أكد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان بلاده لم تتسلم "خريطة الطريق"، مشدداً على ان هذه الخريطة يجب ان تتضمن موقع سورية ولبنان فيها. ونفى ان يكون الرئيس بشار الأسد حمّل عضو الكونغرس الاميركي توم لانتوس "رسالة محددة" الى الاسرائيليين تتعلق باستئناف عملية السلام، مؤكدا "ان موقف سورية من السلام العادل والشامل لا يحتاج الى رسالة محددة وانما رسالة عامة تبعثها سورية الى كل العالم لتأكيد خيارها في السلام". وجاء موقف الشرع في مؤتمر صحافي عقده أمس مع وزير الخارجية التركي عبدالله غل بعد اجتماعه مع الرئيس الاسد في لقاء تناول الأوضاع في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام. واعلن الشرع ان الأسد سيزور تركيا قبل نهاية العام الجاري. وقال ان هذه "الزيارة التاريخية"، وهي اول زيارة لرئيس سوري الى تركيا منذ اكثر من نصف قرن، تندرج في إطار تطوير العلاقات بين البلدين. أما غُل فوصفها بأنها "فرصة تاريخية لإحداث تغيير مهم في مجرى العلاقات التركية - السورية والعربية". ورداً على سؤال عن تصريح عضو الكونغرس الاميركي توم لانتوس في اسرائيل بأنه حمل رسالة من الأسد الى الحكومة الاسرئيلية، قال الشرع ان المسؤولين السوريين يُبلغون عموماً الوفود الاوروبية والاجنبية "ان سورية مع السلام العادل والشامل الذي يعيد الاراضي المحتلة الى اصحابها الشرعيين ويحقق الامن والاستقرار". واضاف: "هذا الموقف لا يحتاج الى رسالة محددة وإنما رسالة عامة تبعثها سورية الى كل العالم لتأكيد خيارها في السلام". وعلّق الشرع على سؤال وُجّه الى غل عن موقف تركيا من التهديدات الأميركية لسورية، قائلاً: "نحن لا نعير هذه التهديدات اهتماماً اولياً، وسورية ليست من مؤيدي طرح هذه التهديدات على كل زائر لمعرفة وجهة نظر بلادهم لأن كل العالم وتشريعات الاممالمتحدة ترفض هذه التهديدات ولا يحتاج الامر الى تأكيد لا من تركيا ولا فرنسا ولا روسيا". وجدد الشرع موقف بلاده من دعم وحدة الاراضي العراقية وسلامتها، محمّلاً القوات الأميركية والبريطانية مسؤولية خاصة في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق لأنها "قوات احتلال" بموجب مبادىء القانون الدولي. وقال ان الولاياتالمتحدة "تتحمل في شكل أساسي مسؤولية ما يجري في الساحة العراقية الآن". وبعد اشارته الى المصاعب أمام تشكيل حكومة مدنية في العراق، اكد الشرع ان هناك "مطلباً اساسياً للشعب العراقي هو اقامة حكومة منتخبة من قبله وبكافة فئاته. ومن الطبيعي انه يصعب تحقيق هذا الهدف بوجود قوات احتلال. ولذلك فإن تشكيل ادارة موقتة أمر طبيعي لفترة محدودة، لكن هذه المحاولة تواجه صعوبات كبيرة من داخل العراق وخارجه". واضاف: "الوضع صعب جداً في العراق وما يهمنا في سورية صيانة وحدة العراق ارضاً وشعباً وان يتمكن الشعب العراقي من اختيار حكومته العراقية بارادة مستقلة". وقال غل: "نمر بمرحلة مهمة جداً. ان ترسيخ الأمن والاستقرار سيعود بالمصلحة للمنطقة. لقد تعبت المنطقة من الحروب والمشاكل والصراعات، وكانت هناك جهود ومساع كثيرة لكنها كلها ذهبت ادراج الرياح. وعلينا الآن ان نطور ونوثق علاقات الصداقة والود ونوفر المناخ اللازم. وعلينا تطوير العلاقات التجارية وتشجيع الاستثمارات، فسورية بوابة تركيا الى العالم العربي وتركيا جسر عبور الى بلاد القوقاز وروسيا واوروبا بالنسبة الى سورية". وعبر غل عن ترحيب بلاده بتخفيف حدة التوتر في العلاقات السورية - الاميركية، مشيراً الى استعداد تركيا للمساهمة في هذا الموضوع. واكد اهتمام تركيا بالحكومة المدنية التي ستُشكّل في العراق، قائلاً "اننا نرغب ان تكون هناك حكومة مدنية تضم كافة الشرائح والفئات العراقية ذات بنية واسعة تعمل وفق آلية ديموقراطية. ووفقاً لهذه الآلية يجب على اكراد شمال العراق ان ينضموا اليها ويعملوا من خلالها"، مؤكداً "ان بقاء ميليشيات كردية مسلحة في شمال العراق لن يكون مقبولاً في ظل وجود حكومة مركزية ولن يكون هناك من داع لوجود مثل هذه الميليشيات".