وافق سفراء حلف شمال الأطلسي بالاجماع أمس على طلب بولندي لدعم قواتها لوجيستياً في "المنطقة الأمنية" التي ستشرف عليها في العراق. وتستعد الحكومة اليابانية في طرح مشروع قرار على البرلمان يتيح لها ارسال قوات إلى بغداد. وقال الأمين العام للأطلسي جورج روبرتسون إن مجلس سفراء الأطلسي: "قرر بالاجماع تقديم الدعم اللوجستي لبولندا". وأحدثت الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق انقساماً داخل الحلف، لكن الدول الأعضاء حريصة على رأب الصدع. وعرضت واشنطن على بولندا قيادة قوة متعددة الجنسية قوامها سبعة آلاف جندي لإقرار النظام في الجزء الواقع بين بغداد والبصرة، مكافأة لها على مساندتها الحملة التي أطاحت نظام صدام حسين. واقترحت بولندا، التي تدرك الحساسيات السياسية المتعلقة بالعراق، أن يلعب الحلف دوراً مسانداً بدلاً من أن يكون له وجود واضح. وتضمن طلب وارسو أن تكون مشاركة الحلف في العراق على غرار دعمه القوة الأمنية الدولية في أفغانستان. ويقدم الحلف الخطط ومعلومات الاستخبارات والإمداد والتموين لألمانيا وهولندا اللتين تقودان القوة حالياً. ووافق الحلف على أن يتولى قيادة العمليات في أفغانستان اعتباراً من منتصف آب اغسطس المقبل. وقد تحجم فرنسا، التي عارضت الحملة العسكرية على العراق بشدة، عن السماح للحلف بدور بارز في العراق من دون تفويض جديد من مجلس الأمن. إلى ذلك قال ناطق باسم الحكومة اليابانية أمس إنها تفكر في طرح مشروع قرار يسمح لها بارسال قوات إلى العراق. إلا أن كبير أمناء الحكومة ياسو فوكودا قال إنه من المبكر اعطاء تفاصيل عن المشروع. وأضاف في مؤتمر صحافي: "سنتخذ قراراً بعد دراسة أمور مثل الوضع الحالي في العراق وموقف الأممالمتحدة. نحن في مرحلة دراسة الوضع وليس لدي شيء محدد أقوله". وجاءت تصريحات فوكودا رداً على أنباء صحافية ذكرت ان الحكومة قررت طرح مشروع قرار في الجلسة الحالية للبرلمان للسماح بارسال قوات إلى العراق. ونقلت صحيفة "يوميوري شيمبون"، الواسعة الانتشار، عن مصادر حكومية قولها إنه بموجب مشروع القرار سيتم السماح للقوات اليابانية بالمشاركة في إزالة أسلحة الدمار الشامل ونقل الأغذية والأدوية والعلاج الطبي وترميم المباني المدمرة. وأضافت الصحيفة ان مشروع القرار سيركز على السماح للقوات اليابانية بتوفير الدعم اللوجستي للقوات الأميركية والبريطانية "للحفاظ على النظام في البلاد". وأوضحت ان رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي سيوضح نيات الحكومة في اجتماع مع الرئيس جورج بوش في مزرعته في تكساس خلال المحادثات التي ستجري بينهما غداً. لكن فوكودا قال إنه يشك في أن تتم مناقشة هذه المسألة خلال تلك المحادثات. ولمح إلى انه يعتقد ان الجيش الياباني يستطيع المساهمة في اعادة اعمار العراق في ظل القوانين الموجودة. وأضاف: "أعتقد بأن هناك بعض المجالات" التي يمكن فيها استخدام الجيش الياباني، "نريد أن نفعل ما في وسعنا". وتسعى طوكيو منذ فترة الى لعب دور في عملية إعادة إعمار العراق بعدما وجهت انتقادات شديدة الى الزعماء اليابانيين لمساهمتهم بحوالي 13 بليون دولار في حرب الخليج عام 1991 من دون احراز مكاسب سياسية.