهم من دونها. وبقاء المرء متحصناً بمركزه الوظيفي يدل بما لا يقبل الخلاف الى ان الرجل ليس له قيمة اجتماعية إلاّ بوظيفته. ولا اعتقد ان السيد العرموطي افتقد هذا حين ذهب عنه مركز نقيب المحامين. ولكن ليس للسيد الصحاف ادنى قيمة في مجتمعنا العراقي، وبين اهل مدينته الفراتية، سواء كان في المركز او خارجه. فلا يمكن ان يصير الصحاف رمزاً سياسياً ولا اعلامياً لنا. ولكن من حق السيد العرموطي ان يتخذه رمزاً ومثلاً لشخصه فقط. العراق - زهير كاظم عبود قاض