يحاول المهاجر العائد، بعد سنوات طويلة من الاغتراب، اختبار قدرته على استخدام اللغة العربية الأم اثناء محادثة الأهل والأقارب والأصحاب. ولهم الخيار في ان يرضوا اولاً بما يمكن لهذا "الزائر" ان يصوغه من جمل تكسرت فيها جميع القواعد اللغوية، وأحياناً كثيرة المنطقية، مع محاولات بائسة لربط محتواها او "انزالها" على الموضوع الجاري الحديث عنه. سخرية هذا الواقع تتحول الى مشكلة حقيقية اذا اتضح انها تواجه معظم ابناء الجاليات العربية، لا سيما الجيل الثاني ممن ولد وتربى في دول الاغتراب، فتغربت عنه لغته العربية في شكل كلي. غير ان الفرصة متاحة حالياً لمن يرغب في اتقان اللغة العربية من خلال موقع الاكاديمية العربية الذي نجح في استقطاب قسم كبير من هؤلاء، الى جانب عدد كبير من المسلمين الاجانب وكذلك معظم المهتمين بشؤون الشرق الاوسط من اصحاب الشهادات العليا ورجال الاعمال والصحافيين... وربما حالياً بعض الجنود او القيادات العسكرية. يوفر الموقع امكان تعلم اللغة العربية للمتحدثين باللغة الانكليزية او الفرنسية او الالمانية او التركية او الماليزية او الروسية، لدرجة اجادتها والحصول على شهادات اكاديمية مصدقة، الى جانب علوم القرآن والفقه. اكثر من 2500 طالب درسوا في الاكاديمية العربية منذ اطلاقها في ايلول سبتمبر 2000، وأكثر من 2000 طالب تقدموا الى اختبار الدخول ليتم تسجيلهم. ولا تختلف الاكاديمية العربية كموقع على الشبكة عن اي مؤسسة تربوية اخرى في جديتها والتزامها بأصول التعليم وقواعده وشروط الامتحانات لمنح الشهادات بعدها لمن يستحقها. وهي تشبه الى حد كبير المعاهد الخاصة من حيث التكاليف وطريقة الدفع بالأقساط Credit، وبالدولار. تشمل الاكاديمية ثلاثة فروع رئىسة تختصر مناهج التعليم ومستويات البرامج المختلفة، حيث يمكن الاولاد او المبتدئين، الافادة منها كما الراشدين وأصحاب الاختصاصات. الفرع الاول يمثل مدرسة تحوي بدورها ثلاثة برامج: برنامج المدرسة الاسلامية لمن يرغب بالانضمام في سن مبكرة لتعلم اللغة العربية من دون اي معرفة مسبقة بها، وهو برنامج شامل لسنوات الروضة وصولاً حتى الثانوي. Arab Islamic اما برنامج المرحلة الثانوية الذي يمتد 4 سنوات، فهو مخصص لطلاب هذه المرحلة ممن يرغبون في تعلم اللغة العربية الفصحى كلغة ثانية. ويخصص برنامج المدرسة العربية لمن يتقنون اللغة العربية ويودون تعلم الفقه الاسلامي، ويستمر 12 سنة. يشمل الفرع الثاني في الاكاديمية العربية الجامعة التي تفتح ابوابها للأفراد الراشدين في شكل منفرد او من خلال مؤسساتهم التعليمية او المهنية التي تهتم بتعليم موظفيها اللغة العربية الفصحى وتعاليم القرآن او الحديث او الصراط. ويتم التركيز في الجامعة على مشاركة الطلاب وتواصلهم مع رفاقهم وأساتذتهم من خلال اللائحة المعدة للرسائل البريدية. ويفترض، خلال المحاضرة الواحدة، ان يرسل كل طالب رسالتين بريديتين تظهران مدى استيعابه ورأيه وخبرته في مواضيع البحث. وتمثل المكتبة التابعة للاكاديمية مركزاً للأبحاث تفيد منه المؤسسات في تبادل المعلومات والابحاث. كما تسمح للأساتذة بارسال طلابهم الى مختبر المعلوماتية الخاص بها للافادة منها تبعاً لحاجاتهم ومستوياتهم المختلفة، فهي تشكل الحل الافضل للصفوف التي تحتوي طلاباً من مختلف المستويات. يعرف الموقع عن محتواه في شكل اكاديمي يتناسب مع نهجه وأسلوبه التعليمي، ويستخدم في صفحته الرئىسة حرف العين بحجم لافت، للاشارة الى اللغة العربية. ويوازي سهولة التنقل بين صفحات الموقع وضوح شروط الانتساب ودقتها ومناهج التعليم. يبقى فقط ان يتوافر صاحب النية او الرغبة في الانضمام الى لغة الضاد.