طالب عدد من رجال الأعمال والمستثمرين والمقاولين السعوديين أمس بالحصول على عقود للمشاركة في إعادة إعمار العراق، وتنفيذ أعمال ترميم البنية التحتية التي تعرضت للهدم اثناء الحرب. وقال مدير مصنع "المتحدة لمواد البناء"، عبدالحفيظ العرموشي، ل"الحياة"، ان شركته تتطلع الى المساهمة في إعادة إعمار العراق من خلال الفرص المتاحة، والحصول على صفقات لتنفيذ المشاريع التي يحتاجها العراق، خصوصاً المتعلقة بالمقاولات ومواد البناء. وأشار الى ان منتجات السعودية من مواد البناء تعتبر من "أفضل المنتجات العالمية"، معتبراً ان حجم صادراتها الى مختلف الدول العربية والعالمية خير دليل على ذلك. ولفت الى ان نسبة الصادرات السعودية من مواد البناء ارتفعت في شكل كبير تجاوز 25 في المئة، على رغم ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين بنسبة تجاوزت نحو 15 في المئة في الفترة الأخيرة بسبب الحرب. ونفى العرموشي ان تكون الأوضاع التي مرت بها المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية أثرت على إنتاج أو تصدير مواد البناء أو على الأعمال المتعلقة بها من مقاولات وغيرها، وذلك على عكس الأوضاع في حرب الخليج الثانية عام 1991 والتي أثرت في شكل كبير على أسعار مواد البناء والمقاولات. الى ذلك، شهد مجلس الغرف التجارية الصناعية في الرياض مساء أمس اجتماعاً ضم نحو 26 مقاولاً سعودياً من أعضاء "اللجنة الوطنية للمقاولين السعوديين"، الذين يبلغ عددهم نحو 80 الف مقاول مرخص لهم رسمياً في المملكة، وذلك للبحث في امكان مشاركتهم في إعادة إعمار العراق، وتحديد حجم المشاركة في تنفيذ المشاريع، وترميم البنية التحتية في مختلف المدن العراقية، والتي تعرضت للهدم والتخريب. ويتوقع ان يكون حجم العقود التي سيحصل عليها المقاولون السعوديون، في حال موافقة الجهات المختصة السعودية على مشاركتهم في إعادة الاعمار، كبيراً بحيث يتجاوز خمسة بلايين ريال 1.3 بليون دولار، خصوصاً وان المقاولين السعوديين يملكون خبرة واسعة في هذا المجال ويعدون من "أفضل" المقاولين على مستوى الشرق الاوسط في تنفيذ مشاريع البنية التحتية. ويدل على ذلك الدور الذي قاموا به في إعادة إعمار لبنان في الأعوام الماضية.