غادر متطوعون من الاردن ولبنان الى العراق للقتال الى جانبه في مواجهة التحالف الاميركي - البريطاني. واعلنت لجنة شعبية في عمان ان "زهاء 500 أردني عبروا الحدود السورية - العراقية، في اتجاه بغداد، للمساهمة في مواجهة القوات الاميركية - البريطانية، فيما تعد لجان اخرى في مدن أردنية ترتيبات لإرسال متطوعين لتنفيذ عمليات فدائية في العراق. وصرح الناطق باسم "لجنة التعبئة الوطنية للدفاع عن العراق" جمال العلوي ل"الحياة" ان "المتطوعين الاردنيين وصلوا الى معسكرات خاصة في العراق لتلقي التدريب على القتال ضد الغزو الاميركي - البريطاني". ورجح ان "يكون بينهم اشخاص مستعدون لتنفيذ عمليات استشهادية". ويقود اسلاميون في جنوبالاردن حملة لتسجيل فدائيين للدفاع عن العراق، خصوصاً في مدينتي الكرك ومعان حيث رفع متظاهرون الجمعة الماضية لافتات تدعو السكان الى تشكيل "مجموعات جهادية" باسم "فصائل جعفر الطيار" الصحابي الذي قاد معركة بين المسلمين والروم في السنة الثامنة للهجرة 630 ميلادية في بلدة مؤتة في الكرك، ولا يزال ضريحه فيها محجاً للشيعة العراقيين. وقال المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" الاردنية عبدالمجيد ذنيبات ل"الحياة" ان "اعداداً كبيرة من الشعب الاردني مستعدة للقيام بعمليات استشهادية ضد الغزاة في العراق. لكن ذلك يحتاج الى ترتيبات مؤسسية". ومن بيروت غادر 36 متطوعاً 27 لبنانياً و6 فلسطينيين ومصريان وسوري الى العراق ل"مساعدة اخوانهم العراقيين هناك في القتال ضد العدوان الاميركي والبريطاني" بحسب ما قال ل"الحياة" المستشار الاعلامي في السفارة العراقية في بيروت نوري التميمي. وأكد ان "اعداد طلبات المتطوعين تتزايد يومياً بالعشرات، شباناً ورجالاً وشيوخاً ونساء، لكننا نعطي التأشيرة للحد الأدنى منهم، آخذين في الاعتبار عدداً من المسائل بينها السن والوضع العائلي". وأكد التميمي ان "بادرة هؤلاء الشبان تؤكد انهم مدركون مثل الشعب العربي كله ان الأمة العربية كلها مستهدفة بالعدوان الاميركي - البريطاني وليس العراق وحده". وأضاف انه "رد فعل طبيعي للدفاع عن النفس لأن معركة العراق هي معركة كل العرب". وقال ان على الدول العربية ان "تقاطع سياسياً واقتصادياً دول التحالف الذي يشن الحرب على العراق". وكان المتطوعون تجمعوا أمام مقر السفارة العراقية في الحازمية شرق بيروت، حيث تسلموا جوازات سفرهم التي وضعت عليها تأشيرات الدخول الى العراق، بعدما تقدموا لطلبها قبل خمسة ايام. وقبل ان يصعد المتطوعون الذين تتفاوت أعمارهم بين 19 عاماً و25 الى الحافلة التي ستقلهم الى العراق، أدوا الصلاة امام السفارة. وخطب أحدهم فيهم قائلاً ان "الجهاد فرض على كل مسلم". وفيما كان أحدهم يودع زوجته وأطفاله الذين رافقوه عانق آخر مطولاً والده قبل الصعود الى الحافلة وهو يحمل على غرار رفاقه الآخرين كيساً صغيراً يحتوي على اغراضه. وعندما انطلقت الحافلة في اتجاه دمشق هتف المتطوعون "الله اكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا عراق". وأكد علي وهو شاب كان موجوداً في المكان لوكالة "فرانس برس" انه كان يود هو الآخر التوجه الى العراق مع رفاق آخرين، لكن السفارة طلبت منه العودة بجواز سفر سليم.