توقعت مصادر ديبلوماسية في الرياض ان تسفر الجولة الراهنة التي يقوم بها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى على الدول العربية، عن الدعوة إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ يخصص للبحث في مصير الجامعة العربية وتفعيل آليات العمل العربي المشترك في مواجهة الهجمات المتكررة التي تتعرض لها الجامعة والانتقادات التي توجه الى مسيرة العمل العربي المشترك. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" إن موسى الذي اصبحت لديه الآن خمسة مشاريع مقدمة من السعودية ومصر وليبيا والسودان وقطر لاصلاح الوضع العربي وتطوير اداء الجامعة "لن يجد افضل من هذا الوقت للعمل على عقد قمة عربية تخصص لهذا الموضوع، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة في العراق والتي تتطلب اظهار موقف عربي واضح يأخذ في الاعتبار التطورات الراهنة في المنطقة ويساهم في رسم المستقبل العراقي الذي أكدت المصادر انه يجب ألا يترك بيد الولاياتالمتحدة وحدها. وكان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز استقبل امس الأمين العام للجامعة العربية في الرياض على مأدبة غداء وعقد معه اجتماعاً بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قالت وكالة الانباء السعودية انه جرى خلاله استعراض مجمل الاوضاع العربية الراهنة، وفي مقدمها الوضع في العراق وتطورات القضية الفلسطينية، بالإضافة الى البحث في تطوير آليات العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف العربية. وغادر موسى الرياض في ختام هذا الاجتماع متوجهاً الى البحرين لاستكمال جولة خليجية تقوده الى عدد من دول مجلس التعاون لن تكون من بينها الكويت، التي تعرض إلى انتقادات من بعض مسؤوليها على خلفية موقفه المعارض للحرب على العراق والذي اعتبرته الكويت اخلالاً بدور الامين العام الذي يجب ان يكون محايداً في العلاقات بين الدول العربية. وتوقعت الأوساط الديبلوماسية في الرياض ان يكون موسى تلقى من السعودية التي رفضت تحميل الجامعة مسؤولية اخفاق العمل العربي المشترك، دعماً لفكرة عقد قمة عربية تخصص لتدارس مشاريع تطوير العمل العربي المشترك بخاصة وان المملكة كانت من أوائل الدول التي دعت الى ذلك عبر المشروع الذي تقدم به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى القمة العربية الاخيرة، والتي وافقت السعودية في حينه على تأجيل النظر فيه الى مؤتمر القمة العربي الدوري المقبل. وتشير هذه الأوساط الى ان الانتظار حتى المؤتمر المقبل والذي سيعقد في تونس في آذار مارس المقبل قد لا يكون مفيداً في ظل التطورات التي تشهدها الساحة العربية والتي تتطلب مواقف عربية جادة لمواجهتها، ان كان على صعيد الوضع في العراق وانعكاساته على المنطقة او على صعيد عملية السلام والضغوط الاميركية التي تعرضت لها سورية والتي جاءت على شكل تهديدات بغية تغيير الموقف السوري من قضية الصراع العربي - الاسرائيلي.