يا سماحة شيخ الأزهر! الأقربون أولى بالمعروف. غزة أولى بفتوى الجهاد، لا سيما وأن غزة أمانة في ذمة مصر شعباً وحكومة. في أثناء تجوالي في مصر، فاجأني بعض الشباب المصريين بجهلهم أن إسرائيل احتلت غزة، من مصر، في 1967. لكن سماحة شيخ الأزهر عايش الاحتلال، وعاش في زمن الديكتاتورية المتبجحة بالقومية العربية التي حولت هزيمة 1967 الى نصر، وبعدها حولت تركة عبدالناصر، أي نصر 1973 الذي شاركت فيه أنا شخصياً، الى هزيمة، وألزمت مصر خيانة الأمانة أي غزة. وعندما كان صدام حسين، وهو صنيعة جمال عبدالناصر، يبيد المسلمين بالكيماوي، جلس 500 من كبار العلماء وقالوا: أسلحة الدمار الشامل حلال بيد صدام حسين. وهؤلاء ليسوا في خاطر أحد. بل سليمان خاطر هو في خاطر كل عربي، بعد أن سُمح للاستخبارات بقتله. واليوم يقتل الجنود الإسرائيليون الفلسطينيين في رفح، على حدود مصر التي رسمتها معاهدة كامب ديفيد. وليس من سليمان خاطر بعدهم. وسيناء منزوعة السلاح. وهذا ما لا يعلمه معظم الشعب المصري. والجيوش الوطنية غير قادرة على حماية حدود بلدانها. وواجبها حماية الديكتاتورية. وصدام اليوم، مثل سابقه وغيره، سرق أهداف الشعب العربي في الوحدة والحرية، وأبقوها لأنفسهم، وعمدوا الى تحطيمها. برلين - د. لطيف الوكيل