ضرورة انشاء أقسام متخصصة في العلوم النووية وتطبيقاتها السلمية في الجامعات المصرية والعربية وتدعيم البحوث السلمية التطبيقية في الفيزياء النووية وتوثيق أواصر الصلة بين الجهات البحثية المصرية والعربية والعالمية من أهم التوصيات التي خرج بها "المؤتمر الدولي للرياضيات والفيزياء وتطبيقاتهما في القرن الحادي والعشرين"، الذي نظمته هيئة الطاقة الذرية المصرية في القاهرة أخيراً. وناقش المؤتمر نحو مئة بحث في المجالات المختلفة للرياضيات والفيزياء النووية والجسيمية وفيزياء النجوم المستعرة والنجوم النيترونية ونشأة الكون، إضافة إلى علوم الليزر وتحليل العناصر وتطبيقاتها الصناعية والطبية. وطرحت في المؤتمر ابحاث عن ادخال التحاليل النووية في الكشف عن العناصر النادرة في الآثار والمقتنيات القديمة. واتخذ المؤتمر توصية خاصة بدعم هذه التحاليل وتطويرها. وتقول الدكتورة نجوى زهران، رئيسة شعبة العلوم النووية الأساسية، ان العالم كله يطور الأبحاث في تطبيقات الرياضيات والفيزياء النووية للأغراض السلمية التي تفيد خصوصاً في الفحصوص المرتبطة بالتحاليل المتعلقة بجسم الإنسان وخلاياه وكذلك اكتشاف العناصر التي تكون الآثار، حتى تعطي دقة تصل إلى جزء من الترليون من الغرام الواحد. وتوضح أنه بالطاقة النووية "نكشف الآن عن المعادن النادرة والثروات الموجودة في باطن الأرض وعلى سطحها ونحدد كمياتها وجدواها الاقتصادية". الكون سمفونية دائمة وسألت "الحياة" زهران عن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وعدم توقيع إسرائيل على هذه المعاهدة. واجابت ب "اننا عندما نتحد جميعاً في المنطقة العربية على مبدأ حظر انتشار هذه الأسلحة فإن إسرائيل لن تستطيع استخدام ما لديها". وعن تصورها للوضع في العراق في ما يخص الأسلحة الذرية، قالت: "في ظل الحصار الممتد منذ أكثر من أثني عشر عاماً لا توجد امكانات لانتاج مثل هذه الأسلحة. لا معامل ولا امكانات. وهذا ما يؤكده لنا الزملاء من العلماء العراقيون في مجال الطاقة الذرية". ومن النظريات العلمية الجديدة التي طرحت في المؤتمر نظرية طرحها العالم المصري الدكتور محمد صلاح الدين النشائي، وهو مرشح من عدد من الجامعات الألمانية لنيل جائزة نوبل، وتتعلق بالطاقة في الكون. ويقول النشائي مبسطاً نظريته، ان الالكترون وزنه 511 وميغا إلكترون فولت، فلماذا مثلاً هذا الوزن بالتحديد. إن نظريته تتعلق بالبحث وأصل النظرية أن الكون عبارة عن سيمفونية تتردد وتتحرك وتهتز إلى ما لا نهاية له حتى نصل إلى حبات من زمان المكان، إن ذرات زمان المكان تتصل بنوع من التردد يسبب موجة تردد أو عدداً من الذبذبات في وحدة من الزمن، فنحن نغمات خلقها الله. والكون في وضعه الحالي على رغم كل التدبير الذي يسببه الإنسان أو ما يتعرض له من كوارث طبيعية لا يوجد أبدع منه، وكل عذاب له معنى دقيق لا بد من أن نتقبله برضا. وطرح النشائي فكرة عن تجاوز الفجوة العلمية، بين العرب والعالم، في مجال استخدامات الطاقة النووية. وتقوم فكرته على بناء مركز علمي واحد متميز قابل للتمويل الواقعي. ويؤمن اجواء العمل العلمي للباحثين بعيداً عن المعوقات الاجتماعية. ويطرح فكرة إنشاء جامعة على غرار جامعة "باتريس لومومبا" في موسكو. "تستطيع البلاد العربية أن تجتمع وتبني جامعة في بلد متقدم صديق للعرب، يذهب إليه طلابنا وباحثونا المتميزون في مناخ علمي يطورون فيه أبحاثاً تخدم المنطقة كلها".