الحارثي في ذمة الله    رائد التحدي يسقط العروبة    انترميلان يقسو على هيلاس فيرونا بخماسية في شوط    موعد مباراة النصر مع الغرافة في دوري أبطال آسيا للنخبة    ضبط شخص في الجوف لترويجه (3.6) كجم «حشيش»    الدرعية في شتاء السعودية 2024: تاريخ أصيل يُروى.. وحاضر جميل يُرى    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    اتحاد الغرف يعلن تشكيل أول لجنة من نوعها لقطاع الطاقة والبتروكيماويات    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    وزير الثقافة يلتقي مبتعثي برنامج أسس صناعة المانجا في اليابان    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    ضيوف برنامج خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    التحقيق مع مخرج مصري متهم بسرقة مجوهرات زوجة الفنان خالد يوسف    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الخليج يواجه الشارقة الإماراتي .. وعينه على اللقب الثاني في "آسيوية اليد"    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    المؤتمر للتوائم الملتصقة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلنة تدمير فرقة "بغداد"... ومخاوف من اسلحة كيماوية داخل "الخط الاحمر". القوات الاميركية تعلن عبور الكوت ومحاصرة كربلاء ودخول النجف
نشر في الحياة يوم 03 - 04 - 2003

اختتمت قوات "التحالف" اسبوعها الثاني من الحرب على العراق بتحقيق خرق ميداني واسع في طريقها لحصار بغداد. ونجحت القوات الاميركية بتجاوز نهري دجلة والفرات بعد تجاوز الدفاعات العراقية في مدينة الكوت جنوب شرقي العاصمة، وكربلاء التي حوصرت جنوب غرب، وأصبحت القوات الاميركية على مسافة 30 كيلومتراً من بغداد. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان قوات التحالف دخلت ايضاً مدينة النجف حيث لاقت ترحيباً.
وأعلنت القيادة المركزية للقوات الاميركية انها دمرت مستخدمة القاذفات الجوية فرقة "بغداد" التابعة للحرس الجمهوري قرب الكوت، الأمر الذي نفته بغداد. وقال المسؤول الثاني في هيئة الأركان الاميركية الجنرال بيتر بايس ان قوات "التحالف" تدمر فرقاً عراقية اخرى في محيط بغداد. وهاجمت، الى فرقة "بغداد"، فرق "المدينة" و"نبوخذ نصر"، و"عدنان"، وأنزلت فيها خسائر فادحة يتجاوز خمسين في المئة من قدراتها. واستخدمت في القصف قنابل عنقودية من نوع "سي بي يو - 105" ضد الدبابات وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها، ويبلغ زنة القنبلة 454 كيلوغراماً، وتنشر لحظة انفجارها عدداً أصغر من القنابل تستهدف المدرعات.
ومع اقترابها السريع من العاصمة بغداد وتضييقها الخناق على الرئيس صدام حسين حسين، أعلنت القيادة الاميركية ان "الخنجر مصوب الى قلب النظام وسيبقى كذلك حتى يتم القضاء عليه".
وتتخوف القوات الاميركية من لجوء القوات العراقية الى استخدام أسلحة كيماوية بعدما أصبحت قوات التحالف داخل "الخطوط الحمر" العراقية في محيط العاصمة.
وفي غياب احصاء دقيق لعدد الضحايا. أعلنت القوات الاميركية، انها اسرت اكثر من 4500 جندي عراقي في مخيمات أقامها التحالف.
وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف نفى من جهته تقدم القوات الاميركية، وأكد ان الجيش العراقي صد محاولات عبور دجلة والفرات ودحر القوات التي حاولت اقتحام النجف. ورد على اتهام الاميركيين الجنود العراقيين باطلاق النار من داخل ضريح الإمام علي في النجف بالقول ان التحالف يستهدف المساجد والأضرحة في كربلاء والنجف.
وفي لندن اعتبر قائد القوات البريطانية في الخليج المارشال براين بريدج ان الحرب دخلت "مرحلة حاسمة"، إلا انه قال ان اطاحة صدام حسين ستستغرق وقتاً.
أعلن مصدر عسكري أميركي ان قوات أميركية في طليعة وحدات زاحفة صوب بغداد من الجنوب الغربي أصبحت على بعد 30 كيلومتراً فقط عن المشارف الجنوبية للعاصمة العراقية. وقال المصدر ان وحدات متقدمة آتية من الجنوب الشرقي بطول وادي نهر دجلة أصبحت على مبعدة 40 كيلومتراً فقط، لتضييق الحصار على الرئيس صدام حسين.
واعلنت القيادة الاميركية تدمير الوحدات الاميركية فرقة "بغداد" التابعة للحرس الجمهوري المتمركزة في منطقة الكوت 150 كلم جنوب شرقي بغداد، الامر الذي نفته بغداد. وأعلن الناطق باسم القيادة المركزية ل"التحالف" في قطر الجنرال فنسنت بروكس ان "الفرقة الاولى من المارينز هاجمت "فرقة بغداد" قرب مدينة الكوت وعبرت نهر دجلة". وقال: "تم تدمير الفرقة".
وقال ان "الخنجر مصوب الى قلب النظام وسيبقى كذلك حتى يتم القضاء عليه".
لكن الجنرال الاميركي رفض اعطاء توضيحات عملاتية حول سير هذا الهجوم الذي سجل اختراقاً للقوات الاميركية في اتجاه بغداد. ولفت الى ان "النظام سيرغب في تنظيم دفاع عن بغداد، وسيرغب في اجتذابنا" الى العاصمة. وأضاف: "اعتقد بأننا ما زلنا نملك هامشاً كبيراً من المناورة".
وقال قائد أميركي ان بعض القوات الاميركية عبرت "خطاً أحمر" حول بغداد من المعتقد أن تجاوزه قد يدفع القوات العراقية لشن هجوم كيماوي. وأوضح بروكس: "لدينا قوات عبرت بالفعل تلك الخطوط الحمر. وسنكون مستعدين... هذا يجعلنا نتخذ أوضاعاً وقائية لحماية قواتنا مع اقترابها من هذه المنطقة لكنه لن يوقفنا".
معركة الكوت
وأكد ضابط اميركي كبير في المنطقة ان "مشاة البحرية الاميركية" مارينز عبروا نهر دجلة قرب الكوت. وقال الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "الدفع الاخير نحو بغداد جار الآن". وأضاف ان "فرقة بغداد فقدت أهميتها. والفرقتان الثالثة والرابعة في الجيش العراقي باتتا في قبضة اليد". وقال ان الجنود العراقيين لا يبدون مقاومة ويفرون امام تقدم القوات الاميركية.
وقال ضابط رفيع في "المارينز" ان مشاة البحرية سيطرت على معبر رئيسي فوق نهر دجلة وسيطرت على الطريق السريعي الرئيس من الكوت الى بغداد. ومضى الضابط يقول: "هذا هو آخر جسر رئيسي نحتاجه" في التقدم صوب بغداد "هذه هي الخطة وهي ناجحة".
لكن ناطقاً عسكرياً عراقياً نفى تدمير فرقة "بغداد". وقال: "لا اساس لهذه الادعاءات من الصحة وما هي سوى جزء من حملة معادية"، مضيفاً "بل على العكس الفرقة متماسكة وبمعنويات عالية وهي جاهزة لملاقاة العدو وتدميره ولم تتكبد اي خسائر".
عبور كربلاء
وتتمركز وحدات متقدمة من فرقة المشاة الاميركية الميكانيكية الثالثة على بعد 30 ميلاً 45 كيلومتراً عن وسط بغداد بعد زحفها عبر كربلاء في اتجاه الشمال ليل أول من أمس. ونقل تلفزيون "سكاي" عن مراسله الذي يرافق القوات الأميركية المتقدمة قوله: "تقدمنا تقدماً سريعاً في شكل غير عادي".
واحتلت وحدات من الفرقة الاميركية الثالثة مشاة رقعة من الارض على الضفة الشرقية للنهر.
وكان الجيش الاميركي واصل زحفه الى بغداد بالالتفاف صباحاً حول مدينة كربلاء حيث العتبات الشيعية الواقعة على بعد 80 كلم الى جنوب العاصمة العراقية. وقام بتأمين كل مخارجها الرئيسية في مواجهة مقاومة عراقية ضعيفة. وكان قادة فرقة المشاة الاميركية الثالثة توقعوا معركة تستمر طوال النهار للاستيلاء على محيط المدينة، لكن العملية اكتملت في غضون ثلاث ساعات.
واعلن الكولونيل ويل غريمسلي قائد اللواء الاول في الفرقة الثالثة للمشاة الاميركية ان جنوده فتحوا طريقاً يبلغ عرضه نحو ستة كيلومترات بين كربلاء وبحيرة الرزازة الواقعة غرباً ولم يلقوا سوى مقاومة "غير منظمة". ولكن الكولونيل لم يوضح اذا شارك جنود الحرس الجمهوري في المعارك ام لا.
وكان الجيش الاميركي يخشى من ان يكون عناصر الحرس الجمهوري نصبوا كميناً في المنطقة، لكن الكولونيل غريمسلي اكد "اننا لا نشعر بقلق كبير ونحن الآن في الممر".
وفيما كانت القافلة الاميركية تتقدم نحو الشمال شوهد ما لا يقل عن عشرة أسرى عراقيين على حافة الطريق تحت حراسة جنود اميركيين.
وكانت القوات الاميركية تطلق قذائف من قاذفات صواريخ على أهداف داخل كربلاء وحولها لدعم زحفها في الشريط الضيق الصحراوي بين المدينة والبحيرة. وتعين على جنود الطليعة الاميركيين الذين يرتدون البزات الواقية من الاسلحة الكيماوية منذ دخولهم الى العراق، ان يرتدوا ايضاً أحذية واقية قبل الدخول في الممر وهو ما يدل على ان الجيش يفرض اجراءات حمائية معززة كلما اقتربت قواته من بغداد.
وشنت قوات المشاة الاميركية هجومها على المدينة في حوالى الثالثة صباحاً 2300 من ليل الثلثاء توقيت غرينتش مدعومة بطائرات حربية ومروحيات هجومية من طراز "أباتشي" وقصف مدفعي عنيف. وقبل الهجوم قال ضباط اميركيون ان لواء عراقياً كاملاً يتألف من حوالي ستة آلاف جندي بدباباتهم ومدفعيتهم اتخذ مواقع حول كربلاء. وربما يكون كثيرون من هؤلاء الجنود تراجعوا الى داخل المدينة لكن الجيش الاميركي قال انه لا يريد الدخول في معارك شوارع في هذه المرحلة.
جبهة النجف
وتتقدم وحدات اميركية اخرى في اتجاه الشمال على الجانب الشرقي من النهر. ووصلت قوة كبيرة من فرقة المشاة الثالثة الى مدينة النجف وسط العراق. وأكد ضابط اميركي كبير ان الجنود الاميركيين دخلوا مدينة النجف حيث العتبات الشيعية المقدسة 150 كلم جنوب بغداد مؤكداً ان مئات المدنيين استقبلوهم بالتصفيق.
وقال الكولونيل غريغ غراس قائد لواء الطيران في الفرقة ال101 المجوقلة "ان ما كان مهماً هو رد فعل السكان". وأكد "كان هناك مدنيون استقبلوا الجنود بالتصفيق ورحبوا بهم وشجعوهم"، مقدراً عددهم "بالمئات". الا ان مراسل وكالة "فرانس برس" الذي يرافق القوات الاميركية قرب النجف لم يتمكن من الدخول بنفسه الى المدينة للتأكد من هذه التصريحات. وتصطدم القوات الاميركية منذ ايام عدة بمقاومة شرسة في محيط النجف حيث افادت بعض المعلومات ان المقاتلين الموالين للرئيس صدام حسين تحصنوا قرب ضريح الإمام علي. واتهم مسؤول في مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر عراقيين بأنهم أطلقوا النار على القوات "المتحالفة" من داخل مسجد الإمام علي أمس لكن الاميركيين امتنعوا عن الرد باطلاق النار. وقال المسؤول الاميركي "ان استخدام النظام العراقي لمسجد علي لأغراض عسكرية هو أحدث مثال لاستراتيجية النظام المستمرة في تعريض أماكن مقدسة في العراق للخطر".
وهاجمت القوات الاميركية مواقع فدائيي الرئيس العراقي صدام حسين في النجف وقصفت مقر حزب البعث. وشاهد مراسل ل"رويترز" الهجوم الذي شنته طائرات من طراز "ايه 10 وورثوج" وحلقت خلاله فوق النجف على ارتفاع منخفض وفتحت النار على مقاتلين يعتقد أنهم من فدائيي صدام الذين أبدوا مقاومة قوية للغزو الاميركي.
وقال اللفتنانت كولونيل كريس هولدن من الفرقة 101 المحمولة جواً ان المدينة مركز لفدائيي صدام وان "الهدف هو تدمير وحدات الفدائيين وكل من يحاول تعطيل خطوط اتصالاتنا... سندمرهم". ومع تقدم الفرقة 101 المحمولة جواً من الجنوب الى داخل النجف واصلت الطائرات الاميركية والبريطانية مهاجمتها جوا.
الى ذلك، ذكر مراسل وكالة فرانس برس الموجود مع القوات الاميركية ان الفرقة الاولى من قوات "المارينز" حصلت على دعم من المدفعية وقاذفتين ضخمتين من طراز "بي - 52" اثناء المعارك للسيطرة على بلدة الحلة على بعد 80 كلم جنوب بغداد. وقال كال وورث "واجهنا اولاً مقاومة قوية ولكن قضينا عليهم المقاتلون العراقيون ونواصل تقدمنا وفقاً للخطة". واعلن ضابط في الاستخبارات الاميركية انه تم أسر نحو 50 مقاتلاً عراقياً وان مجموعات اخرى من الأسرى شوهدت تعبر جسراً تحت مراقبة المارينز. وبحسب هذا الضابط فأن ما بين 300 الى 400 مقاتل عراقي من الجيش النظامي ومن عناصر الميليشيات الموالية لصدام حسين شاركوا في المعارك.
الصحاف ينفي
ونفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس ان تكون القوات الاميركية تقدمت نحو بغداد انطلاقاً من مواقعها في الجنوب. وقال: "انا لن أدخل في التفاصيل لكنني اؤكد ان هؤلاء الاوغاد سيكتشفون في الوقت المناسب في المستقبل ان ما كانوا يتظاهرون به غير صحيح".
ونفى أيضاً عبور قوات أميركية نهر دجلة في تقدمها صوب بغداد أمس. وقال: "لدي معلومات تفصيلية عن الوضع... تثبت تماماً ان ما يزعمونه اوهام. انهم يكذبون كل يوم ومن ثم فإن ما يقولونه او يزعمونه عن تحقيق نجاحات وتقدم في النجف وكربلاء اوهام. قالوا ايضاً انهم عبروا نهر دجلة وهي أكذوبة اخرى مثل ما قالوه عن الكوت".
واتهم الصحاف قوات التحالف الاميركي - البريطاني بقصف مساجد وبرغبتها في تدمير اماكن مقدسة في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين. واضاف: "ان طائراتهم تحلق على علو منخفض فوق أضرحة الإمام علي والإمامين الحسين والعباس". وأكد ان القوات العراقية "دحرت" الأميركيين في النجف.
الحرس الجمهوري
وشنت القوات الاميركية أمس أربع هجمات برية ومجوقلة على اربع فرق من الحرس الجمهوري العراقي تحمي بغداد، بحسب ما اعلن مسؤول في القيادة الاميركية الوسطى في قطر. وهاجمت القوات الاميركية البرية والمجوقلة فرق "بغداد" و"المدينة" و"نبوخذنصر" في الحرس الجمهوري المنتشرة على شكل قوس جنوب بغداد، اضافة الى فرقة "عدنان" التي تتعرض لهجمات جوية في حين تحاول التوجه جنوباً من مدينة تكريت معقل صدام حسين على مسافة 200 كلم شمال العاصمة لتعزيز الدفاع عن بغداد.
وأسقطت قاذفات أميركية من طراز "بي - 52" أمس ست قنابل عنقودية موجهة زنة كل منها 454 كيلوغراماً على طابور دبابات عراقي يدافع عن بغداد.
وقالت قيادة القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الاميركية ان قنابل من نوع "سي بي يو - 105" أُسقطت لأول مرة على الاطلاق "لوقف طابور دبابات عراقي من مواصلة طريقه" في اتجاه القوات الاميركية التي تقاتل الحرس الجمهوري العراقي. ولم تقدم القيادة أي تقويم لحجم الأضرار الناجمة عن إسقاط هذه القنابل، ولم توضح أين سقطت على وجه التحديد. وينشر هذا النوع من القنابل عدداً من القنابل الاصغر المدمرة للمدرعات. وقد طور من نوع أقدم من القنابل بحيث يصيب الهدف على نحو أكثر دقة في أحوال الطقس المختلفة.
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان عمليات القصف قلصت الى حد كبير القدرة القتالية لاثنتين من فرق الحرس الجمهوري جنوب بغداد، ما حمل الحكومة العراقية على استدعاء تعزيزات من الشمال. وقال مسؤول في الوزارة طلب عدم الكشف عن هويته ان ثلثي ال800 غارة التي نفذتها الطائرات الاميركية والبريطانية أول من أمس استهدفا فرق الحرس الجمهوري. وأعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد: "انهم هوجموا من السماء. انهم يتعرضون للضغط على الارض. وخلال بعض الوقت، لن يكونوا هنا". وقال رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان الفرق الخمس للحرس الجمهوري التي تدافع عن بغداد قد توزعت في مواقع دفاعية ولم تنسحب امام الهجومات الاميركية. وقال "لقد نقلوا بعض الوحدات لتعزيز دفاعاتهم، لكن القدرة القتالية لبعض منها اضعفت بنسبة 50 في المئة كما اعتقد، في حالتين على الاقل، ونواصل التعامل معها". وتعتبر هذه النسبة مناسبة تماماً لشن الهجوم البري.
لندن: الحرب في مرحلة حاسمة
في لندن، أعلن قائد القوات البريطانية في الخليج أمس ان الحرب في العراق تدخل "مرحلة حاسمة"، الا انه قال ان الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين ستستغرق بعض الوقت. وقال المارشال في القوات الجوية بريان بوريدج في مقابلة مع برنامج "توداي" الذي تبثه "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ان القوات الاميركية والبريطانية ستتقدم بحذر للتقليل من الاصابات بين المدنيين والأضرار المادية. واعتبر ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة ينبغي عليها ان تستخدم مزيجاً من القوة والذكاء في المعركة القادمة للاستيلاء على بغداد. ورداً على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان الحرب التي تدخل اسبوعها الثالث اليوم، بدأت تدخل "مرحلة حاسمة" اجاب بوريدج على الفور "بالتأكيد". الا انه اضاف: "لكن النقطة التي أود ان أقولها هي ان المراحل الحاسمة عادة ما تستغرق وقتاً ولذلك لا أريد ان أعطي الانطباع انه خلال يوم او يومين سينتهي هذا". وقال "يجب ان نتقدم بحذر شديد في بغداد كما فعلنا في البصرة لأننا لا نريد ان نتسبب في اضرار تزيد عن الضرورة وبكل تاكيد فإننا لا نريد ان نزيد من عدد الاصابات بين المدنيين".
وحول المعركة الوشيكة على بغداد، المحاطة بثلاث فرق من الحرس الجمهوري، قال بوريدج ان "التحالف" لديه "قوة هجومية" كافية للهجوم على المدينة.
واضاف "جرى عدد كبير من العمليات الجوية ... ربما 1700 طلعة في اليوم من قبل طائرات اميركية وبريطانية على العراق". موضحاً "ان النسبة الاكبر من هذه الطلعات استهدف مهاجمة فرق الحرس الجمهوري". وأقر ان "من الصعب جداً" تحديد مدى الضرر الذي لحق بهذه الفرق.
وقال "انهم يميلون الى التفرق والدخول في المناطق المأهولة، كما رأينا في جنوب البلاد". واضاف "يمكننا ان نقدر فقط، ومن الصعب تحديد العدد الحقيقي".
واكد قائد القوات البرية البريطانية في الخليج الجنرال روبن بريمز من جهته، ان قواته ستبقى في المنطقة حتى اطاحة نظام صدام حسين. وقال الجنرال بريمز في تصريح الى قناة "تشانل فور" ان "الرسالة التي اوجهها الى الشعب العراقي هي اننا سنبقى وسنقوم بمهمتنا. انا رجل صبور".
ورجحت الصحف البريطانية نقلاً عن مصادر عسكرية في القيادة الاميركية الوسطى في قطر ان يكون الهجوم البري الذي ستشنه القوات الاميركية والبريطانية على بغداد "وشيكاً". ونقلت صحيفة "التايمز" عن هذه المصادر قولها ان "الزحف الكبير" قد يبدأ على الارجح "في غضون 48 ساعة"، مصحوبا بعمليات قصف مدفعي كثيف تساندها غارات جوية قبل ان تشتبك القوات البرية. وعنونت "الاندبندنت" "بدء العد العكسي لبغداد" مستندة الى نفس المعلومات.
تعداد رسمي لضحايا الحرب
في ما يلي تعداد لخسائر الحرب البشرية الذين سقطوا حتى الساعة الثالثة والنصف بتوقيت غرينتش من يوم أمس، اليوم الرابع عشر للنزاع. وبما انه يتعذر احصاء الضحايا المعلنين في هذا الطرف او ذاك فلا يشمل التعداد هنا سوى القتلى والجرحى المعترف بهم لدى كل طرف.
الضحايا العراقيون: بحسب تقدير يستند الى الارقام التي أعلنتها الحكومة العراقية منذ بدء النزاع، فقد قتل ما بين 445 الى 817 عراقياً وجرح ما بين 4206 و5801 آخرين. وفي هذه الارقام لا تميز الحكومة العراقية بين المدنيين والعسكريين لكنها تؤكد بصورة عامة ان مجمل الضحايا تقريباً هم من المدنيين.
القتلى الاميركيون: قتل 46 جندياً اميركياً منذ بدء الهجوم بحسب البنتاغون. وقد سقط 38 قتيلاً في ساحة المعركة بينما قتل العسكريون الثمانية الآخرون في حوادث او بالنسبة اثنين منهم اثناء هجوم بالقنابل اليدوية في معسكر في الكويت على يد عنصر من المارينز.
القتلى البريطانيون: سقط 26 قتيلاً بحسب الجيش البريطاني، ستة جنود قتلوا في المعركة و15 في حوادث، و5 ب"نيران صديقة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.