اغتال قطبا كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك مبادئ عدة من خلال استنفارهما وإعلانهما حال الطوارئ القصوى استعداداً للمواجهة الكبرى المقررة بينهما في إطار مسابقة الدوري العام، وهي القمة ال91 التي تجمعهما. ففي معسكر "الأهلي" سمح المشرف العام على قطاع كرة القدم طارق سليم والمدرب الهولندي جو بونفرير للاعب المتمرد حسام غالي بالعودة إلى المشاركة في التدريب على رغم طرده من مران السبت الماضي بسبب سوء سلوكه ورفضه تنفيذ التعليمات الفنية، إضافة إلى تطاوله بالكلام على مدير إدارة التسويق والاستثمار في النادي المهندس عدلي القيعي، الذي أخفى عن غالي العرض الذي وصله من كل من فيينورد روتردام الهولندي ودرتموند الألماني. واكتفى النادي بمعاقبة غالي مادياً فقط، وسبق أن "تنازل" أمام سيد عبدالحفيظ الذي رفض إكمال التدريب احتجاجاً على المدير الفني، وغض المسؤولون الطرف عن الحادثة واكتفوا بلفت نظر اللاعب. وفي الزمالك، أعلن مدير الكرة أحمد رفعت العفو عن اللاعبين المعاقبين والموقوفين جميعهم، وأشركهم في التدريب استعداداً ل"القمة". وشمل العفو عدداً من النجوم، في مقدمهم مدحت عبدالهادي وإبراهيم حسن وطارق السعيد ومحمد كمونة، أي الذين استبعدهم المدير الفني البرازيلي كارلوس كابرال من التشكيلة التي خاضت المباراة أمام السكر الكيني في مسابقة دوري أبطال أفريقيا. وإلى "التنازلات الأخلاقية"، قدم القطبان تنازلات إدارية، إذ وافق الأهلي على صرف المستحقات المالية للاعبين والمجمدة منذ التعادل مع غزل المحلة في الدوري. في حين منحت إدارة الزمالك اللاعبين مكافآت خاصة إلى جانب تسديدها مستحقاتهم عن الفوز ببطولة السوبر الأفريقية. فشل على صعيد آخر، فشل اتحاد الكرة في الخروج من المأزق المحرج الذي وضعه فيه الأهلي من خلال إعلانه المفاجئ الاعتذار عن عدم استضافة النسخة الثانية من بطولة الأندية العربية الموحدة المقررة من 6 إلى 20 تموز يوليو المقبل في القاهرة، وباءت بالفشل المحاولات كلها التي قام بها رئيسه الدهشوري حرب مع الأندية الأخرى ل"إنقاذه"، وهو جدد الاتصال بالزمالك الذي أصرّ على شرط الحصول على 50 في المئة من قيمة عائدات التسويق والنقل التلفزيوني، وضغط مسؤولو الاتحاد على "الإدارة البيضاء" لتعلن الموافقة على أن تحسم الأمور التنظيمية لاحقاً، لكنها أسقطت البطولة من حساباتها. كما رفض الاسماعيلي "التنطح" لها باعتبار أنها ستكبّد صندوقه الخاوي أساساً أكثر من مليون دولار... وبعد سلسلة اجتماعات طارئة طرح اتحاد الكرة ملف الأزمة على طاولة نظيره العربي. وعلم ان اتصالات أجريت ايضاً بين رئيس الاهلي حسن حمدي والامين العام للاتحاد العربي عثمان السعد لمحاولة التوفيق على رغم تقديم الاهلي اعتذاراً رسمياً، كما اتصل الاتحاد برئيس الزمالك كمال درويش لاقناعه بالعدول عن رفضه. وترددت معلومات عن وجود نية لدى الاتحاد السعودي لاستضافة البطولة في حال عدم اقامتها في مصر. وعقدت الامانة العامة للاتحاد العربي اجتماعاً امس بحضور السعد ووليد الكردي الامين العام المساعد، وعبدالله الشايع امين المال وممثلي عدد من الاتحادات العربية التي تشارك فرقها في البطولة وهم عادل مال الله قطر واحمد بلكحلة الجزائر وجورج سولاج لبنان واحمد عبدالسلام الكويت ومصطفى نجم فلسطين وميرزا احمد علي البحرين وفادي زريقات الاردن، لبحث المستجدات الطارئة والخروج بموقف نهائي.