خرج اتفاق الدوري اللبناني - السوري المشترك لكرة السلة من مخاض الساعات الأخيرة، وأبرم بالأحرف الأولى اول من امس في دمشق بتغطية ودعم سياسيين من مسؤولي البلدين، ليؤسس للمسابقة المزمع المباشرة بها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وتضم الفرق الأربعة الأولى في البلدين وهي الحكمة والشانفيل والرياضي والأنترانيك من لبنان، والوحدة والجيش والاتحاد والجلاء من سورية، وستجرى المباريات ذهاباً وإياباً فضلاً عن لقاءات المربع الذهبي النهائي، بمعدل مباراة في الأسبوع وسيصل عددها الى 68 مباراة. وجاء الاتفاق من ضمن اتفاقية التعاون بين البلدين، وستكون البطولة بمثابة بديل في لبنان لمسابقة "السوبرليغ" التي نودي بها على ان تضم فرقاً محترفة. وفي الجانب الدعائي للبطولة الجديدة اسست الشركة العربية لكرة السلة وهي مؤلفة من "مجموعة انطوان شويري" و"وورلد سبورت غروب" التي تعنى اساساً برعاية انشطة الاتحادين الآسيويين لكرة القدم وكرة السلة. وتبلغ موازنة الشركة الجديدة مليون و700 ألف دولار في السنة الأولى، وقدّرت عائدات كل ناد ب150 ألف دولار كحدٍ ادنى، وقد تصل الى نحو 350 ألفاً بالنسبة الى حامل اللقب، فضلاً عن نحو 40 ألف دولار ستمنح لكل من الاتحادين اللبناني والسوري. ولفت الشويري الى ان حصة مجموعته من ارباح البطولة سيعاد توزيعها على الأندية، وكشف ل"الحياة" ان المكافآت المالية يتوقع ان تبلغ مليون دولار في السنة الرابعة من البطولة، و"قد تستقطب لاحقاً اكثر من 12 نادياً من البلدان المجاورة". وأوضح مسؤول الشرق الأوسط في "وورلد سبورتس غروب" بيار كيخيا ان الخطوة اللاحقة ستشمل الأندية المصرية وبعدها الأردنية، وهناك صياغة لبطولة مماثلة في منطقة الخليج، علماً ان الهدف الأساس ايجاد دوري عربي محترف يشبه الدوري الأميركي للمحترفين. وأكد مسؤولو الجانبين ان الخطوة التي ابرمت لا تتعارض مطلقاً مع انظمة الاتحادين العربي والآسيوي، وتنفيذها لا يلغي البتة المشاركة في النشاطات العربية والآسيوية كما اوضح ل"الحياة" رئيس الاتحاد اللبناني جان همام الذي سيكون المنسق العام للبطولة، ورئيساً للجنة تضم عضوين من كل من الاتحادين اللبناني والسوري، واحد من كل طرف غير قابل للاستبدال، والمرشحان لهذين المنصبين هما نذير قمحة من سورية والعقيد الركن محمود ديب نائب رئيس الاتحاد اللبناني، وسيتولى قيادة المباريات حكام اجانب. وينتظر ان يلتقي همام مع نظيره السوري الدكتور ممتاز ملص قبل نهاية الأسبوع الحالي لبدء البحث في تفاصيل الاتفاق من ناحية وضع آلية التنفيذ وتشكيل اللجان المعاونة، واللوائح الفنية وعدد الأجانب في كل فريق، إذ ان نظام بطولة لبنان يسمح بتسجيل ثلاثة اجانب ومشاركة اثنين، ونظام بطولة سورية يسمح بتسجيل اثنين ومشاركة واحد. وكان الدكتور ملص تمنى عدم الاستعجال في التوقيع في الأسبوع الماضي، فأجّل الموعد ورفع المشروع الى الاتحاد الرياضي العام، ووصلت المناقشات الى حد اعلانه الرغبة في الاستقالة، حتى ان البعض فوجئ حين اعلن انه سيوقع عن الجانب السوري وقال ل"الحياة": "ان التوقيع تم الآن بالأحرف الأولى، وهذا لا يمنع المناقشة والحوار وصولاً الى الانسجام الكامل بين افكار الطرفين". وأكد انه كان يتمنى ان تصاغ اللوائح والجوانب التفصيلية كلها قبل التوقيع "تحاشياً لأي خلاف مستقبلي"، واستدرك مضيفاً "سنصل الى الصياغة المناسبة". ولفت همام الى ان المشروع يتخطى الركود الذي يمكن ان يصيب اللعبة في لبنان ويجمّدها في سورية "في حال لم نفكّر في خطوات تفعيلية". وتمنى المدير الفني في نادي الوحدة صفوان نظام الدين "ان يقدر الجمهمور في البلدين قيمة هذا الحدث ومعناه ويكون على قدر المسؤولية". وأكد اللاعبان فادي الخطيب ووليد دمياطي ان هذه البطولة "ستدفع باللعبة في البلدين نحو خطوات غير مسبوقة، وتولّد روحاً جديدة ومنافسة على الوصول الى المراتب الاربع الاولى لبلوغ مصاف هذه البطولة، وبالتالي سيتطور المستوى، فتتوسع القاعدة وهذا هو الاهم، فضلاً عن انعاش صناديق الاندية" يذكر ان رئيس اللجنة التنفيذية الموقتة للاتحاد العربي طرح منذ اشهر اقامة بطولة الأندية العربية سنوياً في نظام المجموعات في مناطق جغرافية محددة، وفي ضوء نتائجها يتأهل الاوائل لخوض الدور النهائي... وكانت هناك طروحات سابقة عن دوري لبناني - سوري - اردني مشترك في المرحلة الأولى، يقابله نشاط مماثل في دول الخليج العربي، فضلاً عن مشاريع دوري آسيوي من مجموعتين واحدة في شرق القارة وأخرى في غربها طرحت في العامين 1999 و2000، وفي موجبها تخوض الفرق الأربعة الأوائل لاحقاً المنافسة ذهاباً وإياباً، لكن عراقيل اعلانية واعتبارات اخرى جمّدتها.