استخدمت وزارة الدفاع الاميركية خلال الحرب على العراق وسائل تكنولوجية متطورة مثل الرادارات الرقمية لم يسبق استعمالها، ما اتاح لهذه القوات تنفيذ مهمات قتالية كانت تعتبر في عداد المستحيلات في الماضي. ففيما كانت العواصف الرملية في بداية الحرب تحدّ من الرؤية وتعيق عمل الوحدات العسكرية الاميركية على الارض وتمنع افرادها من رؤية بعضهم بعضاً، كانت قاذفات "بي 52" تحلّق فوق الرمال الكثيفة وتضرب اهدافها بدقة فائقة مستعينة بأجهزة رادار حديثة تلتقط صوراً تبثها طائرات اميركية اخرى. ونقلت "نيويورك تايمز" عن خبراء عسكريين ان الرادارات الرقمية "غلوبال هوك" هي ابرز ما شهدته الحرب على العراق والاكثر تطوراً من بين الاسلحة والمعدات التي تسلمها الجنود الاميركيون. وهي نسخة معدّلة واكثر تطوراً من الرادارات المستعملة في طائرات الاستطلاع "بريداتور" التي استعملت في حرب افغانستان. وبفضل هذه الرادارات اصبحت قمرات الدبابات على الارض على اتصال بقمرات الطائرات وقادرة على توجيهها. كما اعطت هذه الرادارات أطقم الدبابات قدرة على رؤية الاهداف امامها من دون عناء وبكل ضوح. وابرز حلقة في اجهزة الرادار الرقمية الجديدة هي الاجهزة التي تحملها طائرات الاستطلاع بلا طيار التي عملت بنجاح كبير فوق العراق. وكان الجيش الاميركي اجرى اختبارات عدة على هذا النوع من الرادارات في الحرب على افغانستان اخيراً، وتم توظيفها بشكل واسع في الحرب الحالية. يشار الى ان طائرات الاستطلاع تحلّق عادة على ارتفاع 60 ألف قدم فوق ساحة المعركة وتستطيع عدساتها التقاط تحركات قوات الطرف الآخر بوضوح شديد. ونقل عن القادة العسكريين ان طائرات الاستطلاع بلا طيار حلّقت فوق العراق وغطت معظم ارجائه، من ام قصر في الجنوب حتى اربيل في الشمال، وزودت الطائرات المقاتلة والقاذفات معلومات سريعة عن الاهداف التي كان ينبغي ضربها، على نحو لم يكن متوافراً في الحروب الاخرى. كما ساعدت اجهزتها الحديثة على توجيه القنابل التي تلقيها القاذفات على أهدافها. مع ذلك، قالت "نيويورك تايمز" ان "غلوبال هوك" اوقع القوات الاميركية في مطبّات عدة وجعلها تضرب خطأ اهداف صديقة ضمن القوات الاميركية او البريطانية المشاركة في الحرب، مشيرة الى ان القصف الذي استهدف قافلة للقوات الخاصة والبيشمركة الكردية في شمال العراق صباح أول من أمس من الأخطاء التي يمكن لجهاز الرادار الحديث ان يرتكبه. وقالت ان التحقيق ما زال جارياً حتى الآن لمعرفة ما اذا كان اسقاط طائرتين اميركيتين بصواريخ "باتريوت" اميركية نتج عن خطأ مصدره "غلوبال هوك". لكن في المقابل كانت هذه الرادارات عاملاً اساسياً في الضربات التي تلقتها مواقع القيادة العراقية في بغداد وغيرها بالصواريخ البعيدة المدى. يشار الى ان القوات البريطانية اختبرت في الحرب على العراق صاروخ "كروز" جديداً من انتاج بريطاني فرنسي يبلغ مداه 150 ميلاً وقامت بإطلاقه طائرات "تورنادو" تابعة لسلاح الجو البريطاني.